واشنطن - وكالات الأنباء: رأى وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن الحديث عن الخلافات بين واشنطن وبغداد بشأن خطط تولي العراقيين دورا أكبر في أمن بلادهم مرتبط بمناورات سياسية قبيل الانتخابات البرلمانية في الولايات المتحدة واتهم وسائل الاعلام الاميركية بأنها ''تضمر العداء للعراق''·
وقال رامسفلد خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الأول في واشنطن ''نحن في فترة انتخابية والجميع يحاول أن يقول حماقة صغيرة حول هذا الموضوع ويسعى إلى نشرها على الصفحات الاولى للصحف وايجاد خلاف صغير بين ما يقوله العراقيون والاميركيون''· وأضاف ''يجب ان تدركوا ان هذا الأمر معقد وصعب· ثمة اشخاص يتحلون بالنزاهة يعملون معا حول هذه الأمور· وليس هناك خلافات بينهم''·
وعندما ألح الصحفيون في سؤالهم عن الأهداف المراد تحقيقها، قال إنه ينبغي عليهم ''فقط أن يتراجعوا ويسترخوا''·
وانتقد رامسفيلد أيضا زعماء ديمقراطيين معارضين يشتبهون في أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تعد لمفاجأة قبيل انتخابات تجديد نصف أعضاء الكونجرس يوم 7 نوفمبر المقبل لحمل الناخبين على تأييد الأكثرية الجمهورية· وقال ''أتذكر أني ذهبت إلى الكابيتول، مقر الكونجرس، والتقيت أشخاصا سألوني: ماذا ستكون مفاجأة اكتوبر، هل ستخفضون عدد القوات الأميركية في العراق أو تعتقلون أسامة بن لادن أو شيء آخر؟''· وأضاف ''كانت المفاجأة زيادة عدد القوات لأن ذلك كان ما يتعين القيام به''· وتابع ''إنه موسم انتخابي والجميع يحاولون التسبب في قليل من المضايقات باستخدام ذلك وتحويله إلى كرة قدم سياسية· إنها عملية وليست حدثا''·
وقد نفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صحة تصريح السفير الأميركي في بغداد زالماي خليل زاد بأن حكومته وافقت على جدول زمني أميركي لتسلم مهام الأمن· ودافع رامسفيلد عن المالكي قائلا ''إنه يواجه وضعا صعبا ويتعرض لضغوط كبيرة· إنه سياسي ومثل تلك التصريحات ينبغي أن تكون متوقعة وأن لا نفاجأ بها والآن ما علينا سوى أن نستريح ونستمتع بالديمقراطية هناك''· ودافع أيضا عن قوات الأمن العراقية ردا على صحفي قال إنها لم تكن قادرة في مرات عدة على تحقيق الأهداف المحددة· وقال ''هذا خطأ· ان برنامج تدريب قوات الامن العراقية يحرز تقدما بطريقة منهجية ومعقولة والنتيجة اليوم هي تشكل قوة أمنية قوامها أكثر من 310 آلاف عراقي مدرب ومجهز يؤمنون مزيدا من المناطق في بلادهم''·
كذلك، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو وجود خلافات بين العراقيين والأميركيين وعزت ذلك إلى تقارير إعلامية ''مضللة''· وقالت ''المالكي قال إنه يوافق على أهداف لكنه يعارض فكرة أن القوات الاميركية ستنسحب في غضون 18 شهرا، اذا لم يحقق هذه الأهداف''· وأضافت ''السؤال الذي طرح عليه هو ما إذا كان يوافق على أن يكون هناك جدول زمني لانسحاب القوات في غضون 18 شهرا وهذا شيء رفضه باعتباره تهورا ويتفق معه الرئيس بوش تماما''·
من جهة أخرى، استنكر الزعيم الديمقراطي جون كيري انتقاد رامسفلد لوسائل الاعلام· وقال ''فقد اليوم وزير للدفاع· لا عداء بالاعتراف بأن العراقيين رفضوا الأهداف التي حددتها إدارة بوش ولا تملك الوسائل لفرض تنفيذها· إن اللعب بألفاظ بلاغية وترتيب تكتيكات استراتيجية معيبة بالأساس لن ينجز المهمة''·
عدد اليوم
