بيروت - الاتحاد: واصل الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي تحليقه في الاجواء اللبنانية امس، في تحد لافت للقرار 1701 والارادة الدولية، وبرزت شروط اسرائيلية جديدة لوقف انتهاك السيادة اللبنانية·
فقد حملت حكومة اسرائيل الى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا رسالة شفوية الى حكومة لبنان مفادها رفض اسرائيل وقف الطلعات الجوية فوق لبنان قبل اعادة الجنديين الاسيرين لدى ''حزب الله'' وفرض رقابة دولية صارمة على الحدود اللبنانية - السورية لمنع تهريب اسلحة الى المقاومة· وينتظر ان يبلغ سولانا اليوم السبت فحوى هذه الرسالة الى المسؤولين اللبنانيين خلال لقاءات يعقدها مع كل من رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، وفيها ان اسرائيل تعتبر ان القرار 1701 لم يتم تنفيذه بشكل كامل ولذلك فان اسرائيل ستواصل طلعات سلاحها الجوي فوق لبنان·
ورد الرئيس اللبناني اميل لحود على الموقف الاسرائيلي مبدياً استغرابه لعدم تمكن الامم المتحدة من وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان رغم ان القرار 1701 يمنع اسرائيل من انتهاك السيادة اللبنانية في البر والبحر والجو·
وقال الرئيس لحود امام زواره امس ان اصرار اسرائيل على المضي في خرق المجال الجوي اللبناني وتحليق طائراتها على علو منخفض فوق معظم المناطق اللبنانية يشكل اعتداءً صارخاً على لبنان وتحدياً واضحاً لقرارات الشرعية الدولية، الامر الذي يفرض تحركاً دولياً سريعاً لوضع حد للمارسات العدوانية الاسرائيلية التي تضر بصدقية الامم المتحدة وبفعالية قراراتها، مما يعرض الامن والاستقرار في الجنوب للاهتزاز·
ورأى الرئيس اللبناني ان اسرائيل ما كانت لتستقوي على المجتمع الدولي لولا الدعم الاميركي اللا محدود، وطالب الادارة الاميركية بالضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية وانتهاكاتها المتواصلة للسيادة اللبنانية·
وعلم ان الرئيس لحود أوعز الى المعنيين في الحكومة اللبنانية لتقديم شكوى رسمية الى مجلس الامن الدولي احتجاجاً على الخروقات الجوية الاسرائيلية· وطلب الوزير صلوخ من دوائر الخارجية إعداد هذه الشكوى التي قد تتضمن دعوة مجلس الامن للانعقاد والنظر فيها·
في غضون ذلك، واصل الجيش اللبناني على الخط الازرق الحدودي إزالة الخروق البرية الاسرائيلية بالقوة وسط استنفار شامل لقوات الاحتلال على طول الحدود·
وذكرت مصادر امنية ان وحدة من اللواء العاشر في الجيش اللبناني عملت امس على ردم خندق بطول 200 متر كانت اقامته قوات الاحتلال الاسرائيلي على محور مستوطنة المطلة - سهل مرجعيون - الخيام، ودمرت عبارة من الاسمنت المقوى كانت الغاية منها تسريب مياه الشتاء من بساتين المطلة والمنارة الى سهل الخيام لاغراقه وتحويله الى بحيرة عائمة·
وراقبت وحدة تابعة للقوة الاسبانية عن قرب عمل الجيش اللبناني في إزالة هذا الخرق اضافة الى تدمير شريط شائك كانت قوات الاحتلال قد نصبته بعمق 15 متراً داخل الاراضي اللبنانية على نفس المحور·
وواصلت قوات ''يونيفل'' المعززة تسيير دورياتها على طول الخط الازرق الحدودي وداخل البلدات التي تمركزت فيها، فيما لم يتوقف الطيران الحربي الاسرائيلي عن التحليق في اجواء الجنوب واخترقت اكثر من طائرة تجسس الأجواء اللبنانية وحلقت بشكل دائري فوق قطاعات الجنوب الثلاثة وصولاً الى البقاع الغربي ومنطقة شرقي بعلبك وحتى نقطة المصنع الحدودية مع سوريا·
عدد اليوم
