السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمعيات شبابية تقوم بحملات تمشيط بحثاً عن العقارب

جمعيات شبابية تقوم بحملات تمشيط بحثاً عن العقارب
18 أغسطس 2013 21:46
سكينة اصنيب (الرباط) - يبدو أن لا حديث في البوادي والقرى المغربية هذه الأيام يعلو على «لدغات العقارب»؛ فخطرها وانتشارها في فصل الصيف ووصول عدد ضحاياها إلى مستويات قياسية، دفع الجمعيات إلى دق ناقوس الخطر محذرة من انتشار العقارب السامة خاصة بعد دراسات رسمية أكدت أن لدغات العقارب تحتل المرتبة الأولى ضمن الوفيات المصرح بها الناجمة عن التسمم بالمغرب. ويسجل المغرب أعلى نسبة من لدغ العقارب من بين الدول المتوسطية، حيث يصل عدد الأشخاص الذين لدغتهم عقارب في المغرب إلى ثلاثين ألفاً سنويا، من بينها نحو مائة حالة مميتة، وتشكل فئة الأطفال الأقل من 15 سنة نحو 90 بالمائة من الضحايا المعرضين بشكل كبير لخطر لدغات العقارب. أرقام مقلقة حسب إحصاءات المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية فإن لدغات العقارب هي المسبب الأول للتسمم في المغرب يليها التسمم الغذائي، وتبلغ نسبة اللدغات القاتلة ثلاث بالألف، أي ما يوازي مائة حالة سنويا، وتعد هذه النسبة مرتفعة جدا مقارنة مع دول أخرى في حوض البحر المتوسط، ويعزو الخبراء ذلك إلى المناخ والبيئة وتعدد أنواع العقارب في البلاد، حيث يوجد في المغرب نحو 50 نوعاً من العقارب من بينها 22 نوعاً ساماً وخطراً. مع كل فصل صيف تنظم السلطات المحلية بالقرى والبوادي حملات توعية للحماية من لدغات العقارب التي تتسم بخطورتها وانتشارها بكثافة في القرى أكثر من الزواحف والحشرات. وتتركز الإصابات بلدغات العقارب في منطقة مراكش، وتصيب بشكل كبير أطفال القرويين دون الخامسة عشرة . وتخشى السلطات المغربية من ارتفاع عدد المُصابين بلدغات العقارب هذا الصيف جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خاصة في المناطق التي تعرف بتكاثر العقارب. ويقضي ضحايا لدغات العقارب لتعذر التعجيل بعلاجهم بحكم بعد المراكز الصحية والمستوصفات عن مقرات إقامة هؤلاء في الجبال والكفور والقرى النائية، إذ غالبا ما يتم نقل هؤلاء إلى المصحات العامة على ظهور البغال والحمير، حيث يموتون في الطريق وأحيانا يصلون في الرمق الأخير. وبحسب خبراء فإن التكفل الطبي السريع بحالات الإصابة يشكل الوسيلة المثلى من أجل إنقاذ ضحايا لدغات العقارب وبالتالي التقليص من حالات الوفيات عبر توعية المواطنين خاصة في المناطق التي تشهد انتشار الظاهرة. إنقاذ المصاب تقول الطبيبة سعاد الولي إن نقل الشخص المصاب بلدغة العقرب إلى المشفى أفضل طريقة لإنقاذه من الموت بينما الإسعافات الأولية ربما تزيد الوضعية الصحية للضحية سوءا، وتضيف أن «امتصاص مكان الإصابة وفتح الجرح وربط العضو المصاب واستعمال الأعشاب والطرق العلاجية التقليدية لا تفيد المصاب بقدر ما تفيده الإسعافات الطبية لذلك من المهم حمل المصاب إلى أقرب مستوصف أو مستشفى». وتؤكد أن التكفل الطبي في أسرع وقت بحالات التعرض للدغة العقرب يسهم بشكل كبير في علاج المصاب وإنقاذ حياته، وتضيف «الإحصائية الرسمية التي تؤكد أن عدد الذين يتعرضون إلى لدغات العقارب في المغرب يصل سنويا إلى أكثر من 30 ألفا من بينهم نحو 100 شخص يلقون حتفهم، يقتضي مواجهة هذا الخطر للتقليص من نسبة الوفيات الناجمة عن لدغات العقارب بزيادة عدد المستوصفات في القرى والبوادي البعيدة وإطلاق حملات لتوعية القرويين». وتشير إلى أن لدغة العقرب تتسبب في بعض الأعراض كاحمرار مكان الإصابة وحكة وانتفاخ وورم وبعد فترة قصيرة يمكن ملاحظة أعراض أخرى كالقيء وارتفاع وانخفاض درجة الحرارة واضطراب في ضربات القلب ثم غيبوبة، وتؤكد أنه من أجل تفادي مضاعفات الدغة المتمثلة أساسا في التسمم والوفاة يجب نقل المصاب إلى المشفى على وجه السرعة لتلقي العلاجات الضرورية والبقاء تحت الحراسة الطبية إلى غاية تجاوز المراحل الحرجة. حملات شبابية يلجأ القرويون غالبا إلى الطرق التقليدية لعلاج المصاب بلدغة العقرب مثل مص مكان الإصابة واستعمال أعشاب مقاومة للسم، في الوقت الذي تحاول السلطات المحلية بالقرى إقناع القرويين بنقل المصاب فور إصابته إلى المستشفى. ومع ارتفاع درجات الحرارة تستقبل أقسام المستعجلات بالمغرب حالات متعددة للدغات العقارب، وخصصت وزارة الصحة بعض الأقسام والمصالح الاستشفائية والمستعجلات لعلاج المصابين بلدغات العقارب، فيما انتقد مهتمون غياب حملات التوعية ببعض القرى وقلة سيارات الإسعاف المجهزة وعدم القيام بحملات رشّ المبيدات في المناطق التي تستقر بها العقارب. ومؤخرا، حيث شهدت درجات الحرارة ارتفاعا قياسيا بالمغرب بادرت جمعيات شبابية إلى القيام بحملات لمحاربة العقارب، وذلك بتمشيط الأماكن القريبة من المنازل، وتذكير القرويين بوسائل مكافحة العقارب كتبليط جدران المنزل وارتداء الأحذية وتربية الدواجن لأنها تأكل العقارب وإزالة الأعشاب والأماكن التي تكثر فيها العقارب قرب البيوت كالنفايات والأحجار والمتلاشيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©