نشرت دراسة جديدة في مجلة «ساينس» الأميركية، تشير إلى أن الاحترار بدأ في جرينلاند قبل 19 ألف سنة، وهذه الدراسة تسمح بالرد على تساؤلات العلماء الحائرين حتى الآن حول تبدل درجات الحرارة على هذه الجزيرة الشاسعة الواقعة شمال المحيط الأطلسي.
وكانت دراسات عدة حتى الآن ترجع أن الاحترار قد بدأ في جرينلاند إلى 12 ألف سنة.
لكن ذلك كان يتناقض مع بيانات أخرى تقدر أن الاحترار بدأ قبل فترة أطول بكثير، واستخدمت وسائل قياس أدق من تلك المستخدمة في الدراسات السابقة.
فقبل عشرين ألف سنة خلال الفترة الأبرد من العصر الجليدي الأخير، كانت طبقات سميكة وشاسعة من الجليد تغطي أميركا الشمالية وشمال أوروبا، وكان متوسط الحرارة يقل بأربع دراجات تقريباً عن تلك المسجلة في الحقبة ما قبل الصناعية.
إلا أن تبدلاً في مدار الأرض حول الشمس قبل 19 ألف سنة جعل جرينلاند تتلقى كمية أكبر بكثير من الطاقة الشمسية، وأدى ذلك إلى تحرير كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الجو فسببت ارتفاعاً في درجات الحرارة في العالم.
ولتحديد الحرارة التي كانت مسجلة على الأرض في تلك الفترة يلجأ العلماء إلى الغطاء الجليدي في جرينلاند كمرجع إذ أن طبقات الثلوج المتتالية التي تساقطت سنة بعد سنة تختزن معلومات تسمح باستنتاج الحرارة التقريبية التي كانت مسجلة في العالم خلال فترة معينة.
ويفيد التحليل الأخير الذي يشمل الفترة الممتدة قبل 19 إلى 12 ألف سنة، أن حرارة جرينلاند ارتفعت خمس درجات تقريباً وهو تبدل قريب من ذلك التي تظهره عمليات المحاكاة المناخية على ما يوضح العلماء الذين تأكدوا بذلك من صحة النماذج المستخدمة والتي تطبق أيضاً لتوقع درجات الحرارة التي سنواجهها في المستقبل.
واشنطن (أ ف ب)
عدد اليوم
