الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان والإجازة

21 أغسطس 2011 23:06
لعل ما يميز هذه السنة عن السنوات الماضية هو دخول شهر رمضان الكريم وتزامنه مع الإجازة الصيفية للطلبة، وقد مرت به هذه الفترة منذ أكثر من 32 سنة، فقد كانت أيام خالية من القنوات الفضائية والأجهزة والألعاب الإلكترونية المتطورة والهواتف المتحركة والكمبيوتر و”المولات” وغيرها من الملهيات التي أشغلت عقول كثير من أبنائنا في وقتنا الحاضر، فعلى بساطة تلك الأيام، إلا أنها كانت جميلة، فقد كنت شخصياً استغل أوقات فراغي في الاكتشافات والاختراعات البسيطة التي كنت عاكفاً عليها بما تحمله نفسي من طموح ورغبة وما يحمله عقلي من معلومات آنذاك، كما كان للهوايات الأخرى مجالاً حافلاً كالخط والرسم والنقش على الخشب والزجاج والنجارة وغيرها من الهوايات المحببة إليّ والتي ساهمت بقوة في نمو مواهبي وفكري وطموحي وأهدافي. قد يعتبرها بعض الناس فترة طفولة وتنسى ولكننا نعتبرها فترة تأسيس كيان أفراد المستقبل، فكما تقول الحكمة: “من شب على شيء شاب عليه”. عزيزي القارئ أود أن أبين لك أمراً مهماً وهو أنك قادر على جعل شهر رمضان لهذا العالم شهر إنجازات وتميز لأبنائك، شهر لتطوير شخصياتهم وعقولهم ومداركهم ومعلوماتهم ومهاراتهم، فالوقت متوفر والجو مساعد بشكل كبير، والمجالات عديدة ومتنوعة. فالأم بإمكانها أن تدخل ابنتها المطبخ للمساعدة مع تعليمها بعض الطبخات الخفيفة وخلال رمضان ستصبح الفتاة متمكنة من أسس الطبخ ولديها مهارة عمل بعض الأكلات، فهي تحتاج لمثل هذه المهارات المنزلية لبيت المستقبل. والأب كذلك يقوم بتعليم ولده بعض الأمور المهمة التي يحتاجها في حياته عندما يصبح مسؤولاً عن أسرة كأن يأخذه إلى الجمعية التعاونية ويطلب منه شراء الأشياء التي يحتاجونها في البيت، ويجعله يحاسب ويتولى وضعها في السيارة ثم إنزالها في البيت. فمثل هذه الأمور تكسب الأبناء الثقة بالنفس والإحساس بالقيمة، وأنهم مفيدون في البيت والمجتمع. وهناك أمور تتعلق بشهر رمضان من عبادات وتلاوة القرآن وغيرها، ومنها ما يتعلق بالهوايات المحببة لديهم وصقل المواهب، حيث يمكن للآباء فعل ذلك من خلال المسابقات التحفيزية اليومية أو الأسبوعية التي تبث روح المنافسة الجميلة بين الأبناء والتعاون والعمل الجماعي. وهناك المسابقات الثقافية التي تعتمد على الأسئلة والأجوبة، ومنها قراءة قصص قصيرة وتلخيصها، ومنها عمل بحث بسيط بالاستعانة بالكتب والمجلات والإنترنت وفقاً لأعمارهم، وهناك الرسم والخط والأشغال اليدوية وغيرها. علينا كآباء وأولياء أمور أن نستفيد من مثل هذه الأوقات والمناسبات والفرص لتقديم وفعل ما ينفع الأبناء ويُحسن من تفكيرهم ومشاعرهم وتصرفاتهم، فطفل اليوم هو أبٌ وأم المستقبل، فإن لم نفعل ذلك ونحن مدركون لهذا فإننا نكون قد دفعناهم لسلبيات الأجهزة والألعاب الإلكترونية والشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية و”المولات” والسهر فيما لا ينفع. د. عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©