الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفصل الأول من تاريخ المكتبات في الإمارات

الفصل الأول من تاريخ المكتبات في الإمارات
17 نوفمبر 2010 19:30
نظمت دائرة الثقافة والإعلام بعجمان “منتدى الثقافة العربية” الذي حمل هذا العام عنوان: “الكتاب صانع الثقافة وملهم القادة”. وتضمن برنامج المنتدى أربعة محاور، أولها خصص لموضوع: “الكتاب، أسس النهضة العربية”، فيما خصص المحور الثاني لموضوع: “المكتبة... ذاكرة المدينة”، واستعرض المحور الثالث موضوع: “الطباعة والنشر... صناعة الثقافة”، أما المحور الرابع فكان لموضوع: “معارض الكتاب المحلية”. وقدمت خلال الملتقى مجموعة من الأوراق لكل من الدكتور سعيد حارب، وإبراهيم بن خادم، وبلال البدور، وعلي محمد المطروشي، وعبدالله بن الأنصاري، ومحمد الشحي، وسلطان العميمي، وفيصل الحجي، والدكتور يوسف عيدابي، وخلفان مصبح، وإبراهيم مبارك. هنا ينشر “الاتحاد الثقافي” ورقتين من أوراق المنتدى الأولى لبلال البدور بعنوان “الرواق الطوعي للثقافة والمعرفة” والثانية لمحمد الشحي بعنوان “مشروع قلم: تجربة نشر”. مجتمع الإمارات مثل غيره من المجتمعات الإنسانية، يمر بمراحل مختلفة من حيث النمو وملامح الحضارة، ولكنه كان في جميع مراحله قريباً من الاهتمام بالثقافة والفكر، حسب معطيات كل مرحلة. ورغم الظروف الاقتصادية التي سادت المنطقة في بدايات هذا القرن مما شغل الناس بلقمة العيش، وحول اهتماماتهم إلى الجانب الاجتماعي، والبحث عن حياة كريمة تسد الرمق، وتساعد على الحياة. إلا أن الثقافة كانت حاضرة كذلك. فلقد كانت هناك جهود معرفية تعد علامات بارزة وملامح جديرة بالانتباه والرصد. كان المتعلمون ودعاة الإصلاح يهتمون باقتناء الكتب وتدارسها مع قرنائهم. ويحاولون بث حب الاطلاع والمعرفة بين الناس. وأولئك الذين لم يكن لهم حظ من التعليم والقراءة والكتابة كانوا يتحلقون في مجالسهم حول الراوي أو القارئ ليقرأ لهم في كتاب من كتب المعرفة، في السير والتراجم والتاريخ والدين والشعر. فنادراً ما يخلو منزل من كتاب فتوح الشام للواقدي أو رياض الصالحين أو سيرة “أبو زيد الهلالي” أو ديوان المتنبي، قصة الزير سالم، الجارية تودد، وغيرها. أما علماء الدين والقضاة فكانت تصحبهم كتب الحديث والتفسير والفقه، وكانت دواوين الشعراء محفوظة في صدور القوم. ونحاول هنا أن نوجز في إطلالة سريعة وضع المكتبات والكتب بالإمارات من بدايات القرن وحتى قبل قيام الاتحاد: أوائل المكتبات أ ـ بدأت المكتبة في الإمارات إذاً بالمكتبات الخاصة في البيوت، مثل: مكتبة الشيخ عبد الرحمن بن حافظ، مكتبة الشيخ محمد بن سعيد بن غباش، مكتبة الشيخ محمد نور بن سيف، الشيخ مبارك بن علي الشامسي، الشيخ السيد محمد الشنقيطي، أحمد بن حجر، الشيخ أحمد بن علي المناعي، الشيخ سلطان بن سالم القاسمي، الشيخ سلطان ين صقر القاسمي، علي بن عبد الله بن عويس، مكتبة أحمد بالعبد، مكتبة عبيد بن رحمة البدور، مكتبة مبارك العقيلي، مكتبة الشيخ عبد الله بن محمد الشيبة. ب ـ ثم جاءت المكتبات العامة: ـ المكتبة التيمية: بالشارقة، وأسسها عبد الله بن حسن المدفع، عام 1930. ـ مكتبة النادي الأهلي الأدبي: بدبي، عام 1945. ـ مكتبة نادي الطلبة: بمدرسة الإصلاح القاسمية، وأسسها أحمد بو رحيمة عام 1948. ـ مكتبة النادي: بالشارقة، في بداية الخمسينيات، (وهي عبارة عن غرفة قرب مصلى العيد). ـ المكتبة الثقافية: بدبي، عام 1945. ـ المكتبة العامة: بدبي، عام 1963. ج ـ بعد ذلك المكتبات التجارية: ـ مكتبة صالح القرق: بالنصف الأول من الأربعينيات. ـ مكتبة عبد الله القرق: في صيدلية افتتحها ووضع في جانب منها كتباً. ـ مكتبة صالح بن حسن بهزاد: (1950 ـ 1956)، بعد وفاة القرق. ـ المكتبة الأهلية: عام 1956، أنشأ عبد الله وعبد الواحد الرستماني كشكاً خشبياً. وعام 1960، أول فرع في ديرة منتصف الستينيات، فرع بالشارقة. ـ مكتبة النهضة: عام 1965، مبارك بن محمد الوشام الجنيبي. ـ مكتبة الخليج: عبد الله بن عيسى بالرقاد. في أواخر الستينيات. ـ المكتبة الحديثة: عام 1969، وهي مكتبة إسلامية، محمد صالح الريس. ـ مكتبة الحياة: نواة مكتبة دبي للتوزيع، أحمد الكيتوب. ـ كتابيه: عبد الله الأنصاري، أول مكتبة متنقلة ومؤسسة توزيع. مصادر المعرفة كما أشرنا سلفاً إلى أن بداية المكتبات كانت مع المكتبات الخاصة، وبعض المحاولات التي أدت إلى تحول بعض المكتبات الخاصة إلى مكتبات عامة، فإنهم كانوا يعتمدون في الحصول على بغيتهم من الصحف والكتب من خلال المسافرين أو الاشتراكات الخاصة. ويذكر السيد إبراهيم المدفع ذلك قائلاً: “كانت تأتينا المقتطف ـ وادي النيل ـ الرسالة ـ الشورى ـ والهلال، من مصر. ومن العراق كانت تأتينا: مجلة بوحمد ـ الفرات ـ خبربوز (فكاهية). ومن الكويت: مجلة الكويت”. كما كانت تصلهم مجلة المنار والشورى والشباب والفخ من مصر. ومن البحرين: جريدة البحرين ـ صوت البحرين ـ القافلة. ومن السعودية: أم القرى. وجاءتهم: “مجلة الأمة العربية” التي كان يصدرها شكيب أرسلان باللغة الفرنسية من لوزان، وكان اشتراكهم فيها للدعم فقط. ولقد نشرت “الخليج” قبل أعوام مقالة عن كتاب الدكتور يعقوب الحجي حول عبد العزيز الرشيد، صاحب مجلة الكويت، 1927، أبرزت فيها قائمة المشتركين من أبناء الإمارات والمقيمين فيها. وكان المثقفون يتداولون هذه الجرائد والصحف فيما بينهم فكلما انتهت فئة منهم من قراءتها أرسلتها إلى مجموعة أخرى كما جاء في رسائل الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب المزين، أحد أساتذة المدرسة الأحمدية بدبي، التي أرسلها إلى إبراهيم المدفع بالشارقة، مرفقاً بها أعداد من بعض الصحف والمجلات حيث يقول له: “... سيدي، نظراً لما أعلمه من الشغف الزائد بقراء المكتبة الموقرة للاطلاع على الأخبار الخارجية... أحببت أن أتطفل بإهداء ما يصلكم من الجرائد العراقية....”. كما أننا نجد اشتراكات في بعض المجلات من مصر من خلال الإيصالات التي يحتفظ بها الأديب محمد القرق مثل اشتراكه في الدنيا الجديدة، 1947 ـ مجلة الرياضة البدنية ـ أخبار الدنيا ـ والمستمع العربي، الصادرة عن دار الإذاعة البريطانية. ولقد مر بنا أيضاً ذكر المكتبات التجارية. وقد جاء في بعض المطبوعات أسماء وكلائهم بالإمارات. فمثلاً مجلة الكويت: كان وكيلاها في دبي كل من الأديب عبد الله بن علي الصانع وياسين الغربلي، وكانت ترسل إليهما وتوزع عن طريقهما. وجريدة صوت البحرين: كان وكيلها صالح بن عيسى القرق، صاحب مكتبة القرق التي ورد ذكرها، كما كان القرق موزعاً لعدد من الصحف والمجلات منها: اللطائف المصورة ـ المصور ـ الأهرام ـ آخر ساعة ـ الاثنين والدنيا ـ سمير ـ ميكي ـ من مصر. ومن البحرين، كان موزعاً لمطبوعات: صوت البحرين، والقافلة. أما بالنسبة لاقتناء الكتب، فإنهم كانوا يحضرونها معهم من سفرهم إلى الحج أو العمل بالكويت والبحرين والبصرة والهند. أو بتوصية المسافرين. أو التعامل المباشر مع من يعرفونهم من الناشرين. واستمر الوضع فترة طويلة على ما هو عليه حتى انفتاح المكتبات التجارية، التي كانت تستورد الكتب من الخارج وتعرضها للبيع. فكان صالح عيسى القرق يستورد بعض الكتب من الخارج ويضعها في دكانه مع الصحف والمجلات للبيع. ولعل أول مكتبة بدأت الاستيراد الرسمي هي المكتبة الأهلية بدبي، حيث يذكر السيد عبد الواحد الرستماني أن الكتب المصرية كانت تصلهم عن طريق الشركة القومية للتوزيع ودار المعارف والهيئة العامة للكتاب ودار الهلال. أما من لبنان، فكانت تأتيهم عن طريق الشركة العربية للتوزيع وبعض دور النشر. وأما من العراق، فكانت تأتيهم عن طريق مكتبة المثنى. ثم توالت المكتبات، واختلفت مؤسسات التزويد. ومن أمثلة الطلبات المباشرة، فلدينا كتاب الأديب محمد القرق، بتاريخ 27 مارس 1955، إلى السيد إبراهيم محمد عبيد، صاحب المكتبة الوطنية بالبحرين، وهي مكتبة تجارية، يطلب فيها توفير الأجزاء التي صدرت من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وسعرها. ويرد عليه صاحب المكتبة بسعر الكتاب وقائمة بأسماء كتب أخرى مما يوجد لديه وأسعارها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©