السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسر تكثف برامج العبادة في العشر الأواخر

أسر تكثف برامج العبادة في العشر الأواخر
21 أغسطس 2011 22:59
للعشر الأواخر من رمضان فضل كبير على كل صائم يتوق لمزيد من الأجر والثواب، ويعلم أن أيام شهر رمضان قد قسمت، فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ولذلك يعمل كل صائم على أن يفتح صفحات جديدة من حياته، ليستقبل بعد شهر رمضان أيامه بالمغفرة الواسعة، ومن أجل ذلك فإن الصائمين يتسابقون لاقتناص اللحظات الأخيرة من الشهر، وكل أسرة قد استعدت أو استعد بعض أفرادها ببرنامج خاص للأيام الأخيرة من رمضان، سواء بالعمل على ختم القرآن أو إكثار القيام في جنح الليل للصلاة. موزة خميس (دبي) - في منزل أم محمد إبراهيم بإمارة عجمان اعتادت الأسرة على برنامج يتكرر كل عام، تقول إن الإنسان لا يعلم إن كان سيستطيع الصوم في العام المقبل، ولذلك عليه أن يصوم كل عام وكأنه آخر رمضان، ومن أجل ذلك تجتمع الأم مع الفتيات بعد الإفطار لتصلي بهن التراويح والقيام جماعة في المنزل، لأن الذهاب إلى المسجد ربما يجعلهن يخرجن من حالة الخشوع، وهن في منزلهن ليس حولهن ما يلهي عن الدخول في حالة صلاة خاشعة. برنامج عبادة تقول أم محمد إن أسرتها تحرص على النوم بعد صلاة التراويح حوالي الساعة العاشرة، ولذلك لو قام أحد من أفراد الأسرة لحاجة فلن يجد أحداً مستيقظاً، لأن الجميع سيستيقظون عند الساعة الثالثة صباحاً ليتجه كل فرد إلى عمل خاص به، فمنهم من يقرأ القرآن ومنهم من يستزيد من صلاة القيام، والبعض يجهز السحور، وبعد تناول السحور لا تنام أسرتها حتى يصلي الرجال الفجر في المسجد ويعودوا، لتنام الأسرة مرة أخرى حتى وقت الضحى. والحياة في منزل ناصر بن حمد في الشارقة لا تختلف عن تلك الحياة التي تسعى لها أسر كثيرة، فهو يحرص على أن يذهب لقيام الليل مع أبنائه الذكور، ولا يمنع النساء من الذهاب إلى صلاة القيام، ويقول ابن حمد إن كل متطلباتهم واحتياجات المنزل تقضى خلال النهار، حتى يتفرغ الجميع في المساء لتلاوة القرآن، وهم يحرصون على التواصل مع الأرحام ما بين صلاة التراويح وحتى الثانية عشرة ليلاً. ويذكر أن الأيام العشر الأخيرة من رمضان فيها خير كثير، والفضل فيها مضاعف ولذلك على الإنسان ألا يفرط في الإكثار من عمل الخير والإحسان إلى الآخرين، وزيارة من ليس لديهم عائل أو العجزة الذين سكنوا في دور رعاية المسنين، لأن إدخال الفرحة على قلوبهم فيه الأجر الكثير، وفي رمضان يكثر الخير ولذلك عندما يذهب رجل لزيارة رجل آخر، فإن الأخير يعلم أن الزائر لم يأت لحاجة إلى تناول وجبة ولكن من باب المعزة والرغبة في التقارب. من زرع حصد يقول عبيد بن نايع من دبي إنه يذهب مع أسرته إلى الأسواق قبل شهر رمضان، حيث يشتري لهم كل احتياجاتهم، حتى إذا جاء شهر رمضان فإن الخروج من المنزل يكون لدفع فاتورة أو شراء بعض احتياجات المطبخ من الجمعية، وبقية الوقت يجتمع فيه مع أبنائه في غرفة ويتنافسون في تلاوة القرآن من غير سرعة، حتى يتدبر الأبناء معاني القرآن، ويصلي بهم بعض الركعات كي يعلمهم كيف تكون الصلاة وماذا يقال عند كل حركة وأي توقف. ويضيف أن أبناءه اليوم أصبحوا رجالا ولهم حياتهم الخاصة، وهم يحاولون زرع ذات البذور عند الصغار، وهو سعيد لأن ما قام بزرعه قبل ثلاثين عاماً ويزيد قد أثمر. ويقول إن الصائمين يقبلون على العشر الأواخر لأنهم يطمعون في ليلة القدر، ولذلك عليهم أن يفعلوا ذلك بكل جوارحهم وأن يفرغوا قلوبهم من الرغبات الدنيوية، لأنها تنفد ولكن ما عند الله باق، وكل إنسان له أخطاء ولذلك يطمع الجميع في الأجر والثواب والخير في الدنيا، وقد كان البعض قديماً يخبرون الناس بقصص خرافية عن ليلة القدر، ومنها أن البعض قال إنه رأى شعاعاً من نور على هيئة حبل متصل من السماء إلى الأرض، والملائكة منهم من يعرج ومنهم من يهبط. ويقول زايد الطنيجي (من الشارقة) إن ليلة القدر يستعد لها الصائمون ولا يعلم أحد متى تكون ولكن يفترض المسلم أنها في العشر الأواخر، وعندما يقال شهد ليلة القدر فإنه لا يراها حقيقة، ولكن يشهدها بالقيام وإحياء الليل بقراءة القرآن والصلاة والذكر، وألا يكثر من اللغو والتحدث كثيراً وبذلك يضيع منه وقت لن يعود حتى العام المقبل، وهو لا يضمن أن يكون باقياً كي يستقبل شهر رمضان آخر. تدريب الأطفال يقول الطنيجي إن ليلة القدر جاء ذكرها في القرآن، حيث ذكر الله أن الملائكة تتنزل فيها، وأنها تعرف بأن شمسها في صبيحة ليلة القدر تكون هادئة نقية، وليلها هادئ أيضاً، ولذلك يتجمع الأهل مع بعضهم ليشهدوا الصلاة جماعة، ويكثروا من الأعمال الصالحة من الصدقات وإخراج الزكاة، ولتلك الليالي مذاق روحاني مختلف لأن المتشاحنين يشعرون بلذة الصلح ونبذ الخلافات . من جانبها، تقول زوجة الطنيجي أم جمعة إن كثيراً من الأمهات يفرحن بصوم الأطفال، ولتشجيع الفتيات أو الصبية على الصوم قامت أم جمعة بتنفيذ احتفالات سنوية لكل طفل قام بصوم الشهر كاملاً، حيث يلبس أجمل زي خلال العيد، وتقوم أم جمعة بشراء النثور وهو خليط من الحلويات والمكسرات والنقود المعدنية أو الورقية من فئة الدرهم أو الخمسة دراهم، ثم يجمع كل أطفال العائلة ويتم وضع الطفل في الوسط، وتنثر تلك الحلويات على رأسه ليتسابق الأطفال لجمع الحلوى والنقود. وتذكرت أم جمعة أن الأم تدرب الأبناء من عمر السابعة على الصوم ولو حتى لنصف يوم، وفي العام التالي يصوم الطفل يوماً ويفطر يوما، ويكمل صيام شهر رمضان كاملا في العام الذي يليه، وتحرص كل أم على أن تجعل الفتيات في الأسرة يقلدن كل ما تفعل من شعائر الشهر، والأب يأخذ الأبناء معه للصلاة في المسجد، ويجلسهم معه لتلاوة القرآن، ولكن ليس طوال الوقت لأنهم في النهاية أطفال يحق لهم اللهو واللعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©