الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«كيش».. جزيرة الأوهام تهدد «الحلم القطري»

22 ديسمبر 2017 03:18
دبي (الاتحاد) تحول مونديال 2022 إلى بحر من الرمال المتحركة التي تبتلع قطر يوماً بعد يوم، ليس على المستوى الرياضي والتنظيمي فحسب، بل على المستويات كافة، وخاصة في الجانبين السياسي والاقتصادي، فقد سعت قطر لتنظيم المونديال في ظل معادلة أدرك العالم تفاصيلها، وهي وفرة المال والرغبة في التخلص من عقدة القزم الباحث عن دور على الساحة العالمية، وفي ظل إدراك العالم أن قطر حصلت تنظيم المونديال مقابل أكبر رشوة في التاريخ، فإن السلطات القطرية تسعى بكل قوة للإبقاء على «أحلامها غير المشروعة»، ومقاومة كافة مبررات سحب التنظيم حتى وإن تحالفت مع الشيطان. «الشيطان» هو إيران، أو «الشريفة» كما أطلق عليها القطريون «رسمياً»، فقد ظهرت إيران خلال الأيام الماضية بوجه أكثر جرأة، حينما طالبت بما يشبه الشراكة في تنظيم مونديال 2022، فقد أشارت تقارير إلى أن الاتحاد القطري لكرة القدم سوف يقوم بزيارة لجزيرة كيش الإيرانية تلبية لدعوة إيرانية، لدراسة كيفية استخدامها لدعم تنظيم كأس العالم 2022، وهو تواصل ليس له معنى سوى الموافقة القطرية على الاستعانة بالإيرانيين والاستقواء بهم ضد الجيران العرب، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد فقد ظهرت كل الدلائل عليه طوال فترات المقاطعة العربية والخليجية لقطر، والتعنت القطري في تنفيذ المطالب العربية التي من شأنها إنهاء الأزمة، وعلى رأسها التوقف عن دعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول. السعي الإيراني إلى الحصول على جزء من «كعكة» المونديال يصب في مصلحة إيران في المقام الأول، فهي دولة تعاني من العزلة الدولية، وترغب في فرض نفسها على الساحة العالمية من نافذة تحقق لها التواجد، ولن يكون هناك سيناريو أفضل من كأس العالم، وهو الحدث الذي يحظى باهتمام عالمي لافت. كما أن الجانب الإيراني يرغب في ابتزاز قطر بالحصول على المال لاستثماره في هذه الجزيرة من أجل جعلها وجهة سياحية، ومنطقة تجارية حرة تخرج بها إيران من عزلتها الاقتصادية والسياسية، وبعد أن يتحقق هذا الهدف، فلن يجد القطريون من يقف معهم إذا ما تقرر سحب تنظيم المونديال، والذي يبدو أنه مسألة وقت لا أكثر في ظل توفر الكثير من الأدلة على الرشوة وانتهاك حقوق العمال، وتأثيرات المقاطعة العربية، والتعثر الاقتصادي المترتب على المقاطعة العربية، وتأثيراته على معدلات إنجاز البنية الأساسية والملاعب والمنشآت المونديالية. كما أن تدخل إيران في الملف المونديالي سوف يعزز مبررات سحب التنظيم من قطر، فمن المعروف أن إيران على رأس الدول الداعمة للإرهاب، كما أنها واحدة من الكيانات التي يسعى الغرب إلى عزلها بسبب تدخلها في شؤون الدول الأخرى، وانتهاجها سياسة «الحرب بالوكالة» كما يحدث في اليمن من دعم قوي للميليشيات الحوثية، وتدخلها في الملف السوري، والعراقي، وكذلك وجودها المؤثر في لبنان عن طريق وكيلها الرسمي حزب الله، وسعيها لإثارة الفتن في البحرين، أي أن التدخل الإيراني في ملف قطر المونديالي لن يساعد على إنقاذه، بل سوف يكون المسمار الأخير في نعش «الحلم القطري» الذي يرغبون في تحويله إلى واقع بالرشى والمال والسياسي. وعد حمد لإيران ! وبالعودة إلى المحاولات الإيرانية المستمرة للقفز على ملف مونديال قطر 2022، فقد تمت مناقشة هذا الأمر في نهاية ديسمبر 2010، أي بعد حصول قطر على تنظيم البطولة بما يقرب من 27 يوماً لا أكثر، حيث أعلن مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة التربية البدنية في هذا الوقت علي سعيدلو عن استعداد إيران لمساعدة قطر في استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، مشيرا إلى الموافقة النسبية من جانب أمير قطر لإقامة بعض مباريات المونديال في إيران. وقال سعيدلو في تصريح صحفي تم نشره في نهاية ديسمبر 2010 إن أمير قطر في هذا الوقت حمد بن خليفة رحب بالمقترح الإيراني، وذلك على هامش المباحثات التي تمت خلال زيارة أمير قطر إلى إيران، وأضاف المسؤول الإيراني: «لاشك في أن إقامة مثل هذا الحدث الرياضي في بلادنا، سيرفع مكانة إيران الرياضية في العالم وإن الرياضة فرصة لتوسيع الصداقة وتعزيز العلاقات بين الدول ونحن على استعداد لنكون مضيفين جيدين إلى جانب قطر». وتابع: «أمير قطر وفي اجتماعنا معه أعلن بأن قطر تريد أن تقوم بعمل كبير في استضافة كأس العالم وبإمكانها في هذا السياق أن تطلب العون من إيران»، مثل هذه الوقائع الموثقة التي قد ينساها البعض في ظل كثرة وتداخل الأحداث السياسية والإقتصادي والرياضية، هي المؤشر الأقوى على أن المقاطعة العربية لقطر لها ما يبررها، ليس ذلك فحسب، بل هي تؤكد أن هذه المقاطعة تأخرت كثيراً في ظل حرص السعودية والإمارات ومصر والبحرين وغيرها من الدول العربية والخليجية على إعادة قطر إلى الطريق الصحيح، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل التعنت القطري، فكان الدواء الوحيد المتاح هو المقاطعة باعتبارها أحد عقاقير مقاومة «السرطان القطري» الذي يهدد استقرار المنطقة. وما يثير الدهشة هو هذا التزامن بين استغلال قطر للملف المونديالي بالتزامن من تنفيذ أجندات سياسية تعصف بأمن واستقرار المنطقة، فقد أصبح التهديد الإيراني واضحاً، ويتمثل في إطلاق ميليشيات الحوثي التابعة لإيران الصواريخ صوب عاصمة الخليج والعرب «الرياض»، وفي الوقت ذاته تمد قطر يدها للجانب الإيراني لتطلب مساعدته ودعمه في تنظيم المونديال، مما يؤكد أن قطر تصر على عزل نفسها تماماً عن محيطها العربي والخليجي بتعاونها مع مصدر التهديد الأول لدول المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©