كانت المعلمة تسألنا: ماذا يوجد بين أصابع البط؟ وعندما تجيب واحدة منا بأنه يوجد غشاء، تضيف سؤالاً آخر: ما فائدة هذا الغشاء؟ وحين نعجز عن الجواب، كانت تقول هذا ليساعد البط على السباحة، فهذا الطائر الوديع والجميل يعيش في الماء أكثر مما يعيش على اليابسة، وله أنواع وأشكال مختلفة ويمتاز بريش جميل متعدد الألوان·
وتأتي أهمية الطيور في حياة الإنسان بدءاً من الديك الذي يصحو الناس على صوته في القرى والمزارع، إلى الهدهد الذي اكتشف عرش بلقيس في اليمن، إلى الحمام الزاجل الذي كان ينقل الرسائل بين الملوك والمحبين والأصدقاء كما يفعل الإنترنت في عصرنا·
إن تعلق الأطفال ومحبتهم لهذه الكائنات اللطيفة، والتي ترمز للحرية والانطلاق، يجعلها تحتل مكانة مهمة ومحبوبة في حياتنا وكأنها جزء من أفراد العائلة·· وربما كان البط من أجمل هذه الطيور التي نراها تزين برك الحدائق والبحيرات الصغيرة، ونرى الأطفال الذين يرتادون هذه الحدائق يسارعون ليقفوا عند سياج بركة الماء ليتحدثوا معها ويقدموا لها الحبوب وفتات الخبز وكأنهم يشاركون أصحابهم في اللعب والطعام·
نقول في الأمثال ''فرخ البط عوام''، وهذا دليل على تأثر الصغير بالعلم والمهارة التي يتمتع بها والده، وهذا يعني أن حياة الإنسان مرتبطة بالطيور في الواقع والرمز، وهي تشكل جزءاً مهماً وأساسياً من الطبيعة لتساهم مع غيرها من الكائنات في توازن الحياة الطبيعية·
ونرى في بعض اللغات الأجنبية أن اسم البط جاء من الغوص، وهو يمتاز عن غيره من الطيور مثل النوارس بأنه قادر على الغوص والسباحة تحت الماء بحثاً عن صيده من الأسماك الصغيرة، ويتميز عن غيره من الطيور؛ لأن ريشه لا يبتل بالماء بسبب فرز جلده لمادة زيتية تحميه·
ولا بد أن الإنسان الذي اخترع فكرة الغواصة ولباس الغوص راقب طريقة حركة البط تحت الماء، مثلما استوحى عباس بن فرناس فكرة الطيران من مراقبته للعصافير والحمائم والصقور·· ومن يزور قرية التراث المطلة على شاطئ الخليج وأبراج مدينة أبوظبي، يكتشف أنها أصبحت مقصداً مهماً للسياح الذين يأتون أبوظبي، بالإضافة إلى الرحلات المدرسية لطلاب الحضانة، والابتدائي ليأخذوا دروساً واقعية عن الطيور وحياتها في الطبيعة·
هناك بعض المعلمات كن يشرحن للتلاميذ الصغار معلومات عن هذه الطيور والبيئة التي تعيش فيها·· والمؤكد أن المعلومات التي يأخذها الأطفال من قلب الطبيعة تبقى راسخة في الأذهان
عدد اليوم
