الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموزاييك·· عناق أصداف البحر وأشجار البر

الموزاييك·· عناق أصداف البحر وأشجار البر
28 فبراير 2009 00:36
سويحان- عرف فن ''الموزاييك'' الدمشقي، منذ حوالى ألف عام، ولا يزال العمل قائماً على تطويره للاستفادة من جمالياته الفنية التي يتصف بها كحرفة يدوية محفوفة بالجمال، تعتمد على الفن الإبداعي وبراعة التشكيلات والمهارة في الإنجاز· حيث تقوم الحرفة على فنون الزخرفة والتزيين، عبر إدخال أنواع مختلفة من الصدف البحري بأحجام متفاوتة على الخشب المتنوع الأصناف بدوره كخشب أشجار الجوز والصنوبر، ليخرج الحرفي بتصاميم رائعة تدهش الأنظار المتعطشة للجمال· شكّلت هذه الحرفة الفنية عبر الزمن صناعة فريدة نالت شهرة واسعة وحازت على إعجاب الناس الذين تروقهم القطع المنزلية والمكتبية التي تعتمد على الزخارف والنقوش العربية، في عناق بين أصداف البحر وأشجار البر· حرفة عربية يعود الفضل في تطوير فن ''الموزاييك'' العربي إلى حرفيي دمشق، إذ كانوا أول من أدخل خامات جديدة وتصاميم فريدة على الخشب، تأتي على هيئة رسوم زخرفية مستوحاة من البيئة، أو أشكال هندسية، كما قاموا بإدخال العظم والعاج عليه ليحدثوا بذلك تغييراً جديداً وجميلاً في زخرفة الموزاييك، بحيث استعملت أخشاب من أنواع عديدة كخشب الورد وأشجار اللوز والكينا والزان والليمون والمشمش، بعد اقتصارها على أشجار الجوز والصنوبر فقط· دعم محلي ودفعت فنيات ''الموزاييك'' الجمالية، إلى اعتماده كفن شعبي عربي، وحرفة يدوية ترعاها جمعيات التراث، وفي مقدمتها ''نادي تراث الإمارات''، الذي قدم الدعم لبعض الحرفيين الذين امتهنوها ونشروها في إمارات الدولة، ضمن نشاط ''السوق الشعبي'' التابع لقرية التراث، والذي ينتقل نشاطه ويتجول في مناطق الإمارة التي تشهد المهرجانات والبطولات والسباقات التراثية والملتقيات الشبابية· بحيث لم يقتصر دعم النادي للحرف والمهن المحلية فقط، بل شمل الحرف التراثية العربية· أنواع متعددة بينما يقبل زوار منطقة السباقات في سويحان على السوق الشعبي، يتابعون معروضاته ويراقبون الأيدي الماهرة، ينهمك أحمد بريدي، الحرفي في ''نادي تراث الإمارات'' في ممارسة حرفة الموزاييك، ثم يقول: ''ننجز هنا العديد من قطع الموزاييك، منها علب الضيافة وأخرى للمجوهرات مبطنة بالمخمل، وأغلفة القرآن الكريم ومسانده، وصناديق ''المندوس'' وعلب صغيرة للمسابح والأقلام وإطارات الصور، وقطع موشاة أسطحها برسومات للنخيل ولقوافل الإبل والخيام والصقور، وتفاصيل تراثية من البيئة المحلية· نستخدم في إنجازها أنواع متعددة من أخشاب الشجر وأصداف بحرية، كما يتوفر من الموزاييك، نوع ''خشبي'' يعتمد تقنية زخرفة الخشب وإدخال صدف طبيعي عليه· ونستعمل فيه أخشاب أشجار متنوعة كالكينا والجوز واللوز والزان والورد والليمون، حيث نقوم أولاً بصناعة الهيكل الخشبي ثم نلصق بالغراء صفائح الموزاييك عليه، في شكل قضبان ذات مقطع مثلث أو مربع أو متوازي الأضلاع، وتجمع على شكل هندسي وفق الرسوم المطلوبة، فتلمع بألوان جذابة أشبه بقوس قزح لتزيد من روعة القطعة ورونقها· وهناك نوع آخر من الموزاييك ''حجري'' ترصع فيه الأحجار بالعاج والصدف، وهو مخصص لبناء القصور وجدران المساجد والنوافير''· أسعار متفاوتة تستخدم مجموعة أدوات في تصنيع الموزاييك، يشير إليها جميل طربيه، مالك ورشة موزاييك، يقول: ''تستورد الأخشاب من سورية لأنها مصقولة ومجهزة لتصنيع الموزاييك، وكذلك من دول أخرى، بينما يتوفر الصدف غالباً في أبوظبي، أو يستورد أحياناً· ونستخدم عدة أدوات في إنجاز الموزاييك، أولها منضدة خشبية ومنشار لتقطيع الخشب ولصقه، و''رابوت'' لتشذيب الخشب ليصبح ملمسه ناعماً، كما يتم تفريغ الصدف والأخشاب الملونة بواسطة أزاميل خاصة، فضلاً عن استخدام المسامير والغراء والمعجون قبل بدء عملية التزيين بصدف من مختلف الألوان كالأحمر والأبيض والأسود والأخضر والأصفر والبني· تبدأ أسعار القطع بحسب نوعيتها، إذ تباع علب الضيافة من 50 إلى 500 درهم، وصواني القهوة تباع من 200 إلى 300 درهم، وهناك ساعات مكتبية ثمنها50 درهما، وحائطية ثمنها 100 درهم· وثمة قطع صغيرة متوفرة للسياح والزبائن الراغبين بالحصول على هدايا تذكارية من الدولة كالصقور وقوافل إبل وسفن من الموزاييك بأسعار متهاودة''· فيما يذكر تاريخياً، أن فن الموزاييك لفت بداية نظر ''تيمورلنك'' وأثار إعجابه عندما اجتاح دمشق، فساق الحرفيين بصحبته إلى سمرقند لينشروه فيها، مما أدى إلى نقله لتلك المنطقة، وانتشاره في مناطق من آسيا وافريقيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©