محمد الحمادي: الإسلام أول من نادى بالتفكير الإيجابي والذكاء العاطفي

أبوظبي (الاتحاد) - يكمن السر في نجاح الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى عوامل كثيرة أهمها وأبرزها الذكاء العاطفي، حيث زكاه ربه بقوله سبحانه: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”. ولقد امتدح الله سبحانه وتعالى صفتي “الرحمة واللين” وذم صفتي “الفظاظة في القول وغلظة القلب”. أعظم شخصية يقول محمد الحمادي، مستشار ومدرب في التنمية البشرية وتطوير الذات “وجدت ارتباطاً واندماجاً عجيباً بين الذكاء العاطفي والتفكير الإيجابي، فالتفكير بإيجابية يتطلب اتخاذ الذكاء العاطفي صنوا فيوصلان معاً إلى النجاح، فإذا أخذنا الإسلام وانتشاره المذهل مقاساً للنجاح كما جاء في كتاب “المائة الأكثر تأثيرا في التاريخ” لمايكل هارت، إذ اختار المؤلف محمد رسول الإسلام أعظم شخصية في التاريخ وأول المائة العظماء، علما بأن هارت ليس مسلما بل نصرانيا”. ويوضح “حول هذا الموضوع قدمت محاضرة في دبي عن “التفكير الإيجابي والذكاء العاطفي”حضره جمع من المختصين والمهتمين وأحطت بأهمية الموضوع لتحقيق النجاح والسعادة والرضا، على المستوى الفردي والأسري والمؤسسي”. ويضيف الحمادي “برز حديثا مفهوم الذكاء العاطفي وانتشر بعد صدور كتاب دانيال جولمان “لماذا الذكاء العاطفي أهم من الذكاء العقلي؟” ليدلل على أهمية هذا النوع من الذكاءات، ونحن نرى أن أهم الناجحين في الحياة وأثرى أثرياء العالم العشرة وعلى رأسهم بيل جيتس ووارن بوفت وغيرهما ليسوا بالضرورة الأذكى عقليا، وإنما يتميزون بقدر وافر من التفكير الإيجابي والذكاء العاطفي، وأحب أن أشير إلى ما قام به وارن بوفيت في شهر يوليو من هذا العام من التبرع بمليار وثلاثمائة ألف دولار أميركي لأعمال الخير الإنسانية وأضعاف هذا المبلغ تبرع به جيتس في السنوات الماضية”. تعريفات اصطلاحية يعرف الحمادي الذكاء العاطفي بقوله “الذكاء العاطفي هو مجموعة من القدرات والكفاءات والمهارات اللاشعورية التي تؤثر على الفرد في التعامل مـــع متطلبات وضغوط بيئته”. ويعرفه الدكتور أيوب الأيوب بنقاط خمس تتمثل في “تكيف الفرد أو توافقه مع البيئة التي يعيش فيها أو الظروف التي تحيط به.”القدرة على التعلم واكتساب الخبرات والاستفادة منها في حل المشكلات الجديدة، القدرة على التفكير، القدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادف والتفكير المنطقي، والتعامل المجدي مع البيئة”. ويضيف الحمادي “من أفضل وأدق وأصغر وأوضح التعريفات هي للمدرب يوسف الهاشمي حيث يعرفه بما يلي “هو تحقيق التوازن بين المشاعر الداخلية والفعل الخارجي”، ولقد توصل الهاشمي في أبحاثه إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أوتي جوامع الكلم، وقد لخص الذكاءات الثلاثة التي تندرج تحت الذكاء العاطفي وهي الذكاء الروحي والذكاء الذاتي والذكاء الاجتماعي في الحديث الشريف “اتق الله حيثما كنت (ذكاء روحي)، واتبع السيئة الحسنة تمحها (ذكاء ذاتي)، وخالق الناس بخلق حسن (ذكاء اجتماعي)”. ويتابع “كما يعرف الهاشمي الذكاء العاطفي أيضا بأنه مجموعة من القدرات المتعلقة بمعرفة الذات، وقيادتها والتعامل معها بنجاح وفعالية، ومن ذلك معرفة العواطف والمشاعر ومهارات إدارتها، والتحكم بها، إضافة إلى معرفة مهارات تحفيز الذات وتطويرها”، وجاء في قول منسوب إلى سيدنا عيسى عليه السلام: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”؛ فالإنسان يحيا بالخبز والكرامة والمحبة والعزة والعواطف والمشاعر والأحاسيس”. فضائل كثيرة يشير الحمادي إلى أن الإسلام جاءت فيه فضائل كثيرة عن لين الجانب ومنها يذكر: في قوله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَـــكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وجاء في الحديث الشريف ما يجمع بين الذكاء العاطفي والتفكير الإيجابي:”عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له”. رواه مسلم. ويضيف “من مبادئ التفكير الإيجابي أن تنظر إلى الأمور بتفاؤل وحسن ظن، وعليك أن ترى النصف الممتلئ من الكأس، وليس النصف الفارغ والوجه الآخر المشرق لكل شخص تتعامل معه وكل موقف تتعرض له وكل تجربة وأن تحترم وجهات نظر الآخرين، عندئذ تكن إيجابياً حقاً”. ويقول الحمادي إن التغيير من السلبية إلى الإيجابية يبدأ من الداخل، ويضيف “يقول سبحانه وتعالى:”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فيبدأ تغيير السلوك وتغيير الحياة بتغيير الرؤية وتغيير الفكر، ويراهن برايان تريسي على ذلك في كتابه المترجم إلى العربية؛ “غير فكرك تغير حياتك”.