الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. معضلة التطرف والمنظور الغائب

غدا في وجهات نظر.. معضلة التطرف والمنظور الغائب
6 سبتمبر 2014 19:46
يقول د. شملان يوسف العيسى: رغم المحاولات الجادة التي تبذلها دول العالم ودول الاعتدال العربية لتهدئة الأوضاع في المنطقة، حتى لا تنفجر الأمور وتحترق المنطقة ككل، فإن ما يشهده الوطن العربي من أحداث إرهابية دموية بشعة وهمجية تفرض على أهله التفكير بمستقبل منطقتهم ومراجعة الأوضاع المتردية فيها بشكل علمي وعقلاني ومنطقي بعيداً عن الشعارات والدعوات الإنشائية للتهدئة. ومن بوادر احتراق المنطقة ما يلي: - إقدام تنظيم «داعش» على ذبح الصحفيين الأميركيين وتهديده بذبح صحفي بريطاني لديه. ماذا ستكون ردود الفعل الغربية تجاه هذه الجريمة البشعة؟ الرئيس الأميركي باراك أوباما علّق على مقتل الصحفي الأميركي بالقول إنه سيواصل قيادة جهد إقليمي ودولي لمواجهة بربرية «داعش».. فالتصدي لهذا التنظيم سيستغرق وقتاً. - رفض الحوثيون في اليمن مبادرة الرئيس هادي بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة وتخفيض أسعار الوقود على أمل أن يسهم ذلك في إبعاد اليمن عن الحرب الأهلية، إلا أن الحوثيون ممثلين بـ«أنصار الله» لم يوافقوا على هذه المبادرة، ما يعني أن العودة للحرب الأهلية أصبحت أمراً حتمياً إذا لم يتدخل العقلاء لإنهاء الأزمة. - القبض على 88 شخصاً في السعودية يعدون لهجمات إرهابية في مناطق عدة من المملكة، ما يؤكد أن الخلايا الإرهابية التي يديرها الفكر الجهادي المتطرف لن تتوقف رغم الجهود الجبارة التي تبذلها الأجهزة الأمنية لملاحقتهم. - احتلال مسلحين تابعين لمليشيات «فجر ليبيا» مقر شركة البريد والاتصالات الرئيسة في العاصمة طرابلس، في سلسلة اقتحامات واحتلال مقار حكومية، منها وزارات الداخلية والخارجية والصحة والاتصالات. وقد حدثت أعمال نهب طالت العديد من مخازن السلع التجارية، منها مخازن تمويل وثلاجات بمنطقة صلاح الدين ومحال تجارية في منطقة السراج. - في مصر استشهد ضابط وعشرة جنود في كمين إرهابي في سيناء، نصبه إرهابيون لثلاث مدرعات من الشرطة. ويأتي هذا الحادث في المنطقة نفسها التي استشهد فيها 25 جندياً في أغسطس من العام الماضي. زمن المواكب والجنائز في بلاد العرب أشار د. رضوان السيد إلى أنه خلال أقل من خمس سنوات وجِد نصف مليون قتيل عربي، و12 مليون مهجر.. وبين الطغيان والطائفية والإرهاب، تتزايد الصعوبات! عندما كانت الحشود في فنيدق بعكّار (لبنان) يوم الأربعاء في 3/9/ 2014، تودع جثمان الجندي علي السيد الذي ذبحته «داعش» في جرود عرسال، كان المسلحون بحي جوبر على مشارف دمشق يعلنون عن صد الهجمة العشرين من جانب قوات النظام و«حزب الله». وكان البرلمان العراقي يعقد جلسة خاصة للاستماع إلى تقارير كبار العسكريين العراقيين عن أسباب اختفاء مئات الجنود في معسكر سبايكر على أطراف تكريت في يونيو 2014 إباّن هجمة «داعش» التي لم تنته باحتلال الموصل. فاللغز أنّ هؤلاء الجنود ما ظهروا بين الأحياء (الهاربين) أو الأموات (الصامدين أو المذبوحين!). وفي اليوم ذاته، أي يوم حشود عكار الجنائزية، كان عبدالملك الحوثي يزيد من إطباقه على صنعاء بالحشود والسلاح بحجة عدم تلبية الحكومة اليمنية لمطالبه؛ بينما كان مسلَّحو «فجر ليبيا» (وأي فجر وفجور!) يعلنون استيلاءهم بالكامل على العاصمة طرابلس؛ بينما كان أردوغان يُنكر على البرلمان الليبي المنَتَخب حقَّه في الاجتماع بمدينة طبرق بدلا من طرابلس! ويومها زار نوري المالكي، رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته، بلدة أمرلي (سكانها من الأكراد الشيعة) محتفلا بتحريرها، ومهلِّلا بتحويل العراق مقبرة لـ«داعش» (بواسطة الطائرات الأميركية بعدما فرّ جيشه المقدام!). فنزويلا.. من مُصدّر للنفط إلى مستورد يقول أندريس أوبنهايمر : اشتهرت الحكومة الشعبوية في فنزويلا بإدارتها الكارثية للاقتصاد، لكنني لم أتصور أبداً أنها ستقود الدولة، التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم، إلى بدء استيراد النفط. وأفادت وكالة «رويترز» الإخبارية، نقلاً عن وثيقة داخلية من شركة «بي دي في إس إيه» النفطية المملوكة للدولة، بأن حكومة الرئيس «نيكولاس مادورو» تخطط إلى بدء استيراد خام النفط للمرة الأولى لمزجه مع الخام الفنزويلي والحيلولة دون مزيد من تراجع إنتاج الدولة الإجمالي. وبدأ إنتاج فنزويلا من الخامات الخفيفة يتراجع منذ تولي الرئيس الراحل «هوجو تشافيز» في عام 1999، وتحتاج الدولة بشدة الخامات الخفيفة لمزجها مع أنواع من النفط الثقيل، ومن دون هذا المزج تكون شديدة الكثافة ولا يمكن نقلها عبر خطوط النفط إلى الموانئ الفنزويلية وتصديرها إلى الخارج. ولابد من الاستفادة مما يحدث لإنتاج النفط الفنزويلي، الذي يمثل 95 في المئة من إيرادات التصدير الفنزويلية، لمعرفة ما يحدث عندما تبدأ حكومة شعبوية في توزيع ثروة الدولة في صورة مساعدات نقدية، من دون الاستثمار في الصيانة والإبداع. ومثلما حدث مع قطاع انتاج السكر الذي كان مزدهراً في كوبا، دمرت إلهامات تشافيز الدجاجة التي تبيض ذهباً! أفريقيا السوداء.. تائهة منذ الاستقلال يقول د. عبدالله المدني : عدت للتو من المغرب الشقيق بعد مشاركتي في الدورة 36 لمنتدى أصيلة السنوي التي احتفت هذه السنة بالبحرين كضيفة شرف، فأفردت مساحة واسعة لتعريف الجمهور المغربي بفنون وتراث البحرين ونتاجها الفكري والأدبي، علما بأن مشاركتي هذه كانت بدعوة خاصة من الأمين العام للمنتدى المفكر محمد بن عيسى، وليس ضمن وفد وزارة الثقافة البحرينية التي لها معاييرها الخاصة لجهة من تختار ليمثلها في المؤتمرات الخارجية. وللذين يجهلون طابع هذا المنتدى الذي بدأ يتوطد عاماً بعد عام رغم ضعف إمكاناته المالية، نقول انه يتميز عن بقية المنديات في أنه لا يحتضن ضيوفه دفعة واحدة وإنما على مراحل، بمعنى أن من تنتهي مهمته يغادر ليحل محله آخرون. وكان من نصيبي أن أشارك في بداية انطلاق فعاليات هذا الموسم في نهاية الأسبوع الأول من أغسطس. وهكذا وجدتُ نفسي محشوراً بين عدد من المسؤولين من أفريقيا السوداء في جلسة حول مفهوم الدولة الوطنية والمخاطر التي تواجهها، إضافة إلى موضوع التكتلات الإقليمية في عالم اليوم وجدواها في خلق التنمية المستدامة وإنقاذ الأوطان من الفقر والحروب والتمزق. حماية المسيحيين في الشرق الأوسط يعتقد جيمس زغبي أن لدينا الآن كل المبررات والدواعي الكافية للاهتمام بمصير المسيحيين في العالم العربي. وفي العديد من دول المنطقة لم تتمكن كنائسهم القديمة من تجاوز المحن والمصاعب المتتابعة والغزوات الأجنبية والقمع الداخلي فحسب، بل إنها لعبت أيضاً دوراً مهماً من حيث إسهاماتها العميقة في صياغة وإثراء الثقافة العربية والحضارة الإسلامية برمتها. وبالنظر إلى الظواهر العدائية التي تفشت خلال أحداث ما سمي «الربيع العربي» في الشرق الأوسط، وجدت الأقليات الدينية والإثنية نفسها في لجّة الأخطار الداهمة، وعالقة في خضم الصراعات المذهبية والطائفية. وهي تعاني الآن من الاحتلال والاستبعاد القسري عن الحياة الاجتماعية والسياسية. وقد كتب لهذه التجمعات البشرية التي تعرضت لهذا المصير المؤلم أن تدفع ثمناً باهظاً، خاصة في سوريا والعراق. وقد تفاقم نزوح هذه التجمعات البشرية من بيوتها ومدنها هرباً من عنف الحروب الأهلية التي اجتاحت تلك البلدان، أو بسبب تعرضها للطرد والترحيل القسري على أيدي المتطرفين المجرمين في إطار حملاتهم الشعواء للتطهير الديني، ولذلك فإن حجم التجمعات البشرية المسيحية قد شهد تراجعاً كبيراً وبما يبرر مشاعر الخوف من انقراضها تماماً في أوطانها ومعاقلها التي عاشت فيها على مر العصور. وبما أن هذه الكنائس تعود من حيث القِدَم إلى أيام سيدنا المسيح عليه السلام، وأنها أضافت خلال هذا الوقت الطويل الكثير من عناصر الغنى والتنوع لثقافة وحضارة المشرق العربي، فإن من غير المعقول أن نتصور دولاً مثل مصر ولبنان وفلسطين وسوريا والعراق من دون وجود الأقباط والمارونيين والسريان والآشوريين والكلدان وبقية أتباع الكنيستين الكاثوليكية الغربية والأورثوذوكسية الشرقية. «الكاتالونيون».. ومطلب الانفصال عن مدريد يرى بين باربير أن ثمة صدعاً جديداً في جدار الوحدة الأوروبية ظهر مؤخراً في شمال شرق إسبانيا، حيث يعيش الشعب الكاتالوني الذي ينطق لغة أقدم من الإنجليزية، ويطالب بالتخلي عن وصاية إسبانيا والاستقلال عنها وتشكيل دولة أوروبية جديدة أطلق عليها اسم «كاتالونيا». وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن 70 بالمئة من أصل 7.5 مليون كاتالوني يفضلون التصويت لمصلحة الاستقلال والانفصال عن إسبانيا. وفي شهر يوليو الماضي، اجتمع رئيس الوزراء الإسباني «ماريانو راخوي» مع رئيس إقليم كاتالونيا «آرتور ماس» وقال عقب الاجتماع إن استطلاع رأي الكاتالونيين (التصويت) هو إجراء غير قانوني ولا يمكن القبول به. وتعد مدينة برشلونة المعقل التاريخي للكاتالونيين، والمنطقة التي يحتشد فيها أكبر عدد من الناطقين باللغة الكاتالونية. وهي تمتد من الناحية الإدارية جنوباً حتى مدينة «فالنسيا» وتضم جزيرتين مهمتين في البحر المتوسط هما «مايوركا» و«إيبيتزا»، بالإضافة لدويلة «أندورا» المستقلة الصغيرة. ويبدو وكأن الناطقين باللغة الكاتولونية التي تتألف من مزيج من اللغات الفرنسية واللاتينية القديمة والإسبانية وبعض الأصول اللغوية الأخرى، قد افتتنوا بالحركة الانفصالية التي تشهدها اسكتلندا حيث تم تحديد موعد تصويت الاسكتلنديين على الانفصال عن المملكة المتحدة يوم 18 سبتمبر الجاري. وخلافاً لما هو عليه الحال في إسبانيا التي حظرت إجراء أي تصويت على الاستقلال، فإن الحكومة البريطانية وافقت على السماح للاسكتلنديين بإجراء التصويت مهما كان القرار الذي سيتخذونه بناء على نتائجه. تناقضات الائتلاف العسكري في العراق تقول كارين دي يونج إن جميع الدول بغض النظر عن الاختلافات فيما بينها، يتحتم عليها أن تعمل باتجاه تفكيك تنظيم «داعش» ودحره. لقد أدت الحرب العاجلة لوقف تمدد قوات «داعش» ومنعها من الاستحواذ على المزيد من الأرض العراقية، إلى قبول إدارة أوباما لما كانت ترفضه بشدة فيما مضى. وعندما تمكنت المليشيات الشيعية المدعومة من إيران والمصنفة في ملفات الإدارة الأميركية على أنها حركات محظورة، من استرجاع بلدة «أمرلي» من المقاتلين السُّنة الأسبوع الماضي، شعر المسؤولون الأميركيون بالارتياح. ولعل من عجائب الصدف أن يكون «قاسم سليماني» قائد «لواء القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الذي يوصف بأنه العدو الأكبر للولايات المتحدة، موجوداً خلال تلك المعركة. وقد شوهد قبل أيام قلائل من إطلاق الهجوم، وهو يصافح بعض مقاتلي المليشيات الشيعية على خط النار. وفي أقصى شمال العراق، استولى المقاتلون الأكراد على مدينة كركوك الغنية بالنفط. ويبدو وكأنهم قد حصلوا بذلك على «جائزتهم الدسمة» التي سبق أن تم الإعلان أنها تقع خارج حدودهم الإقليمية التي اعترفت بها كل من بغداد وواشنطن. وبدلاً من أن تطالبهم واشنطن بالانسحاب منها، ظهر أن الإدارة الأميركية تشعر بالسعادة؛ لأن «جهة ما» تسيطر على المدينة بدلاً من «داعش». وقد باتت مثل هذه السياسات الاسترضائية شيئاً مقبولاً ومثيراً للفرح طالما أنها تؤدي في نهاية المطاف إلى دحر «داعش» التي وصفها أوباما في خطاب الجمعة الماضي بأنها «منظمة وحشية تشكل تهديداً خطيراً على الولايات المتحدة وحلفائها». ولا شك في أن بعض ما يحدث لا يشكل موقفاً مثالياً ولا أخلاقياً وفقاً لما قاله أحد مسؤولي إدارة أوباما. وهناك تخوف واسع النطاق من أن تكون هذه المواقف الغربية التي تبرز على أرض المعركة سبباً في خلق مشاكل أدهى وأمرّ في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©