الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والهند ترفضان التطرف وتدينان دعم الإرهاب

الإمارات والهند ترفضان التطرف وتدينان دعم الإرهاب
18 أغسطس 2015 07:33
أبوظبي (وام) أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، عن رفضهما ونبذهما للتطرف وأي رابط بين الدين والإرهاب. ودانتا أي جهود، حتى إذا كانت من قبل الدول التي تستخدم الدين، لتبرير ودعم ورعاية الإرهاب ضد البلدان الأخرى. واستنكرتا أي جهود من البلدان الأخرى تضفي الطابع الديني والطائفي على القضايا والنزاعات السياسية، خاصة في غرب وجنوب آسيا، وكذلك استخدام الإرهاب لتحقيق الأهداف. جاء ذلك في بيان مشترك، صدر أمس في أبوظبي، في ختام زيارة دولة ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يومي 16 و17 أغسطس، بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأكد البيان أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الهندي، قد اتفقا في أبوظبي أمس على انتهاز هذه الفرصة التاريخية من المسؤولية المشتركة، لرسم مسار جديد للشراكة بين البلدين في القرن الحادي والعشرين. وأوضح أن قادة البلدين اتفقا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتنسيق الجهود المشتركة بين البلدين لمكافحة التطرف، وإساءة استخدام الدين من قبل الجماعات والبلدان في التحريض على الكراهية وارتكاب وتبرير الأعمال الإرهابية أو لتحقيق الأهداف السياسية. وفي هذا الإطار، أوضح البيان أن الطرفين سيعملان على تسهيل تبادل الزيارات المنتظمة بين علماء الدين والمثقفين، وعلى تنظيم المؤتمرات والندوات التي تهدف إلى تعزيز قيم السلام والتسامح والمشاركة والرفاهية المتأصلة في كل الأديان. واتفق الجانبان، وفق البيان، على استنكار ورفض الإرهاب بأشكاله ومظاهره كافة بغض النظر عن المكان الذي يقع فيه، وأياً كان مرتكبه. ودعا الطرفان الدول كافة إلى رفض وعدم استخدام الإرهاب ضد الدول الأخرى، وإلى تفكيك بنيات الإرهاب الأساسية وإحضار مرتكبي الأعمال الإرهابية إلى العدالة. واتفق الطرفان على تعزيز التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية وبناء القدرات، والعمل معاً من أجل تبني المعاهدة الشاملة المقترحة من قبل الهند حول الإرهاب الدولي في الأمم المتحدة، والعمل من أجل تنظيم وتبادل المعلومات والتحكم فيها فيما يختص بتدفق الأموال التي قد تستخدم لتمويل نشاطات التطرف، وكذلك التعاون في تجريم ومنع التدفقات المالية غير القانونية واتخاذ الإجراءات ضد الأفراد والمنظمات التي تقف وراء ذلك، وتعزيز التعاون في مجالات تنفيذ القوانين ومكافحة غسيل الأموال وتهريب المخدرات والجرائم العابرة للحدود واتفاقيات تسليم المجرمين وتدريب قوات الشرطة، وتعزيز التعاون في مجالات أمن الفضاء الإلكتروني، بما فيها حظر استخدام الإنترنت للترويج للإرهاب والتطرف وتهديد السلم الاجتماعي، وإجراء حوار بين مستشاري الأمن القومي والممثلين الكبار في مجالس الأمن القومي في البلدين كل ستة أشهر، وأن يشكل الطرفان حلقات اتصال بين وكالات الأمن من أجل رفع كفاءة التعاون العملياتي، وتعزيز التعاون لحماية الأمن البحري في الخليج والمحيط الهندي من أجل حماية أمن ورفاهية البلدين. وتعزيز التعاون المشترك في مجال المساعدات الإنسانية والإخلاء أثناء الكوارث الطبيعية والنزاعات، وتقوية العلاقات في مجالات الدفاع من خلال التمرينات العسكرية الدورية وتدريب القوات البرية والبحرية والجوية والقوات الخاصة، وقوات خفر السواحل. وفي هذا الصدد، رحبت الهند بشدة بمشاركة الإمارات في العرض العسكري للأسطول الدولي في الهند في فبراير 2016. واتفق الطرفان على مساهمة الإمارات في تصنيع معدات الدفاع في الهند، والعمل معاً من أجل تعزيز السلام والمصالحة والاستقرار والمشاركة والتعاون في جنوب آسيا والخليج وغرب آسيا. واتفق الطرفان على دعم الجهود الرامية لحل النزاعات بالوسائل السلمية، والالتزام بمبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية فيما يتعلق بعلاقات الدولة وتسوية النزاعات، ودعوة الدول إلى الوفاء بكل احترام وجدية بالتزاماتها تجاه حل النزاعات بالمفاوضات الثنائية والسلمية من دون اللجوء إلى العنف والإرهاب. علوم الفضاء اتفق الجانبان على تعزيز التعاون المشترك في مجال علوم الفضاء، بما في ذلك تطوير وإطلاق الأقمار الصناعية والمنشآت الأرضية وتطبيقات علوم الفضاء. وفي هذا الصدد، رحب رئيس الوزراء الهندي بخطة الإمارات إنشاء أول مركز لأبحاث الفضاء في غرب آسيا في مدينة العين وخططها لإطلاق مسبار لاستكشاف كوكب المريخ في عام 2021، وبالتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، خاصة في قطاعات السلامة والصحة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا. ويتيح الاحتفال بالعيد السبعين للأمم المتحدة فرصة لدفع الجهود الرامية لإجراء إصلاحات مبكرة في الأمم المتحدة، حيث أكد البلدان ضرورة الإسراع بالانتهاء من المفاوضات بين الحكومات حول إصلاحات مجلس الأمن الدولي. وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن شكره للإمارات لدعمها ترشيح الهند لعضوية مجلس الأمن الدولي الدائمة بعد إصلاحه. ورحب الطرفان بالانتهاء من إعداد أجندة التنمية لما بعد 2015 والجهود الرامية للقضاء على الفقر بحلول 2030.. وأعرب البلدان عن أملهما في أن يتوصل المؤتمر الدولي حول التغيير المناخي في باريس في ديسمبر 2015 إلى اتفاق فاعل يشمل تقديم الوسائل والتقنيات للدول النامية حتى تتمكن من التحول إلى الطاقة النظيفة. استثمار اتفق الطرفان على إقامة حوار استراتيجي أمني بين حكومتي البلدين والاعتراف ببروز الهند كوجهة جديدة لفرص الاستثمار، خاصة في ظل مبادرات الحكومة الجديدة لتسهيل التجارة والاستثمار وتشجيع المؤسسات الإماراتية على زيادة استثماراتها في الهند من خلال إنشاء الصندوق الإماراتي الهندي للاستثمار في البنيات الأساسية لجمع 75 مليار دولار لدعم خطط الاستثمار في الهند وللتوسع في الجيل القادم من مشاريع البنيات الأساسية في السكك الحديد والموانئ والطرق والمطارات والمناطق الصناعية. واتفقا على تسهيل مشاركة الشركات الهندية في مشاريع تنمية البنيات الاساسية ودعم الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة من خلال مشاركة الإمارات في تطوير احتياطيات البترول الاستراتيجية وقطاعات استكشاف وانتاج وتسويق النفط في الهند والاستثمار المشترك في البلدان الأخرى وزيادة التبادل التجاري والاستفادة من موقع البلدين وبنياتهما الأساسية للتوسع التجاري في العالم بهدف زيادة التجارية بنسبة 60% خلال الاعوام الخمسة القادمة. كما اتفقا على الاستفادة من خبرات الهند في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لإيجاد قاعدة صناعية في الإمارات التي تعود بالنفع على الشركات الهندية ايضا وعلى تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم المتطورة في الامارات والجامعات ومؤسسات البحث العلمي في الهند في الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والزراعة في الاراضي القاحلة والبيئة الصحراوية والتنمية الحضرية ونظم الرعاية الصحية المتقدمة. روابط الشعبين أكد الطرفان أن الروابط بين الشعبين تحتل مكانة مركزية في إطار العلاقات الثنائية، وعلى الحكومتين الاستمرار في تعزيز هذه الروابط من أجل رفاهية الشعبين، خاصة العمال، والعمل معاً من أجل مكافحة جريمة الاتجار في البشر. وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لقراره بتخصيص قطعة أرض لبناء معبد في أبوظبي. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الهندي، رغبتهما في مواصلة القمم واللقاءات والحوارات الدورية على المستويات العليا في إطار الآليات الثنائية من أجل تحقيق رؤيتهما المشتركة لبناء شراكة استراتيجية قوية شاملة. وأعرب الجانبان عن ثقتهما بأن هذه الشراكة ستلعب دوراً مهماً في ضمان مستقبل تسوده الرفاهية المستدامة للشعبين، وتشكل مساراً جديداً في مستقبل المنطقة، وتسهم في جعل آسيا والعالم يتمتعان بالسلام والاستقرار والرفاهية الدائمة. وكان البيان قد نوه بزيارة دولة ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي للدولة، بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال إن هذه الزيارة التي تعد الأولى لرئيس وزراء هندي للدولة منذ 34 عاماً، جاءت لتدل على انطلاقة نحو شراكة استراتيجية جديدة وشاملة بين الهند والإمارات، في عالم يشهد تحولات عديدة وفرصاً وتحديات متغيرة. ولفت إلى أن الإمارات ضربت خلال العقود الأخيرة المثل من خلال تقدمها الاقتصادي على أنها قصة نجاح عالمية، حيث تحولت إلى دولة إقليمية رائدة، ومركز عالمي نشط وحيوي يستقطب البشر والأعمال من كل أنحاء العالم. وبالمقابل، أشار البيان إلى بروز الهند كواحدة من الدول العظمى الكبرى في العالم التي تسهم في تعزيز السلم والاستقرار العالمي، إلى ذلك أصبحت الهند بفضل نموها السريع وبرامج التحديث ومواردها البشرية الموهوبة وسوقها الضخم واحدة من أعمدة الاقتصاد العالمي. وقال: «لقد استطاعت الهند والإمارات ترجمة الحيوية التي يتمتعان بها إلى شراكة اقتصادية حيوية وسريعة النمو والتوسع، ما جعل الهند تصبح ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات والتي احتلت بدورها المركز الثالث كأكبر شريك تجاري للهند وبوابتها للمنطقة وما وراءها». وعرج البيان على امتداد جذور العلاقات التجارية والثقافية وصلات القرابة بين الهند والإمارات، إلى قرون، واليوم تعتبر الجالية الهندية العاملة في الإمارات التي تبلغ أكثر من 2,5 مليون من أكبر الجاليات في المجتمع الإماراتي النابض بالحياة والتي تسهم في تجربة الدولة الاقتصادية الناجحة، ولهذه الجالية إسهامات اقتصادية كبيرة في الهند أيضاً، كما أنها تشكل رابطة إنسانية أزلية للصداقة بين البلدين. وتشكل آخر الاتفاقيات الشاملة في مجالات الاقتصاد والدفاع والأمن وإنفاذ القوانين والثقافة والخدمات القنصلية والصلات بين الشعبين، أساساً صلباً للارتقاء بالتعاون المشترك إلى آفاق أرحب على كل الصعد في إطار العلاقة بين البلدين. واليوم وفي ظل جهود الهند في تسريع خطى الإصلاحات الاقتصادية، وتحسين بيئة الاستثمار والأعمال، وتحول دولة الإمارات على نحو متزايد إلى اقتصاد متقدم ومتنوع، تبرز أمام البلدين فرص إمكانية بناء شراكة اقتصادية تحويلية لا تهدف إلى استدامة الرفاهية في البلدين فقط، بل تسهم في دفع التقدم والتنمية في المنطقة من أجل تحقيق رؤية القرن الآسيوي. ومع ذلك، تواجه رؤية البلدين حول التقدم والرفاهية كثيراً من التحديات والمخاطر التي تهدد السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، وهنا تبرز أهمية وحيوية الجهود المشتركة لمعالجة هذه التحديات استناداً إلى المثل والقيم والمصالح المشتركة، وذلك من أجل مستقبل البلدين ومنطقتيهما. ولفت البيان إلى أن الإمارات تقع في وسط منطقة الخليج وغرب آسيا، وتعتبر مركزها الاقتصادي الكبير والحيوي، أما الهند التي يقيم 7 ملايين من مواطنيها في الخليج، فلديها مصالح كبرى في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار في المنطقة، والإمارات والهند لديهما التزام مشترك نحو الانفتاح على العالم والتعايش السلمي والوئام الاجتماعي القائم على التقاليد الثقافية والقيم الروحية والتراث المشترك، فالإمارات تقدم اليوم نموذجاً مشرقاً لمجتمع ذي ثقافات متعددة، فيما تعتبر الهند دولة ذات تنوع وتعددية دينية وثقافية فريدة من نوعها. ويشكل القرب الجغرافي والتاريخ والتقارب الثقافي والروابط القوية بين الشعبين والعوامل الطبيعية المشتركة والآمال والتحديات المشتركة، أسساً صلبة لإقامة شراكة استراتيجية طبيعية بين الهند والإمارات، ورغم ذلك لم تواكب العلاقات بين الحكومتين في الماضي النمو المطرد في العلاقات بين الشعبين وآمالهما في هذه الشراكة، وعليه لم تكن الحاجة إلى شراكة استراتيجية تبدو أشد قوة وأكثر إلحاحاً، وأكثر جدوى في آفاقها عبر الزمن إلا في هذه الأوقات المضطربة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©