الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخواجة: الرؤية الأحادية تقتل العرض المسرحي

الخواجة: الرؤية الأحادية تقتل العرض المسرحي
7 سبتمبر 2014 16:55
محمد وردي (دبي) تناول الدكتور هيثم الخواجة في اليوم الثاني من فعاليات «ورشة الكتابة المسرحية»، التي ينظمها «مسرح دبي الشعبي» بمقره في الممزر، بدبي، مساء أمس الأول، موضوع «الإخراج المسرحي» فلاحظ أن النص هو منطلق عملية الإخراج، لذلك يُفترض أن تكون العلاقة توافقية بين المؤلف والمخرج، بمعنى أنه يمكن قراءة النص قراءة مشتركة، كي تصل إلى المخرج فكرة النص بكامل محمولاتها الرمزية والدلالية، لا أن تكون العلاقة بينهما تلفيقية، وتستهدف تمرير المصالح تحت أي ظرف كان. هذا إن أردنا للعملية الإبداعية أن تمضي في مساراتها الطبيعية على كل مستويات العرض بدءاً من الكاتب، ومروراً بالمخرج ووصولا إلى جميع تفاصيل السينوغرافيا. التكثيف الدلالي وأوضح الدكتور الخواجة أن مهمة المخرج استخراج الشخصيات من حالة الوهم التي هي عليها على الورق إلى الواقع الحسي على الخشبة. وهذه المسألة تحتاج إلى ما نسميه «التكثيف الدلالي» بالعرض، وهو أمر يفترض أن يقوم به المخرج مع المؤلف، كي لا تبتعد الشخصيات عن مساراتها في بناء الفكرة الرئيسة بالنص. مشيراً إلى أن ذلك يتم بعد أن يكون المخرج قرأ النص قراءة واعية يمكن أن تتكرر مرات عدة حتى تتاح له الإحاطة الشاملة بموضوعه على المستويين المعرفي والفني. وأضاف الدكتور الخواجة أنه عقب نضوج فكرة العرض بذهن المخرج، حينها يختار الممثلين المناسبين للأدوار، ويقدم لهم النص كاملاً، وليس دورهم فقط، لأنه يتعين على الممثل الإحاطة بجوهر الفكرة وكل الأدوار. وتبدأ حينئذ عملية «قراءة الطاولة»، التي يشارك بها المخرج والممثلون مجتمعين، على أن يترك المخرج الفرصة كاملة للممثل بتحديد سميات الشخصية التي يلعبها، وأن يكون تدخله مكملاً في إطار الإلمام بكامل التفاصيل. مشدداً على أن «قراءة الطاولة» يفترض أن تستمر حتى يحفظ الجميع أدوارهم، حينها يجري الانتقال إلى «بروفات جنرال»، إذ لا يجوز الانتقال إلى تلك المرحلة قبل اختمار الفكرة الرئيس بالنص ونضوج شخصيات العرض بذهن جميع الممثلين. ويرى الدكتور الخواجة أن المخرج لا يصح أن يكون مؤلفاً أو ممثلاً أو مهندساً للديكور والإضاءة. نعم له الحق في أن يتدخل مع هذه العناصر لتحقيق رؤيته في العرض، ولكن عليه أن لا يصادر أدوار الآخرين، بحيث يشارك الجميع بالعملية الإبداعية. وهذا ما يجعل العرض يتخلص من «الرؤية الأحادية»، التي تعتبر من مقاتل العرض المسرحي الإبداعي، وهي سمة غالبة على مسرح اليوم، وربما تكون من أهم الأسباب التي تجعل الناس يقاطعون المسرح في هذه الأيام. ظاهرة الاقتباس وفي حديثه عن ظاهرة الاقتباس أشار الدكتور الخواجة إلى ضرورة التمييز بين الإعداد الذي يقوم على التلخيص والحذف والاختصار لبعض المشاهد أو الحوارات، وبين الاقتباس الذي يقوم على مبدأ اقتناص فكرة لتقديم فكرة جديدة. بمعنى أن الكاتب يستلهم من فكرة لكاتب ما موضوعاً لفكرة جديدة يبدعها المؤلف. مشدداً بهذه الحالة على وجوب التنوين بمضمون الاقتباس ومساحته وذكر المصدر. وكان الدكتور الخواجة تحدث في المحاضرة السابقة عن الوسائل التي يجب أن يتبعها المؤلف في إبداع مسرحيته بدءاً من اقتناص الفكرة ودخولها «مرحلة الكمون» في ذهنه وانتهاءً بتجسيدها على الورق. كما عرض بإسهاب عناصر عملية البناء الدرامي في الحكاية، مثل: الشخصية، الصراع، الحدث، الحبكة. واعتبر أن الشخصية هي حامل الخطاب المسرحي، ويفترض أن تخضع لاختيار عملي دقيق من قبل الكاتب حتى ترتدي حياة جديدة، وتنتقل من الورق إلى التشخيص، لأن الشخصية تفصح عن نفسها من خلال منطوقها وتفكيرها وحركتها وملابسها.ولاحظ الدكتور الخواجة أن الكاتب ليس مضطراً للحديث عن كافة تفاصيل أو جوانب الشخصية في الحياة بشكل كامل، وإنما يمكنه التركيز على بعض الجوانب الملائمة للفكرة التي يعالجها من خلال العرض. وتناول الخواجة عنصر «الحدث»، فقال إن الحدث هو الحركة الداخلية للوقائع. ويرتبط مباشرة بما يتابعه المتفرج بأذنيه وعينيه وذهنه لمعرفة النهاية بآخر العرض. لافتاً النظر إلى أن الحدث يختلف عن الحكاية، لأن الأخيرة هي الإطار الذي يدرك عن طريقه الحدث ونُحس به، مع ضرورة التماهي بين الحدث والحكاية. كما اعتبر أن الصراع هو الرافع التشويقي في العرض، وأن الحبكة هي المهارة الإبداعية في توليف الحكاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©