الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ويل للمطففين

21 أغسطس 2011 23:02
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) في هذه الآيات السابقة يخبرنا المولى عز وجل عن قوم توعدهم الله بعذاب شديد أليم لما اتصفوا به من سوء خلق وأكل لأموال الناس بالباطل. بدأ الله سبحانه بقوله: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) والويل شدة العذاب ثم الله تعالى شرع في بيان وتفسير من هم المطففون بقوله (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ) أي اشتروا من الناس أو هم أخذوا من عندهم شيئاً (يَسْتَوْفُونَ) يأخذونه كاملاً من غير نقص أو بزيادة ثم بالمقابل. (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) أي: إذا باعوا للناس أو أعطوهم حقهم بكيل أو وزن، (يُخْسِرُونَ) أي: ينقصونهم ذلك، بعدم ملء المكيال والميزان. ثم توعد تعالى المطففين، فقال: (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) فالذي جرأهم على التطفيف عدم إيمانهم باليوم الآخر. وهذا الفعل المحرم الذي توعد فاعله بالعذاب الأليم، يقال كذلك في كل من اتصف بهذه الصفة في التعاملات الأخرى فمثلاً: الزوج أو الزوجة الذي يطالب حقه كاملا من غير نقص، بل ويطالب بأكثر من حقه بقوة ثم يتناسى الحقوق الواجبة عليه شرعاً ولا يبالي بها. الأب الذي يطلب من أبنائه أن يكونوا بارين به ويحشد الأدلة المبينة لمقامه، ثم يتناسى الحقوق الواجبة عليه اتجاه أبنائه من حسن التربية. الموظف الذي إن كانت له معاملة في مؤسسة ما طالب بسرعة إنجاز معاملته والاهتمام بها، ثم يتناسى الركام من معاملات الناس على طاولته والتأخير المتكرر في عمله. صاحب العمل الذي يطالب العمال والأجراء بالالتزام بساعات العمل وإنجاز ما كلفوا به ثم يتناسى رعاية إنسانيتهم أو التأخير في صرف أجورهم. الواقع في ضيق أو شدة يطلب من الآخرين أن يرفقوا بحاله ويقدموا له كفايته ويسدوا حاجته، ثم يتناسى مقام إخوانه الذين يموتون جوعاً. لقد عالج الإسلام هذا الخلق القبيح السيئ بتأصيل الأخلاق العالية والصفات الجميلة في نفوس الناس، يقول سبحانه في وصف المؤمنين الصادقين: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ). وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ)، أخرجه أحمد. النمل تبني قراها في تماسكها ... والنحل تجني رحيق الشهد أعوانا طالب الشحي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©