الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هامبورج·· جمال بين ضفتي التاريخ

هامبورج·· جمال بين ضفتي التاريخ
6 يناير 2008 00:47
هامبورج التي يلقبها الألمان بمدينة الهانزاوية، نسبة إلى هانزه ''رابطة ملاحية تاريخية، تم تأسيسها في القرن ''14 لحماية السفن من القراصنة، هي مدينة السحر والخضرة بحق، ومن يتجولْ بين معالمها الطبيعية والثقافية والحضارية يعشْ متعة حقيقية من تلك المتع التي ذكرها القدامى فيما ذكروه من محاسن السفر· تعد هامبورج الميناء البحري الثاني في أوروبا من حيث الأهمية، وأبرز مراكز الهجرة إلى أميركا أوائل القرن الماضي إبان الحرب العالمية الأولى··· لكن الأهم من ذلك أنها تضم رقعة من أجمل رقاع الدنيا هي ''ميل المتاحف'' الذي يقع في مقاطعة هامبوج الوسطى، وفيه يمكن للزائر أن يتجول في 70 متحفاً في مختلف الفنون والثقافات· وإذا كان من محبي مشاهدة الفنون الأدائية المختلفة، فأمامه 40 مسرحاً وداراً للأوبرا المحلية، و6 أماكن للعروض الموسيقية والمسرح الغنائي تقدم ما يخطر وما لا يخطر على باله من العروض· أما عشاق التسوق الباحثين عن لذة الطعام والشراب والملابس وغيرها، فسوف يجدون ضالتهم في 4000 مطعم متنوع تتناثر في أنحاء المدينة، وفي شارع التسوق الرئيسي الذي يسمى ''مونكبرج شتراسه'' ويضم أضخم أسواق الملابس الرياضية في أوروبا· إلى ذلك يوجد بها أكثر من 250 فندقاً، لهذا ولغيره، تعتبر هامبورج وجهة سياحية رائعة لعشاق السفر والتغيير، ورحلة ثقافية استثنائية لمن يرغبون في التعرف إلى فنون العالم وحضاراته المختلفة· بحيرة ''الألستر''، حيث مساكن الأثرياء والفنادق والكنائس والمتاحف التي تسكن ضفتيها، كانت وجهتنا الأولى، وكانت نقطة الانطلاق من مبنى بلدية هامبورج، وهو مبنى تاريخي عريق أقيم بين عامي 1886و1897 في قلب المدينة· هنا، لاشيء يعدل جمال ماء نهر الألب المتدفقة التي تشكل أكثر مشاهدها فتنة، أما الميناء الواقع في قلبها فيضفي عليها جواً فريداً لا تعرفه سوى هامبورج· كان اللقاء في متحف المهاجرين، قصة الأمس واليوم والغد، وواحد من 70 متحفاً بنيت في امتداد عمراني خاص يندر تكراره· ويضم متحف المهاجرين 5 ملايين معلومة عن المهاجرين الألمان إلى أميركا وأستراليا أوائل القرن العشرين، ويأتي جون كيندي الرئيس الأميركي الأسبق ضمن أشهر من عبروا من هامبورج إلى أميركا أوائل القرن العشرين· مسؤول المتحف أوضح لنا حكايته فقال: ''يتناول المتحف قصة أسباب الهجرة والوثائق التي دونها المهاجرون أنفسهم· ويوفر خدمة الاطلاع على بيانات المهاجرين مجاناً من خلال مركز المعلومات الذي يجده الزائر في المدخل، كما تعرض في قاعاته المختلفة مشاهد وأفلام وثائقية عن رحلة المهاجرين والسفينة التي أقلتهم هرباً من فظائع الحرب العالمية الأولى، ومن هذه القاعات واحدة للموسيقى، وأخرى تسمى قاعة بسمارك، وثالثة للوثائق المدونة بتوقيع أصحابها أثناء الهجرة، ورابعة للصور، وخامسة للوثائق المقروءة والمسموعة والمرئية، وهناك قاعة خاصة لبعض مقتنيات وحقائب السفر في تلك الفترة· لا تندهش إذا وجدت الكثير من ''التوانسة'' في هامبورج، فالجالية التونسية هي أكبر جالية عربية تعيش فيها· في أقصى جنوب هامبورج، توجد ''بحيرة الساحرات''، التي يذهب إليها العشاق للاعتراف بمشاعرهم تجاه من يحبونهم، في مشهد رومانسي يصعب أن ينساه المرء، بدورها تقوم أبراج الكنائس والمباني البيضاء بإضفاء جرعة مكثفة من الجمال الحالم خاصة أن أكبر مبنى لا يتجاوز ارتفاعه 5 طوابق· وتشتهر هامبورج بشارع العذارى الذي كان التجار يتجولون فيه بصحبة بناتهم وأبنائهم للتعرف إلى العائلات من أجل الارتباط والزواج·حي الأرامل أما حي الأرامل الذي يقع بجوار كنيسة ''سان باولو''، فهو بمثابة شاهد حي على طبيعة الحياة الاجتماعية للتجار أوائل القرن الماضي، حيث جرى بناؤه في القرن السابع عشر لأرامل التجار الصغار، ولا ترتفع مبانيه عن ثلاثة أدوار، ولا تتعدى مساحة المبنى 25 متراً، وتمثل معلماً أثرياً وتاريخياً يرتاده السائحون· وتستضيف هامبورج كل عام العديد من الأحداث المتنوعة بداية من سباقات العدو، مهرجانات موسيقى الروك، عروض دراجات هارلي ديفيدسون البخارية، ومهرجان الباليه· ويعتبر الاحتفال بذكرى تأسيس ميناء هامبورج البحري في مايو من كل عام واحداً من الأحداث المهمة في حياة المدينة التي تعتبر أيضاً إحدى قلاع رياضة الفروسية حيث توفر فرص مشاهدة أرفع أنواع الخيل في مواقع متعددة·
المصدر: هامبورج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©