الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سوق الورق» دراما سورية ترصد الفساد الجامعي ومشاكل الطلاب

«سوق الورق» دراما سورية ترصد الفساد الجامعي ومشاكل الطلاب
21 أغسطس 2011 23:10
رنا سرحان (بيروت) - يتطرق العمل إلى البنية الاجتماعية للأسرة التي أنتجت الفساد في إشارة إلى أن الإنسان كل متكامل، فالصالح يعمل بصلاح وطنه، والفاسد يعمل بفساده والبيت هو مفردة من مفردات الوطن، لكن المؤسسة العامة ارتأت أن يكون اسم العمل “سوق الورق” لتكرس فيه النظرة الى الجامعة التي تحتوي الكثير من الأوراق الامتحانية والمراسلات وغيرها من الأوراق. صور للفساد محاولة نقدية لحالة من حالات الفساد الموجودة في المجتمع أرادتها كاتبة العمل آراء جرماني لتسلط الضوء على ما هو إيجابي وما هو سلبي، بالإضافة إلى الخوض في هموم الشباب الجامعي من مختلف نواحي حياتهم. تقول الجرماني إن الكثيرين يرون أن العمل حوّل الجامعة إلى بازار، وبتقديرها الشخصي أن الأمور ليست بهذه السوداوية، فهناك الكثير من الأشخاص النظيفين ليس فقط في الجامعات وإنما في كل مكان وفي كل مؤسسة، وقد تناول العمل شخصيات كثيرة منهم، لكن الفساد أيضاً حالة موجودة وهو ما يجب اجتثاثه. وعن اختيارها لقضية الفساد الجامعي بشكل خاص تعتبر جرماني أن الدراما تحتل مكانة مهمة في حياة الناس، وهناك الكثير من الناس يتعلمون من خلالها. ففي البداية كان العزم تقديم هذه الحالة من خلال رواية، لكن العمل الدرامي يُتابع أكثر، وقضية فساد المؤسسة التعليمية أيضاً، هي مادة تحصل على رواج من قبل شركات الإنتاج، لأن هذه الشركات ملت من النصوص الدرامية التي تتناول قضايا الحب والغرام. وتتحدث الكاتبة عن تجربتها الذاتية، حيث قضت في الجامعة نحو 15 سنة بين دراسة ودبلوم وماجستير وتحضير رسالة الدكتواره في كلية الآداب، وهي على علم بكل صغيرة وكبيرة وبأدق التفاصيل التي تحصل فيها وكيفية تفكير دكاترة الجامعة، لذا فهي أكثر مكان بإمكانها الكتابة عنه، خاصة وان القضية باتت نتيجة تراكم خبرات علمية أنتجت عملاً احتاج إلى ثلاث سنوات من الكتابة. سقف الرقابة وتشير الجرماني إلى أن سقف الرقابة في سورية مرتفع جداً، وهو الأعلى في كثير من دول العالم، مستشهدة برأي أحد النقاد الذي يقول: «كلما ارتفع سقف الرقابة، تحولت الدراما إلى الفانتازيا والتاريخ»، مشيرة إلى أن الدراما السورية تقدم الكثير من الأعمال الاجتماعية التي تلامس البئية بشكل تام، وليست البعيدة عنها. وعن العمل تلفت الكاتبة أنه عرض على الرقابة وأخذ الصيغة النهائية باعتباره عملاً جيداً ويخدم مصلحة الوطن ويسهم في عملية الحراك الفعلي تجاه الإضاءة على مواضع الخلل في المؤسسات التعليمية، كما عرض على رقابة التلفزيون قبل عرضه وأشادت به. بدوره، يشير أحمد إبراهيم الأحمد مخرج العمل إلى سعادته بتقديم التجارب الأولى لكتّاب الدراما، من خلال “لعنة الطين” لسامر رضوان في العام الماضي، و”سوق الورق” لآراء جرماني، معتبراً أنها أعمال تلامس الحالة الإبداعية، وتلخص تجارب الكاتب. وتنتج المسلسل مديرة مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ديانا جبور الذي يشارك فيه الفنانون مكسيم خليل، سلوم حداد، محمد حداقي، مرح جبر، هناء نصور، وعبد الحكيم قطيفان، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين السوريين. دراما بناءة في حديثه عن مسلسل “سوق الورق”، أكد الفنان عبد الحكيم قطيفان أن السيدة ديانا جبور مديرة المؤسسة، تنتمي إلى الوسط الفني السوري، وتعرف تماماً مشكلات القطاع العام من حيث البيروقراطية، وعدم الاهتمام وغيرها، وهذا ما يجعلها أقدر الناس على تلافيها، فكان دعمها لمسلسل يتناول مشكلة مهمة في بيئة المجتمعات العربية، وكان يجب معالجتها، لكن الأمر لن يحدث بكبسة زر، بل يأتي بشكل تراكمي، وهو ما أيده الفنان محمد حداقي الذي اعتبر أن وجود الدراما البناءة يساعد في رفع مستوى الوعي مؤكداً على وجوب برنامج رسمي لحماية حقوق الفنانين، وهو ما طالب به الفنانون السوريون منذ البداية. وأيدت الفنانة مرح جبر الكلام عن رسالة الدراما السورية في هذا الإطار، وتحدثت عن التسهيلات الكبيرة التي تم تقديمها للفنانين المشاركين في مسلسل “المنعطف” الذي تم تصويره كاملاً في حلب، مشيدة بما قدمته المؤسسة والذي فاق ما تقدمه الشركات الخاصة. واعتبر الفنان مكسيم خليل، أن المشاركة في أعمال القطاع العام واجب على كل فنان لدعم هذا القطاع، ومساعدته على التطور والوصول إلى مستويات مهمة، وهو الأمر الذي وافقت عليه الفنانة هناء نصور. شخصنة وصراعات مسلسل “سوق الورق” الذي أثار جدلًا بعد عرضه على عدة فضائيات خاصة، من خلال تناوله للفساد الجامعي، خاصة وأن الكاتبة حاولت تكوين شخصيات فيها شيء من الدهشة. فمدير الجامعة في المسلسل يشكو من مشاكل نفسية وهو دلالة على أن الفساد لا يأتي من العبث، وأن الإنسان لا يصبح سيئاً من الفراغ بل هناك مشاكل أدت إلى اتباعه هذا الطريق أو ذاك. الكاتبة التي دعت إلى عدم شخصنة الموضوع وخلق صراعات من خلاله، حاولت الابتعاد عن أي تلميح شخصي أو الإشارة إلى جامعة بعينها، وبات وقع مسلسل “سوق الورق” الذي يعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي مشابهاً لوقع بقية الأعمال نظراً لكونه يمس مؤسسة على غاية من الأهمية في المجتمع وهي مؤسسة الجامعة التي تقدم في كل عام آلاف الخريجين الذين يقودون لاحقا دفة العمل في المؤسسات والمجتمع. كما أثار العمل الكثير من الجدل بين الناس وخاصة في الأوساط الجامعية وشريحة الطلاب، في وقت تعتبر جرماني أن من الواجب كمواطنين أن نضع يدنا على مواضع الخلل ونعالجها قدر المستطاع وألا نسمح لأي جهة خارجية أن تناقش مواضع ضعفنا لأننا نحن نقوم بهذه المهمة. مادة درامية للجزء الثاني وحول إمكانية كتابة جزء ثان من مسلسل سوق الورق لفتت جرماني أن الموضوع يتصل بوجود حالة اجتماعية وفكرية وإدارية بحاجة إلى معالجة ومناقشة، وأنها تلقت إشارات إيجابية، والأمر منوط باستجابة الجمهور، وهي حتى الآن إيجابية، وقد تلقت عشرات القصص عن حالات تصلح لتكون مادة درامية للجزء الثاني إذا وجد. وتضيف: المسلسل كان من المفترض وصفه بحكاية روائية درامية لكن المخرج أعطاه صفة أقرب للواقعية، فهي لم تتدخل أبدا في طريقة الإخراج لافتة إلى أن المشكلات التي واجهتها مع بدء عرض العمل كانت من الجامعة، أما الناس والطلاب فهم مسرورون من عرض هذه القضية، مضيفة أن الوطن يستحق الأفضل و الأجمل و شبابنا وطلابنا فعلاً يستحقون الأفضل. يذكر أن مسلسل سوق الورق لاقى مشاهدة وإقبالاً جماهيرياً واسعاً وهو يعرض على عدة محطات فضائية من بينها سورية دراما والدنيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©