الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعاة الفدرالية قد يتقاتلون للسيطرة على الأقاليم

27 أكتوبر 2006 23:09
بغداد - رويترز: يسود العراق مناخ من الرعب، حيث يسقط عشرات القتلى في كل يوم وتلقى جثث شوهها التعذيب في الشوارع· غير أن الأسوأ ربما لم يأت بعد· فقد حذر محللون ومصادر في ''الائتلاف العراقي الموحد الشيعي'' المهيمن على السلطة من أن إقامة أقاليم للشيعة في جنوب ووسط البلاد ستستفيد من الثروة النفطية بشكل غير متساو بموجب مشروع ''الفدرالية'' تهدد بإشعال صراع أكبر بين الفصائل المتنافسة في الائتلاف، يمكن أن يحول العنف الفوضوي القائم بالفعل إلى ''أقذر الحروب'' على الإطلاق· وأقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بذلك التهديد وقال في مقابلة مع وكالة ''رويترز'' أمس الأول إن الصراع في الأقاليم سيكون بين شيعة وشيعة وبين سنة وسنة وإنه سيتخلى عن مشروع ''الفدرالية'' بالكامل إذا أثار مثل ذلك العنف وحارب الناس بعضهم البعض· ولم يكن القتال بين قوات الأمن ومسلحي ''التيار الصدري'' في مدينة العمارة الأسبوع الماضي سوى أحدث علامة على تصاعد الخلافات داخل الائتلاف· وقال عدد من المسؤولين إن إجراء الانتخابات المحلية العام المقبل قبل التشكيل المحتمل لأقاليم فدرالية جديدة في عام 2008 سيدفع بتلك الصراعات على السلطة إلى الواجهة· ويرفض السنة العرب ''الفدرالية'' بشدة خشية أن تمنح الشيعة وإيران حقول النفط الشاسعة في الجنوب والأكراد احتياطيات النفط بالشمال· ورغم أن فصائل الشيعية وخاصة ''التيار الصدري'' و''حزب الفضيلة'' رددت مخاوف السنة أيضا، إلا أن مصادر داخل المجموعات الشيعية الكبرى قالت إنها تريد ظهور أقاليم جديدة وإن جميع الفصائل تستعد حاليا للصراع للسيطرة عليها· واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة المستنصرية في بغداد الدكتور حازم النعيمي قانون ''الفدرالية'' وصفة للقتال ولمزيد من الاقتتال· وقال إنه سيتسبب في قتال داخلي بين الشيعة لأن كل فصيل سيرغب في السيطرة على إقليم· وأضاف أن القيادة الدينية وليست المجموعات السياسية فقط ستصارع أيضا من أجل الحصول على جانب من السلطة مما يسلط الضوء على الصراعات من أجل السيطرة على حقول النفط في البصرة والمؤسسات الدينية في النجف· ورأى أن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي يتمتع بتأييد واسع يشمل الآلاف من ''جيش المهدي'' التابع لتياره قد تكون له اليد العليا على أكبر فصائل الائتلاف ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق'' بزعامة عبد العزيز الحكيم وجناحه المسلح ''منظمة بدر'' إذا تحول الصراع على السلطة إلى معارك شوارع· ويزيد من تعقيد الصورة أن ميليشيات شيعية تشكل جانبا من قوات الأمن الحكومية في محافظتي البصرة والنجف ومناطق أخرى· وقال مسؤول في الائتلاف ''لا يمكنني القول بأنه لن يكون هناك قتال· في بعض المناطق قد يصبح الأمر مروعا''· وأضاف ''سيحاول زعماء كل الفصائل تجنب وقوع معركة ولكن لا يمكن حساب شيء بأي درجة من الدقة في العراق كما أن عناصر مارقة في أي حزب قد تبدأها· إننا نتحدث عن تولي السيطرة وحكم شيعة العراق وهذا ليس شيئا قليلا للقتال من أجله''· وساهم المرجع الأعلى للشيعة الشيخ علي السيستاني وهو من أصل إيراني في جمع الفصائل الشيعية معا تحت لواء ''الائتلاف العراقي الموحد'' غير أن كبر سنه وحالته الصحية يمكن أن تعني إمكانية حدوث صراع على خلافته خلال فترة ليست بعيدة· ومشاعر العداء ضاربة بجذورها بين جماعة الصدر وأسرة الحكيم ويرجع أغلبها إلى عهد رئيس النظام السابق المخلوع صدام حسين عندما لجأت أسرة الحكيم إلى إيران بينما بقي والد الصدر الراحل في النجف، مشددا على مطالب بزعامة العرب للمذهب الشيعي· وقال مصدر سياسي في ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية'' بتحفظ ''لا شك في أن جيش المهدي يرى منظمة بدر على أنها منافس له وعدد من أفراده يعتبرون أن الموالين للحكيم ليسوا أصدقاء لهم''· وأضاف ''بعد سقوط النظام، بدأت الخلافات تطفو على السطح وحاولوا السيطرة ولا يزالون يحاولون''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©