الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشواق المُستهام في الرحلة إلى البيت الحرام

أشواق المُستهام في الرحلة إلى البيت الحرام
17 نوفمبر 2010 19:28
الحج أحد أركان الدين الإسلامي الحنيف، يؤديها المسلم كفريضة مرّة في العُمر. هي رحلة يتجه فيها المسلم صوب الديار المقدسة في مكة المكرمة من كلّ فج عميق. وموسم الحج رحلة تنجز فيها مناسك وشعائر في وقت معلوم وأماكن محددة أيضاً، يبث خلالها شوقه إلى البقاع المقدسة، ونجدهم يبينون عِظَم الزيارة، وتلبية الدعوة الإلهية، التي لهج بها أبو الأنبياء النبي إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ مؤذناً في الناس بالحجّ، ليأتوا إليه أفواجاً من كل فج عظيم رجالاً وركباناً، وفي كل العصور والأزمان، ليشهدوا منافع لهم. قد حظي الحج منزلة أثيرة لدى الكُتّاب والأدباء والشعراء عبر العصور كونه فريضة وركناً من أركان الدين له قدسيته وهيبته لدى نفوس المسلمين القاصدين تلك الديار المباركة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. فدبجوا كتبهم ومؤلفاتهم بفيض من الأشعار والأقوال والمآثر عن الحج وقدسيته. وهذه وقفة مع بعض تلك الأشعار التي أبدعها الشعراء العرب. وبالبيت، حقّ البيت تعدّ قصيدة أبي طالب أجمع قصيدة جاهلية تعوذ بها بحُرمة الكعبة المكرمة، رافضاً تسليم النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام حتى يهلك دونه، وتضمنت القصيدة كما أشار إليها عبدالمؤمن بن عبدالله القين عن “الحج في الشعر قديماً وحديثاً”، بأنّها تضمنت ذكر مشاعر مكة المكرمة قبل الإسلام والبيت والحجر الأسود والصفا والمروة وحجاج البيت والمشاعر ـ عرفة، مُزدلفة، الجمرة الكبرى ـ وفيها يقول أبو طالب: ولما رأيت القوم لا ودّ فيهم وقد قطعوا كل العُرَى والوسائل أعوذُ بربّ الناس من كلّ طاعن علينا بسوءٍ أو ملح بباطل وبالبيت، حقّ البيت، مِن بطن مكة وبالله، أنّ الله ليس بغافل تباري الشعراء يمثل أثر الحج في الشعر والشعراء على أنهم كانوا يتبارون في سوق عكاظ وغيره من أسواق العرب المعروفة قبل الإسلام لتأخذ قصائدهم طريقها ومكانتها إلى أستار الكعبة، ومن ناحية ثانية أخرى هيمنت أجواء الحج الإيمانية على الشاعر النابغة الذبياني حين تعرضه لفتنة إحدى النساء فعفّ عن اللهو بسبب قدسية الحج، وتفجرت قريحته وأنشد قائلاً: قالت: أراك أخا رَحْل وراحلة تغشى متالف لن ينظرنك الهرما حيال ودّ: فإنّي لا يحلّ لنا لهو النساء وإن الدين قد عزما وكانت وفاة النبي الأكرم صلّى الله عليه وسلّم حدثاً جللاً هزّ مشاعر شاعره حسان بن ثابت الأنصاري رضيّ الله الذي رثاهُ بقصيدة ذكر فيها الحرم والجمرة الكبرى، بقوله: وأمست بلاد الحرم وحشّاً بقاعها لغيبة ما كانت من الوحيّ تعهد وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت ديار وعرصات وربع مولد في أشهر المُعرَّفِ وردت الإشارة إلى عرفات في عبارات عديدة مُشتقة منها، فمن ذلك أن أوس بن مَغرَاء السعدي ذكر” التعريف”، وهو يريد عرفات بقوله: ولا يريمون في الـّعريف موقفهم حتى يقال أفيضوا آل صفوانا ويحدثنا د. عبدالغني زيتوني عن المواقف التي تعدّ من المناسك التي يجب على الحجاج أن يتموها في “مواقف الحج في التراث العربي القديم” قائلاً: أطلق على عرفات لفظ “المُعرّف”، أيضاً، وذلك في مثل قول شاعر من قبيلة هوازن قام بسوق عكاظ مفتخراً بما فعله الأحمر بن مازن الهوازني حين قطع رجل أحد أفراد بني مُدركة بن خِندِف: نحن ضربنا ركبة المخنْدِفِ إذ مدّها في أشهر المُعرَّفِ وقد أشتق أيضاً من عرفات أو عرفة فعل “عرّف” فيقال: عرّف الناس إذا شهدوا عرفات عند الحج، وشاهد ذلك قول عبيد بن عبد العُزّى السّلامي: وقد حلفتُ والسٍّتر بيني وبينها بربِّ حجيجٍ قد أهلُّوا وعرّفُوا كذلك ورد ذكر الحجاج بعرفات وهم بعرفات على “الإل” في القصيدة اللامية المشهورة لأبي طالب: أعوذ بربّ الناس من كلّ طاعن علينا بسوء أو ملحٍّ بباطل ومِن حجيج بيت الله مِن كل راكب ومِن كلّ ذي نذر ومِن كل راجل وبالمشعرِ الأقصى إذا عمدوا له إلالٌ إلى مفضى الشراح القوابل أفيضوا آل صفوانا لقد نصّت شعائر الحج قبل الإسلام على أن يوم عرفة ينتهي حينما تطفل الشمس للغروب، ولا يبقى منها إلاّ أشعة على أعالي الجبال، فحينذاك يهيئ الحجاج رواحلهم، وينطلقون مندفعين إلى المزدلفة، ووصف أبو طالب ذلك قائلاً: وتوقافِهم فوق الجبال عشية يقيمون بالأيدي صدورَ الرواحل ويسمى الانتقال السريع من عرفة إلى المُزدلفة ثم إلى مِنى بالإفاضة أو الإجازة، ولم تكن لإفاضة الحجاج عشوائية أو غير منظمة؛ إذ أشارت كثير من الروايات إلى أن أفراداً معينين كانوا يجيزون بالحجاج، ولم يكن يدفع احد منهم إلاّ إذا دفع هؤلاء أمامهم. ونقرأ في سيرة ابن هشام بأنه: كان الغوث بن مرِّ بن أُدٍّ يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة، وولده من بعده، وكان يقال له ولولده صُوفَةُ. وورد أن الغوث بن مُرٍّ كان إذا دفع الناس يقول: لاهُمَّ إنّي تابعٌ تَبَاعَهْ إن كان إثمٌ فعلى قُضَاعَه ْ وقد ظلت الإجازة من عرفات في صوفة وأقربائهم آل صفوان من بعدهم، وكان آخرهم الذي قام عليه الإسلام كَرِبُ بن صفوان، وإليهم يشير أوس بن مَغراء السعدي، موضحاً أنّ الحجاج لم يكونوا يدفعون من عرفة إلاّ إذا أجاز بهم أحد من آل صفوان برواية ابن قتيبة في الشعر والشعراء: لا يبرحُ الناس، ما حَجّوا، مُعرّفهم حتى يُقال: أجيزوا آل صفوانا ثم أتى إلى مِنىً ولم يخل الشعر الجاهلي من الإشارة على مُزدلفة والإفاضة منها إلى مِنىً على نحو ما نجده في شعر أبي ذُؤيب الهُذلي من ذكر لمبيت الحجاج بالمُزدلفة ثم انتقالهم إلى مِنىً، وذلك من خلال وصفه لحاج يقضي مناسكه سريعاً لينتقل إلى شراء العسل: فبات بجمعٍ ثم أتى إلى مِنىً فأصبح راداً يبتغي المزج بالسّحْل وإذا كانت الإفاضة من عرفات منتظمة يقودها أفراد معينون، فإن الإفاضة من المُزدلفة لم تكن تصحّ لدى الحجاج إلاّ إذا أجاز بهم المُكلفون هذا الأمر. وقد ورد أنّ الإفاضة كانت في صوفة وأقربائهم يجيزون الناس هنا كما يجيزونهم من عرفات، بيد أن ثمة روايات أخرى تشير إلى أن الإجازة من المُزدلفة كانت في عدوان يتوارثونها كابراً عن كابر، وفي ذلك يقول ذو الإصبع العدواني في معرض ذكره لاختلاف قومه وتفرقهم بعد أن كانوا في عزّة وقوة، وبعد أن كان الحجاج يجعلونهم القدوة في الإجازة وقضاء المناسك: عذير الحيِّ من عدوا نَ كانوا حيّة الأرض بغى بعضُهم ظلماً فلم يُرْعَ على بعض ومنهم كانت السادا تُ والموفون بالقَرض ومنهم من يجيز النا سَ بالسُنّة والفَرض ومنهم حَكَمٌ يقضي فلا يُنقضُ ما يُقضي أما عند إشراق شمس يوم العاشر من شهر ذي الحجة وإفاضة الحجاج من المُزدلفة إلى مِنىً التي تقع في درج الوادي قرب مكة المكرمة يكونون قد انتهوا إلى آخر مواقف الحج حيث إنهم بعد أن ينهوا مناسكهم فيها يحلّ معظمهم إحرامَهُ، وينهي حجه، ويعود إلى دياره. ولعلّ سبب تسمية هذا الموقف باسم “مِنى” فلم يتفق فيه على قول واحد، بيدَ أن أرجح الأقوال في هذا المقام ما ورد من أنّها سُميت بمنىً لما يُمْنَى فيها من الدماء ـ أي يُراق ـ ذلك أنّ الهَدْيَ الذي يجلبه الحجاج معهم يُنحرُ جميعاً هناك تقرباً إلى الله ربّ البيت الحرام. وقد حفل الشعر الجاهلي بإشارات عديدة إلى مِنىً ينطوي معظمها على صورة الحجاج، وهم يُسارعون للوصول إلى مِنىً وقضاء ما عليهم من شعائر فيها. فمن الشعراء العرب الذين ذكروا ذلك الموقف العظيم ظُويلم بن ريم الذبياني الذي كان يريد الحجّ فنزل على المُغيرة بن عبدالله المخزومي، فأراد أن يأخذ منه ما كانت تأخذه قريش ممّن ينزل بها، وتسمية “الحَريم”، فمنعه ظُويلم من ذلك، وقال راجزاً يستجير فيه بحُرمة مِنىً وما يجاورها: يا ربّ عندك من غفيرَهْ إنّ منىً مانعةٌ المُغيره ومانعٌ بعد مِنىً ثَبيره ومانعي ربّي أن أزورَه وكان الشعراء أكثر ما يذكرون مِنىً في معرض القسم والتعظيم واصفين إسراع الإبل بحُجاجها، وما جلبوه من هَديٍّ لنحرهِ فيها على نحو ما نجده في قسم نُهيكة الفزاري بالإبل وحُجاجها إنهم كادوا يفتكون بعامر بن الطُفيل، وذلك في قوله: يا عامِ لو قدرت عليك رماحنا والرّاقصاتِ إلى مِنىً فالغبغبِ لَتَقيتَ بالوجعاءِ طعنةَ فاتكٍ مُرّانَ أو لثويت غير مُحسّبِ كما أقسم الشاعر طرفة بن العبد بربّ الإبل التي تقصد مكة المكرمة، وبما عليها من حجاج ذاكراً الأيام التي يقضون فيها مناسكهم بعرفة والمزدلفة ومنىً: حلفتُ بربّ الراّقصات إلى مِنىً يُباريْنَ أيام المشاعر والنّهضِ بينما كان ذبح الهَدْيِّ علامة لحلّ إحرام الحجاج، وإشارة على أنّهم قد أتمّوا الحج، ولذلك قال عبدالله بن العجلان النّهدي موضحاً ما يُقدّم للأنصاب من عتائر، وما يُقدم في مِنىً من هَدْيٍّ تقربة إلى الله تعالى وإحلالاً لإحرامِ الحجاج: والعتر عتر النّسيك يخفرُ بالـ ـبُدن لحلِّ الإحْرام، والنُّصُبِ أشعار ابن القيم وللإمام ابن القيم الذين جوروا البيت الحرام وطاب لهم العيش والبقاء في مكة المكرمة لسنين طويلة، وتضم كتاباته ذكر مناسك الحج والبيت العتيق التي بث من خلالها شوقه إلى البقاع المقدسة، ويقول في تلبية دعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام مؤذناً في الناس بالحج بقوله: دعاهم إلى البيت العتيق زيارة فيا مرحباً بالزائرين وأكرم فلله ما أبهى زيارتهم له وقد حصلت تلك الجوائز تقسم ولله أفضال هناك ونعمة وبرّ وإحسان وجود مرحم ثم رسم ابن القيم صورة الملبين الذين رفعوا اكفهم ملبين ضارعين خاضعين لله الواحد الأحد: أما والذي حج المُحبون بيته ولبّوا له عند المهل وأحرموا وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً لعَِزَة مَن تعنو الوجوه وتُسلم يُهلون بالبيداء لبيك ربّنا لك المُلك والحمد الذي أنت تعلم دعاهم فلبُوه رضاً ومحبة فلما دعوه كان اقرب منهم تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم وغُبراً وهم فيها أسرُّ وأنعم وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة ولم يُثنهم لذاتهم والتنعم يسيرون من أقطارها وفجاجها رجالاً وركباناً ولله اسلموا شعارهم التكبير ثم تحدث عن المبيت بمنىً يومين أو ثلاثة لرمي الجِمار، وصور حال الحجيج وهم يدعون الله تعالى ويلهجون إليه بالذكر والتلبية ويناجونه أن يرحمهم ويغفر لهم ويحط عنهم الذنوب والخطايا ويجعلهم من عتقائه من النار، فيقول: وعادوا إلى تلك المنازل مِن منَىً ونالوا مُناهُم عندها وتنعموا أقاموا بها يوماً ويوماً وثالثاً وأذن فيهم بالرحيل وأعلموا وراحوا إلى رميّ الجِمار عشية شعارهم التكبير والله معهم فلو أبصرت عيناك موقفهم بها وقد بسطوا تلك الأكف ليرحموا ينادون يا ربّ يا ربّ إننا عبيدُك لا ندعو سِواك وتعلم وها نحن نرجو منك ما أنت أهله فأنت الذي تُعطي الجزيل وتنعم غفران الذنوب ثم ذكر ابن القيم عرفات في أشعاره، وما يناله المسلم في هذا اليوم، وهو يشهد الحج الأكبر من رضا الخالق الجليل، فيقول: وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة ومغفرة ممن يجود ويكرم فلله ذلك الموقف الأعظم الذي كموقف يوم العَرْض بل ذلك أعظم ويدنو به الجبّار جلّ جلاله يُباهي بهم أملاكه فهو أكرم يقول عبداي قد أتوني محبة وإني بهم برّ أجود وأرحم فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم وأعطيتهم ما أملوه وأنعم في الشعر الحديث نال الحج نصيباً وافراً من الشعراء العرب في العصر الحديث، حيث كتب الشعراء عن رحلتهم أو عن مناسك الحج أبياتاً في دواوينهم الشعرية. وقد قام الشيخ احمد بن إبراهيم الغزاوي رئيس مجلس الشورى بالسعودي الأسبق والذي سميت قصائده في الحج بالحوليات، والتي من نماذجها قصيدته “إنما الحج قربة وائتلاف” التي ألقاها سنة 1351هـ أمام الملك الراحل عبدالعزيز: جلّ مَن سبحت له الإجرام وتجلّى بفضله “الإسلام” فاطر الأرض والسما اقتداراً فاتق الرتق والأديم ركام باعث الروح في العوالم من قبل أن توجد الأرحام أبو ريشة أما الشاعر عمر أبو ريشة الذي شارك الشعراء العرب في ألقاء شعرهم أمام وفود الحج أيام الملك سعود وفيصل بن عبدالعزيز ـ يرحمهما الله ـ وذلك حوالي سنة 1392هـ: رُد لي ما استرد مني زماني وأراني الحلم ما قد أراني أنا في موئل النبوة يا دنيا قطعت منك حبائل الشيطان شوقي إلى عرفات الله كما كتب أمير الشعراء أحمد شوقي “إلى عرفات” وهي من وحي الحج وهو يودع الخديوي عباس: إلى عرفات الله يا ابن محمد عليك سلام الله في عرفات ويم تولي وجهة البيت ناضراً وسيم مجاتل البشر والقسمات على كل أفق بالحجاز ملائك تُزف تحايا الله والبركات وفي الكعبة الغرّاء ركنٌ مرحب بكعبةِ قُصّادٍ وركن عُفاة وما سكب الميزابُ ماءً وإنّما أفاض عليك الأجْرَ والرحمات وزمزم تجري بين عينيك أعيُناً من الكوثر المعسول منفجرات ويرمون إبليس الرجيم فيصطلي وشانيك نيراناً من الجمرات كما وقف شوقي ليصف جانباً من مشهد الناس وهم يؤدون المناسك ويجولون تلك المشاعر داعين مُلبين مُبتهلين إلى الخالق الكريم: لك الدين ياربّ الحجيج جمعتهم لبيتٍ طهور السّاح والعَرصات أرى الناس أصنافاً ومن كل بقعة إليك انتهوا من غُربةٍ وشتات تساوَوْا فلا الأنساب فيها تفاوُت لديك ولا الأقدار مختلفات عَنت لك في التُرب المقدّس جبهة يدين لها العاتي من الجبهات منورّة كالبدر شمّاء كالسُّها وتُخفض في حقٍّ وعند صلاة عشق إقبال ولعلّ أروع ما تسترعي الانتباه قصائد الشعراء الذين لم يتمكنوا من الحج، فها هو الشاعر الهندي محمّد إقبال الذي ظلّ يتوق لأداء فريضة الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، ولكن المرض أقعده عن ذلك، فقال شعراً جميلاً مفاده: لا تلومني بسبب عشقي وحبي للحرمين ألا ترون أنّ الطائر عند المغيب يرفرف بجناحيه يبحث عن وَكْرِه! يا راحلين َ إلى منىً بقيادي قال الشاعر عبد الرحيم البرعي، قصيدته المشهورة “يا راحلين إلى منى بقيادي” بعدما تخلف عن ركب الحجيج لظرف مرت عليه ومنها هذه الأبيات: يا راحلين َ إلى منىً بقيادي هيجتُمُ يوم َ الرحيل فؤادي سرتُم وسار دليلكم يا وحشتي الشوق أقلقني وصوتُ الحادي حَرمتُمُ جفني المنامَ بِبُعدكم يا ساكنينَ المنحنى والوادي ويلوح لي مابين زمزمَ والصفا عندَ المقامِ سمعتُ صوت الحادي ويقولُ لي يا نائماً جُدّ السُّرى عرفات تجلو كل قلبٍ صادِي منْ نال من عرفات نظرة ساعةٍ نال السرور ونالَ كلّ مرادِي تاللهِ ما أحلى المبيت على منى في ليل عيدٍ أبرك الأعيادي يا ربِّ أنتَ وصلتهم صلني بهم فبحقكم يا ربّ فُكَّ قيادي فإذا وصلتم سالمين فبلغوا مني السلامَ أُهيل ذاكَ الوادي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©