الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنان مطاوع: أستمتع بتجسيد شخصيات تكشف شطارة الممثل

حنان مطاوع: أستمتع بتجسيد شخصيات تكشف شطارة الممثل
28 فبراير 2009 00:40
وجدت حنان مطاوع نفسها في حالة تحدّ، فأعلنت الهدنة واتّخذت الهدوء مظهراً تحتمي خلفه، لكنها كشفت عمّا في داخلها من تمرّد مع مرور الوقت؛ وجسّدته من خلال اختيارتها الفنّية الجريئة وحصدت على مدى سنوات قليلة إعجاب الجمهور والنقاد معاً بأدائها المميز· استطاعت بخطوات مُتأنّية وثابتة أن تحتلّ مكانة خاصة في القلوب، ويبدو أن العام الجديد يحمل الكثير من المفاجآت لحنان التي وصلت إلى البطولة السينمائية والمسرحية بعد رصيد من الأعمال المميزة أكدت من خلالها موهبتها وقدرتها على تجسيد أنماط ونماذج متنوعة· وعن تجربتها الجديدة في المسرح، وخطواتها المقبلة كان حوارها مع ''دنيا''، حيث بدأته بالقول: أردت منذ البداية أن يكون لي أسلوبي في اختيار الأدوار حيث أبحث دائماً عن الاختلاف، ورفضت أن أظلّ أسيرة لملامحي، لذلك جاءت خطواتي بطيئة بعض الشيء فلم أسعَ وراء الانتشار والتواجد بكثافة في السينما والتلفزيون، ما جعلني أعتزّ بمعظم أعمالي ولا أخجل منها· وعن تأخر وصولها إلى محطة البطولة السينمائية من خلال فيلمها الجديد ''هيليوبوليس''، تقول: لا أعتبر نفسي تأخرت لأني اخترتُ الطريق الطويل من خلال أعمال تمتعني، ولم أبحث عن الأدوار التي تحدث فرقعة؛ لأن ما يشغلني هو أن يكون كل دور أقدمه مختلفاً ويحمل فكرة جديدة، والاختيارات الصائبة تقود إلى المكان الصحيح· موظفة استقبال وحول الفيلم وقصة ترشيحها لبطولته، تقول: كتب الفيلم وأخرجه أحمد عبدالله الذي تعرفت عليه من خلال عمله كمونتير لفيلم ''الغابة'' الذي شاركت في بطولته للمخرج أحمد عاطف، ورشحني أحمد عبد الله لبطولة أول أفلامه كمخرج، ومعي خالد أبو النجا ويسرا اللوزي· وأضافت: عندما عُرض عليّ الفيلم؛ وجدت فيه نوعية جديدة من السينما تعتمد على تقديم خطوط متوازية وشخصيات متنوعة قد لا تلتقي طوال الأحداث ولكنها تؤثر في حياة بعضها بعضاً، وهي تجربة جديدة ومثيرة وأعجبتني لأن الأحداث تدور في حي ''هيليوبوليس'' من خلال عدة شخصيات تمر في ذلك الحي، منها جندي مرور وموظفة استقبال في أحد فنادق المنطقة· وعندما بدأنا جلسات العمل اكتشفت أن للمخرج أسلوبا خاصا ورؤية فنية غير تقليدية، وأتمنى أن يحقق الفيلم النجاح لأنني أحببته فعلاً· وعن الشخصية التي تُجسّدها في الفيلم، تقول: شخصية ''أنجي'' البسيطة التي تعمل موظفة استقبال في أحد الفنادق، وهي نموذج مختلف عن أي شخصية قدّمتها، فهي تفشل في تحقيق ما تريد في الواقع وتحقق أحلامها في خيالها· وتُبرّر حنان مطاوع عدم عرض فيلم ''صياد اليما'' الذي شاركت في بطولته لأنه تعرّض إلى عدة أزمات إنتاجية وينتظر عرضه خلال العام الحالي، وتضيف: بدأت تصوير هذا الفيلم قبل ست سنوات، واستمر تصويره عامين تخلّلهما توقف عدة مرات لأسباب متعددة، والطريف أن هذا الفيلم كان ثاني فيلم أشارك فيه بعد ''أوعى وشك''، حيث استمتعت بالعمل مع أشرف عبدالباقي وبسمة وعلا غانم ولعبت فيه شخصية ''هند'' الفلاحة التي تضطرها الظروف للتحايل لكسب عيشها· وبعدها شاركت في عدة أفلام، منها ''قص ولصق'' للمخرجة هالة خليل في دور صغير حصد جوائز عديدة، و''الغابة'' للمخرج أحمد عاطف، حيث نالت شخصية ''برشامة'' التي جسّدتها استحسان النقاد والجمهور· أنا وتوفيق الحكيم وعن بطولة العرض المسرحي الجديد ''السلطان الحائر''، تقول: أحب المسرح وأشعر بالسعادة لأن ألعب بطولة هذا العرض لأن له تأثيراً كبيراً في نفسي؛ بل إن تعلقي بأعمال الأديب الكبير توفيق الحكيم غيّر مسار حياتي، إذ كان ''السلطان الحائر وأهل الكهف'' سبب تغيير تخصّصي في الثانوية العامة من علمي إلى أدبي! والقصة أني كتبت في بطاقة الرغبات بعد امتحان أولى ثانوي أن رغبتي هي الفرع العلمي، لكني وجدت نفسي غارقة أثناء الإجازة الصيفية في روايات وكتب توفيق الحكيم تحديداً، وعندما بدأت الدراسة كنت قد أيقنت أني أعشق الأدب والفلسفة والتاريخ وأن ميولي الحقيقية هي أدبية لا علمية، فغيّرت تخصصي· المقارنة ظلم وحول المقارنة التي قد يعقدها الجمهور بين أدائها في المسرحية وأداء سميحة أيوب، تُوضّح: لن تكون المقارنة مع نجمة كبيرة بحجم سميحة أيوب في مصلحتي، ومن الظلم قياس ممثل بممثل آخر، إذ إن لكل فنان بصمة وكل ممثل يؤدي الشخصية بإحساسه وثقافته وبطريقة جيله وزمنه، والتصدي للأعمال الأدبية -سواء في أدبنا المحلي أو الأدب العالمي- من خلال عمل فني يعتمد على الطريقة التي يتمّ بها تناول العمل لأن هذه الأعمال تحمل رؤية فلسفية وقضايا إنسانية تصلح لكل زمان ومكان، مثل قضية الحاكم وحريته وكيف يُؤثّر ويتأثّر بالفن والثقافة والأدب من خلال مقارنته بهذه المرأة التي يصفها العامة بـ ''الغانية'' تظل صالحة لأن تقدّم عشرات المرات· أحتاج إلى حريتي وعن الجديد الذي تحمله تجربتها المسرحية، تقول: بالرغم من جمال العرض القديم، إلا أن هناك معالجة جديدة تعتمد على الموسيقى والاستعراض ولغة قريبة من العصر· وبالنسبة إلي، فقد أحببت الشخصية جداً وأعتبر العمل مهماً لي رغم مشقة العمل على المسرح، وأحرص على إلزام نفسي بتقديم عمل مسرح كل عام أو اثنين على الأكثر لأن المسرح يجعلني أعيش مع الشخصية وأستمتع بلقاء الجمهور يومياً· وعن انحيازها لتجسيد شخصيات بعيدة عن طبيعتها الهادئة، مثل شخصية الغانية في ''السلطان الحائر''، تقول: لا أعتقد أنها بعيدة عني في أعماقها، بل هي من أجمل الشخصيات التي رسمها قلم توفيق الحكيم لكونها رمزاً للفن والجمال والثقافة، فضلاً عن أن عشقها للحرية لا يقلّ عن عشقي لها، لكن ربما بمقاييس الزمن الذي تواجدت فيه جعلت الناس يُسيؤون فهمها، وهذه الإساءات التي روّجها البعض عنها جعلتها تتحرّر من كل المخاوف وتقول جملتها الرائعة للسلطان الذي أصبح عبداً لها: عندما يجتاز إنسان أقصى حدود السوء؛ فإنه يُصبح حراً وأنا في حاجة إلى حريتي· وتُشير حنان مطاوع إلى تجاربها المسرحية السابقة بالقول: كان أول عمل مسرحي هو ''يوم من هذا الزمان'' للمسرحي السوري الكبير سعد الله ونوس ومن إخراج عمرو دوارة، حيث حصدت المسرحية عدة جوائز· جرأة ساخرة وحول جرأتها في تجسيد شخصية ''سندس'' في المسلسل التلفزيوني ''وكالة عطية'' مع حسين فهمي وأحمد بدير، تقول: انتهيت من تصوير المسلسل قبل أيام، حيث سعدت بالعمل مع المخرج رأفت الميهي، وأعتبر شخصية ''سندس'' من أجمل أدوار عمري لأنها بنت شديدة السفور والفجور وشخصية متسلقة وتستغل جمالها للحصول على ما تريد، واختيار المخرج رأفت الميهي لي لتجسيد هذه الشخصية كان مفاجأة، بل أعتبرتها تحدّياً بالنسبة إلي واستمتعت بالعمل معه لأقصى درجة؛ لأنه مخرج من الزمن الجميل يملك شخصية ساحرة ولديه قدرة على أن يضع الممثل في مزاج يُحفّزه لتقديم أفضل ما عنده من أداء وإحساس وكأنه يشحذ الطاقات الإبداعية لكل من في الاستوديو· وعن عشقها للتحدي من خلال أدوار بعيدة عن طبيعتها، تقول حنان مطاوع: أحب الاختلاف ويُحقّق لي متعة خاصة عندما أجسد شخصية تكشف شطارة الممثل، مثل تجسيد فتاة ليل أو فتاة مشوهة من بنات الشوارع مثل برشامة في ''الغابة'' أو المرأة المكبوتة في ''قص ولصق''· وفي السياق ذاته، تقول: اكتشفت أن حسين فهمي يتميّز بخفة ظل هائلة جعلتنا نتغلب على كل مشكلة، إذ كنا نصور بملابس خفيفة في أماكن مفتوحة في عزّ البرد، فيما كنا نستكمل تصوير المشاهد بملابس ثقيلة في عز الحر، وكانت النكات و''القفشات'' الظريفة لحسين فهمي تُنسينا كل معاناة! وكان أحمد بدير يتميّز بالتواضع والصبر والحنان، إلى درجة أن أي ممثل كان يخجل من إبداء أي ضيق· وحول الجديد الذي تحمله أجندتها الفنية، تقول: أستعد لتصوير مسلسل ''ليالي'' مع زينة والمخرج أحمد شفيق؛ وهو مُرشّح للعرض في شهر رمضان المقبل، حيث أؤدّي شخصية ''سمر'' البنت الأرستقراطية التي تعمل مهندسة ولكنها شخصية طاغية ومدمّرة، كما أستعد لتصوير فيلم ''الجنس اللطيف'' مع إيمي والمخرج مازن الجبلي
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©