دعت منسقة الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة فاليري آموس في وقت متأخر الليلة قبل الماضية بنيويورك المانحين والمنظمات الإنسانية، لتوفير مليار دولار لمقابلة الاحتياجات الأساسية العاجلة لضحايا الجفاف في الصومال بصفة خاصة وإقليم شرق أفريقيا على وجه العموم. في حين أعرب يورجن هيرويس رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” في ألمانيا أمس، عن سعادته باستعداد الألمان للتبرع لصالح ضحايا كارثة المجاعة في القرن الأفريقي. وجاء نداء منسقة الإغاثة الدولية الطارئة بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للقضايا الإنسانية.
وقالت المسؤولة الدولية أن المجتمع الدولي بما في ذلك الجهود الشعبية، أظهر قدراً كبيراً من السخاء بمسارعته لجمع التبرعات والإغاثة الأساسية لشعب الصومال، لكن ذلك لم يكن كافياً للوصول لكافة المحتاجين للمساعدة.
وذكرت آموس أن 12 مليون شخص في الصومال وكينيا وأثيوبيا وجيبوتي يعانون من تداعيات الجفاف وما نجم عن ذلك من مجاعة وأمراض مرتبطة بها.
وأضافت بقولها إن الوضع في الصومال أكثر مأساوية، مبينة أن المساهمة بالمال والتبرعات العينية والمشاركة بأعمال تطوعية والعمل على توصيل ما يجري في تلك المنطقة بالنشر واستخدام كافة وسائل التوصيل، سيكون مساهمة قيمة في جهود معالجة هذه الأزمة.
من جهته، أبلغ أنثوني ليك مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” الصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أن الأطفال في المنطقة التي تعاني من الجفاف، هم الأكثر تضرراً من المجاعة وأمراض سوء التغذية.
وحذر من أن الأزمة في منطقة القرن الأفريقي تتفاقم بمعدل سيجعل منها “كارثة إنسانية”. وأوضح أن حوالي 10 آلاف طفل قضوا سلفاً بالمجاعة وأن 300 ألف آخرين يتهددهم الموت، مضيفاً أنه في المحصلة، فإن 1.5 مليون طفل تأثروا بالأزمة في المنطقة.
من جهته، أعلن مدير اليونسيف بألمانيا في تصريحات لصحيفة “دورتموندر رور ناخريشتن” الألمانية الصادرة أمس، أن “التضامن والاستعداد للتبرع لدى الألمان كبير جداً، فقد تم التبرع للمنظمة المعنية بالطفولة والأمومة من أجل مساعدة القرن الأفريقي حتى الآن بـ11 مليون يورو”.
وذكر هيرويس أن المساعدات ستكون ضرورية حتى نهاية العام الجاري على الأقل، موضحاً أهمية دعم الزراعة في القرن الأفريقي. وقال “يتعين أن يكون الناس هناك قادرين على إمداد أنفسهم بالغذاء”.
وأضاف هيرويس أن أزمة المجاعة في القرن الأفريقي تسبب فيها أيضاً، بجانب الجفاف، التجاهل الدولي للمنطقة عبر سنوات مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الناجم غالباً عن مضاربات البورصة، أدى إلى زيادة تدهور الأوضاع هناك.
وفي تطور آخر، أفاد وزير خارجية “أرض الصومال” محمد عبد الله عمر أن شركة “بترو ترنس” الصينية للنفط، ستقوم بأعمال توسيع ميناء بربرة عقب توقيع اتفاق مع حكومة هذه المنطقة التي أعلنت الاستقلال عن الصومال من طرف واحد.
وأصبحت منطقة القرن الأفريقي جاذبة للاستثمارات الأجنبية في مجال النفط بحكم قربها من بلدان شرق أفريقيا الأخرى مثل أوغندا وتنزانيا حيث تم اكتشاف احتياطات من النفط والغاز الطبيعي.
وجاءت اتفاقية توسيع ميناء بربرة التي تم توقيعها أثناء زيارة الرئيس أحمد محمد سيلانيو إلى بكين الأسبوع الماضي، في إطار خطة كبرى لجعل المرفأ منفذاً لشرق أفريقيا.
عدد اليوم
