الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيف البلاد

17 أغسطس 2015 22:09
ما أن يشمر الصيف عن سواعده ويقرر مد أذرعته الحارة إلى مشارق الدولة ومغاربها حتى تفتح ملفات السفر هروباً من موجات الحر المنتظرة، يتسابق الجميع إلى مكاتب الحجوزات لضمان الحصول على تذاكر سفر في حدود الميزانية المرصودة للسفر. كم نحن متأهبين بعد توديعنا لأشعة الشمس الحارقة للاستمتاع بنسمة الهواء الباردة في دول أوروبا أو بعض الدول العربية التي طالما سعدنا بلطف صيفها وسخاء هوائه البارد. وما أصعب أن نصطدم بصيف أقسى من صيفنا يخيم في بلاد طلبناها ملاذاً للراحة والطقس الملائم، لم نسمع هذا العام ممن طلبوا السفر تخلصاً من حرنا المعهود سوى «ياحي حرنا» نعم «ياحي حرنا» في بلدنا الذي اعتاد الحر وعملنا جميعاً حكومة وشعباً وأفراداً على التصدي للحر الشديد الذي لم نفاجأ بوجوده يوماً. فقد استعدت بيوتنا وسياراتنا ودوائرنا وأسواقنا ولم نعد نحس بحرارة الصيف أو نعانيها سوى عبر خطوات يسيرة نسيرها على الأقدام من موقف السيارة حتى مكتب العمل، فلم يبق سوى تزويد الشوارع العامة بمبردات الهواء، وها هي المشاريع العملاقة ذات المدن المكيفة تطل برأسها لتضيف عاملاً مساعداً على قضاء أمتع صيف ربوع الدولة. فمن سافر هذا العام الذي فرح فيه المواطنون بإعفائهم من «فيزة» الدول الأوروبية يعلم كم هو صيف بلا رحمة ذلك الذي يقضيه مواطن اعتاد صوت مكيفات الهواء قائماً نائماً، حين ينام في فندق من ذوي الخمس نجوم بلا مكيف، اعتماداً على البرد الطبيعي الذي اعتادته مناطقهم، كذلك هو الأمر بالنسبة لسياراتهم وأسواقهم وأماكنهم السياحية. كم هو الصيف حنون في أحضانك يا بلادي، وأظننا سنعيد النظر في توديعك خلال أيامك الدافئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©