الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عُمان تحارب الأمية·· بالقرية المتعلمة

عُمان تحارب الأمية·· بالقرية المتعلمة
28 فبراير 2009 00:38
أطلقت عمان مشروع ''القرية المتعلمة'' لمحو الأمية الأبجدية والحضارية ضمن أهدافها التنموية لمكافحة الأمية، هذه العقبة التي كانت من التحديات الكبيرة التي واجهت المجتمع العماني مع انطلاقته في بداية سبعينات القرن الماضي، وعبر مجموعة من البرامج التعليمية والتربوية استطاعت السلطنة خفض معدل الأمية إلى أدنى المستويات بما يدفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية إلى آفاق أرحب، وكان من اللافت حضور نساء كبيرات في السن إلى الفصول الدراسية لتلقي ''ألف باء'' التعليم· مشروع القرية المتعلمة اختار في العام الدراسي الحالي قرية ''الحاجر'' بولاية العامرات، إحدى ولايات محافظة مسقط، ليسير في مشوار محفوف بالصعوبات، وشكلت لجنة كبيرة ضمت مجموعة كبيرة من مسؤولي الولاية ''الرسميين'' وجمعيات المجتمع المدني ''كجمعية المرأة العمانية''، وصولا إلى إمام مسجد القرية بما يحفظ الهدف من تنفيذ المشروع ومتابعة كافة مراحله، وتمكينه من الوقوف في مجتمع يرى أن التعليم في الكبر كالنقش على المدر، بخلاف المثل العربي القائل بأن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر· ويطرح المشروع الفكرة من زاوية لا تعتمد على ''فك الخط'' فقط، بل الدخول في عمق التجربة الاجتماعية عبر برامج تطور أسلوب تعليم الكبار نحو برامج توعوية مساندة تعدها وتقدمها الجهات المشاركة في المشروع كالصحة والأوقاف والتنمية الاجتماعية وشرطة عمان السلطانية وبلدية مسقط وغيرها من الجهات، بما يجعل المشروع ليس توجها من وزارة التربية والتعليم وحدها لمواجهة مسألة غاية في الأهمية والحساسية، وتطرح مفهوم التعليم والتعلم لتوجيه طاقات المجتمع نحو إنتاجية فاعلة، سواء على الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي· يطرح مشروع القرية المتعلمة صيغة مبتكرة للتغلب على الأمية الشاملة في بعديها الأبجدي والحضاري، مع الوضع في الاعتبار البعد الزمني الساعي لخفض سريع للأمية، وتحريك شرائح المجتمع المحلي للإسهام في هذا الهدف منطلقا من المشاركة الواسعة لكل شرائح مجتمع القرية والتطوع بكل أشكاله: المادي والعيني والمعنوي· تشرح مسؤولة في وزارة التربية والتعليم الهدف بأنه لن يتمكن مواطن ما من النجاح في مشروع مهما كان صغيرا ''كالحرف اليدوية على سبيل المثال'' دون معرفته للقراءة والكتابة بما يطور مشروعه الصغير الذي لم يعد إنتاجيا بمقاييس الأمس، إنما بحسابات العصر ومفرداته الطارحة لفكرة معرفة كيف نقدم إنتاجنا أي معرفة تمكنهم من الإجابة على سؤال: كيف يمكننا تغيير وتطوير أنفسنا؟· هذا المشروع طرحته الحكومة العمانية ضمن مشروعين آخرين هما ''قرية بلا أمية'' مخصص للإناث وتم تطبيقه في قرية يتي، و''مشروع المدارس المتعاونة'' بولايتي قريات والسيب والهدف كما ذكرته الوزارة، العمل على محو الأمية ووضع الخطط الكفيلة للقضاء عليها وتعزيز حق التعليم للجميع وإرساء نظم لتعليم الكبار حيث تساهم في إكسابهم مهارات القراءة والكتابة والحساب وتزودهم بالمعلومات والمهارات والاتجاهات الدينية والاجتماعية والثقافية التي تمكن الفرد من تطوير نفسه وأسرته وكذلك توفير الفرص اللازمة لاستمرار الكبار في القراءة وتوفير البيئة المتعلمة منعا لرجوعهم الى الأمية· وفي تصريحات للمشروع قال مدير دائرة البرامج التعليمية بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط سالم بن جمعة الهوتي إن مشروع القرية المتعلمة يخدم عددا من القرى والمناطق البعيدة كقرية الجبل الأسود وتوفرت له المتطلبات الأساسية الفنية والإدارية والتعليمية أما مشروعا'' يتي بلا أمية والمدارس المتعاونة ''فأنجزت لهما كافة المتطلبات لهما وتأهيل القائمين بالعمل بهما، مع الأمنية أن تسهم هذه المشاريع في رفع الوعي الثقافي والاجتماعي والتعليمي في أوساط المجتمع بما يخفض نسبة الأمية الأبجدية والحضارية في السلطنة· وواجه المعلمون قدرا من الصعوبة لإقناع الدارسين بجدوى الصبر لتلقف الحروف الأبجدية في سن متأخرة، لكن وجدت المدرسات ''على سبيل المثال'' رغبة قوية من النساء رغم مشاغلهن الأسرية، ومن اللافت أن يتم تدريس النساء في مسجد خاص بهن لأنه يتوسط الحي السكني للتسهيل على الأمهات في الوصول إليه· وتشير نتائج آخر تعداد سكاني أجري في عمان بخصوص المستويات التعليمية في عمان خلال السنوات العشر الماضية (1993 - 2003) إلى أن نسبة الأمية بين السكان العمانيين ''10 سنوات فأكثر من العمر'' سجلت انخفاضا كبيرا حيث تراجعت من 22,8% في تعداد عام 1993 إلى 11,6% في تعداد ،2003 لكن الفجوة في المستويات التعليمية بين الذكور والإناث بقيت قائمة حيث بلغت نسبة الأمية عند الإناث 16,6% مقابل 7,0% عند الذكور· وقد شهدت أعداد الدارسين زيادة ملحوظة خلال العام الحالي وذلك نابع من رغبتهم الأكيدة لمحو أميتهم ومواصلة تعليمهم فبلغت أعداد الدارسين 33 ألفا و39 دارسا منهم 10 آلاف في فصول محو الأمية 2755 في فصول تعليم الكبار وأكثر من 20 ألف دارسا في فصول التعليم الموازي، كما اهتمت الحكومة أفراد المجتمع ذوي الاعاقة والذين يمتلكون مواهب وقدرات إلا أن ما لديهم من إعاقة يحول بينهم وبين التحاقهم بتعليم الكبار ومحو الأمية للأسوياء، لذلك قامت الوزارة بتنفيذ مشاريع خاصة لهم بمحو أميتهم حسب القدرات المتاحة لديهم، فنفذت مشروع محو أمية ذوي الإعاقة اشتمل على ثلاثة برامج أولها محو أمية الصم، وثانيها محو أمية الدارسين المكفوفين، في حين كان البرنامج الثالث فتح فصول لتعليم الكبار بمدرسة الأمل للصم، لتعليمهم أسس وقواعد التخاطب والتعامل مع أفراد المجتمع اضافة لمشروع محو أمية ذوي الحالات الخاصة نزلاء السجون ومشروع التطوع للقيام بالتدريس في فصول محو الأمية، والذي يعتبر نوعا من أنواع التكاتف الاجتماعي بين أفراد المجتمع
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©