الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"مستشفى الدمى" يصمد على مدى نحو قرنين من الزمن

22 ديسمبر 2017 21:13
رغم التقدم التكنولوجي الذي شهدته الألعاب، ما يزال "مستشفى الدمى" في قلب الحي القديم في العاصمة البرتغالية لشبونة صامدا منذ خمسة أجيال.

ويقدم المستشفى الفريد من نوعه، خدمات خاصة لجمع هذه الألعاب وإصلاحها على يد نساء متخصصات يولين اهتماما كبيرا بهذه المجسمات الهشة ويوظفن خبرتهن الطويلة في خدمتها.

فكل دمية لها "استمارة مريض" خاصة بها وتودع في المكان لعناية ثلاث "طبيبات" ماهرات يعملن على تصحيح ما تشوه لديها كالعينين أو الذراعين أو الشعر ببراعة لافتة بالاستعانة بمئات "قطع الغيار" الموضبة في أدراج صغيرة لها نوافذ شفافة.
هذه المؤسسة، التي رأت النور في العام 1830، مدرجة في المراجع السياحية على أنها من أقدم "مستشفيات الدمى" التي لا تزال تنشط في العالم، كما يصفها بعض الكتب الأخرى للإرشاد السياحي بأنها من بين أكثر عشرة متاجر ألعاب إثارة للاهتمام في العالم.

وعلى رغم السعادة الظاهرة والافتخار بفعل هذا السيل من الإطراءات للمؤسسة، تحافظ مالكة الموقع مانويلا كوتيليرو على تواضعها.
وتقول "نمارس عملنا في محلنا الصغير من دون الاهتمام بالأرقام القياسية والإحصائيات".
وتوضح مدرّسة الأطفال السابقة هذه، البالغة حاليا 72 عاما، أن قاعدة زبائنها تضم "متاحف وهواة جمع وخصوصا أفرادا يبدون تعلقا عاطفيا بهذه الأشياء".

وبدأت حكاية هذه الشركة العائلية في القرن التاسع عشر عندما كانت "سيدة عجوز" تدعى كارلوتا دا سيلفا لوز تنكب على صنع دمى من القماش أثناء جلوسها أمام مدخل متجرها للأعشاب في ساحة "براسا دا فيغويرا" حيث كانت سوق كبيرة في الهواء الطلق.
وعلى مر الزمن، تركت الأعشاب العطرية والعلاجية مكانها للدمى التي تنتشر حاليا على واجهة المتجر إضافة إلى متحف كامل مخصص لها في الطبقة الأولى.
ويضم هذا "المستشفى" حاليا حوالى أربعة آلاف دمية يعج بها المكان وصولا إلى السقف كما أن "قطع غيار" تنتشر على الأرض في المحترف الذي يُعالج فيه "المرضى".

ويمكن رؤية دمى قديمة عمرها عشرات السنين برؤوس من الخزف إضافة إلى بيوت للدمى ومجموعات أخرى لهذه الألعاب عليها أزياء تقليدية من مختلف مناطق البرتغال، وأيضا بعض دمى "باربي" العصرية.
ويبدو أن الزمن متوقف في هذا المكان، ما يبعث جوا ملائما لعمل الحرفيات اللواتي يمارسن نشاطهن بتأن وإتقان كبيرين.
وتقول مانويلا كوتيليرو "حتى لو تطلب الأمر من زبائننا التحلي بالصبر، نحرص على أن يمر الوقت هنا بوتيرة أبطأ مما هو في الخارج".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©