الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيرث.. جوهرة المدن الأسترالية يعشقها هواة المغامرة

بيرث.. جوهرة المدن الأسترالية يعشقها هواة المغامرة
9 فبراير 2010 20:28
مدينة بيرث الأسترالية لا تقل أهمية عن مدينتي “سيدني” و”ملبورن”، مع أنهما أكثر شهرة منها. وهي على تفردها البيئي والطبيعي، تعتبر بمثابة الجوهرة اللماعة في القارة الأسترالية. ما يمنحها هذا اللقب، غناها بالمعالم التاريخية والثقافية وما تقدمه من نشاطات منوعة للعائلات المقيمة والزائرة. ويكفيها موقعها الجغرافي فخرا ليشكل لها عامل الجذب السياحي الأول. فهي تقع على الساحل الغربي وتطل بشواطئها على المحيط الهندي، مما يمنحها سحراً يستحق الاكتشاف. بعدما أطلقت “طيران الإمارات” رحلاتها المباشرة عبر دبي إلى “بيرث”، بات من الأسهل التخطيط لقضاء الإجازات الطويلة هناك. وأول ما يجدر زيارته في تلك الربوع، نهر “سوان” الذي يلتف عبر المدينة. إنه المكان المفضل لدى السكان حيث يقومون عادة بالتنزه وإقامة حفلات الشواء واللعب بكرة القدم و”الكريكت”. وفي الجوار يقع منتزه “كينجز بارك” الوجهة السياحية الأكثر جذبا، والتي تستقطب سنويا ما يزيد عن 6 ملايين سائح يزورونها لمشاهدة أكثر من 300 من أصناف النباتات المحلية، و80 نوعاً من الطيور التي تنتشر في الحدائق الغناء على مساحة 400 هكتار من الغابات الطبيعية. والسياحة في أرجاء الطبيعة، أمر معتاد هناك، فالأستراليون يشجعون السياح على ممارسة هواياتهم، إذ أنهم يقضون الكثير من أوقات فراغهم في العراء، وعند المقاهي والمطاعم المنتشرة على ضفاف النهر وفي الحدائق والبساتين. ووسط البيئة النظيفة، تحلو ممارسة الرياضات المائية والإبحار بالشراع البحري أو القيام بنزهة بالسفينة. أما هواة المغامرات، فيمكنهم ممارسة القفز بـ”الباراشوت” من الطائرات الصغيرة. ركوب الأمواج وللبحر هناك، متعة خاصة إذ تزدحم يوميا وفود السياح عند الشواطئ الغربية “سكاربورو” و”كوتيسلو” و”تريج” لممارسة السباحة وركوب الأمواج تحت أشعة الشمس، أو رمي شباك الصيد داخل الأمواج عند الغروب. أما الشواطئ الجنوبية فتعتبر الأكثر انبساطاً والأسهل بالنسبة للسباحة بعيداً عن مغامرات التحدي بالقفز. ويعتبر مرسى “الدولفين” في “ماندورا”، من الوجهات الأساسية المطلة على البحر حيث يمكن تناول المأكولات البحرية الطازجة من سرطان الماء والأسماك. والموقع ممتاز للقيام بجولة بعد الغداء على المعارض الفنية القريبة، وكذلك للتسوق من المحترف الفني الذي يعرض من بين ما يعرضه الملابس التقليدية للمصممين المحليين. وبالقرب من “روكينغام” تحلو تجربة مغامرة فريدة ومثيرة، وهي السباحة مع الدلافين ومشاهدتهم من أسفل قعر القارب المصنوع من الزجاج. هذه الرحلة توفرها الفنادق وكذلك الجولات السياحية إلى جزيرة “البطريق” واللقاء مع أسد البحر. وعند زيارة بيرث، فإنه من الممتع التخطيط لقضاء يومين في جزيرة “روتنيس”. الوصول إليها يكون بالركوب لمدة 90 دقيقة في المركب العابر، ثم القيام برحلة استثنائية بواسطة التاكسي الجوي لمشاهدة المدينة من أعلى. وتتميز مياه الجزيرة بالخلجان المحمية، وشفافية المياه الزمردية الخضراء التي تعتبر ملاذاً لعشاق الغطس والسباحة تحت الماء بواسطة أجهزة التنفس. في هذه الجزيرة لا يسمح بوجود السيارات، وللتنقل فيها لا بد من استئجار دراجة هوائية وقيادتها على الطرقات السهلة. التمساح “سيمو” قد يكون أكثر ما يشغل بال العائلات المسافرة، الوسائل الترفيهية المتاحة للأطفال. وفي بيرث، مجموعة فعاليات يمكن الاستفادة منها لأفراد الأسرة مجتمعين، أهمها على جدول الأعمال زيارة حديقة الحيوانات ثم التنزه بالسفن القريبة عند سفوح نهر “سوان”. والحديقة لا تعنى فقط بالترويج للتثقيف وحماية الحيوانات، وإنما كذلك بإطلاع السياح على الحيوانات المحمية وتقديم الشرح العلمي الوافي حولها. ومن أبرز ما يلفت النظر هناك المنصة الزجاجية (طولها 12 متراً)، والتي تتضمن واحداً من أكثر الحيوانات المخيفة. إنه التمساح “سيمو” الذي يصل طوله إلى 4.8 متر، ويحتشد الزوار لمشاهدته أثناء فترات الإطعام. ومن النشاطات المحببة لدى العائلات، إمكانية مشاهدة الأفلام السينمائية في الهواء الطلق خلال عطلة نهاية الأسبوع في مثل هذا الوقت من السنة وحتى نهاية أبريل. ومن الممتع أنه يتم توزيع البطانيات على الجمهور للتدفئة من شدة البرد مع دخول ساعات الليل. كما يمكن للعائلات المشي في الأدغال وركوب الدراجات الجبلية والسيارات ذات الدفع الرباعي. وكذلك التسوق من شارع “هاي” وشارع “موراي” حيث الكثير من المواقع المدرجة ضمن قائمة “اليونسكو “ للحفاظ على المباني التراثية. أما المشتريات النادرة فيمكن الحصول عليها من ساحة لندن، حيث الأحجار الكريمة، والقبعات، والأزياء التي يغلب عليها طراز اليزابيث الإنجليزية. مباني المساجين من الأمور التي تريح السائح أن وسائل النقل العام بواسطة القطار أو الحافلات، سهلة الاستخدام في المدينة. وهناك يمكن التوجه نحو الجنوب إلى قرية “ماندورا” في أقل من ساعة بواسطة القطار، والاستمتاع بمحيط “مارينا”. ومع ذلك، فإن التنزه سيرا على الأقدام في بيرث، يدخل إلى النفس ثقافات جديدة. وعند التنقل بين شارع وآخر، يكتشف السائح ما هو أجمل من الفنادق المنتشرة. وبمجرد أن يقع نظره على المباني التاريخية، فلا بد أن يتوقف عندها. ومعظم هذه المباني التي تعتبر من أهم المعالم السياحية في البلاد، قد شيدت أصلاً من قبل المساجين المحكومين القادمين من انجلترا خلال أواخر القرن الثامن عشر. وبينها مبنى دار العدل القديم، والمباني التاريخية الواقعة عند متحف المستعمرات. وللمهتمين في زيارة بيرث قريبا، فهي تشتهر بمهرجانها السنوي الذي يقام خلال شهر فبراير، وهو عبارة عن مزيج بين المسرح والموسيقى والفنون. يتخلله مهرجان “وايلدفلاور” الذي يقام في “كينجز بارك” ويستقبل العروض الموسيقية الحية وسط الحدائق بمشاركة الفنانين المقيمين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©