الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المغربي محمد الإدريسي سفيراً للأكاديمية الفرنسية العالمية للفنون

المغربي محمد الإدريسي سفيراً للأكاديمية الفرنسية العالمية للفنون
6 سبتمبر 2014 23:09
عبير زيتون (رأس الخيمة) عين الفنان المغربي محمد المنصوري الإدريسي مؤخراً سفيراً معتمداً في المغرب للأكاديمية العالمية للفنون (mondial Art Academia) ومقرها فرنسا، بعد نيله كأول فنان عربي على العضوية فيها، وتتويجه فارسا من طرفها، تقديرا لدوره الفعال في إغناء الثقافة الفنية عملا، وبحثا، ولروح المبادرة الفنية والفكرية لديه والقائمة على نشر القيم الإنسانية والتذوق الفني الرفيع إلى جانب تميزه في النشاط الجمعي والفني كعضو ورئيس لعدد من الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية الفنية الوطنية والعالمية، وذلك وفق المعايير والأسس التي حددتها الأكاديمية العالمية للفنون لاختيارها الفنان المنصوري عضوا وفارسا فيها. وفي أول تعبير له عن شعوره بعد تتويجه سفيراً أكاديمياً للمغرب من طرف الأكاديمية العالمية للفنون قال الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي لـ «لاتحاد»: «هو شرف وتشريف للفنانين المغاربة والعرب وليس تشريفا شخصيا، وهذا ينطوي دون شك على تكليف يجعلني مطالبا أكثر بالعمل على إغناء تجربتي التشكيلية بالانفتاح على الآخر، واستدماج الغيرية في خطاب الهوية، ولو جاء هذا الاعتراف من داخل الوطن العربي أو من بلادي لكانت الفرحة أشد وقعا وأكثر أهمية». وتتميز تجربة الفنان الإدريسي بأفقها الصوفي والميتافيزيقي المنفتح على لعبة الشكل، واللون وفق انطباعية جديدة أو فائضة تلعب على فضاء الصمت في اللوحة، فضاء يغري بفراغاته المملوءة وامتلاءاته الفارغة بين المرئي واللامرئي، والمروي واللامروي، مما يجعل تجربته اللونية تنهض فاردة جناحيها الحالمة في سماء التصوف تغني اللوحة دون أن تسلبها هويتها وتلبسها لبوسا متألقا بدون اغتراب عن جذورها ومنابتها الأصلية. وهو يحاول من خلال لوحاته أن يتحدث لغة خاصة به، لا ترى منها أول الأمر إلا بعضا من زخمها، بعد أن تألف مفرداتها وأبجديتها وتبدأ بفهم تراتبيتها المشحونة وكأنها نتاج لملكوت الليل الذي هو بالقوة والفعل معادل رمزي للنوم في النوم، كما يقول (موريس بلانشو)، فهو يستعمل النهار ليمحو الليل وفي النوم يتسيّد ضمير الأنا، وينتصر على الغياب الذي يطوقه. وحول هذا المعطى في تجربته الفنية قال الفنان الإدريسي إنه «اكتشف في محاورته الطويلة والشاقة مع الفكر الصوفي من خلال أهم أقطابه ابن عربي، وجلال الدين الرومي (الحلم كقوة للفنان)، الحلم كآلة خلاقة للأشكال، وكشرط لكل إبداع تشكيلي بكل معاني الوجود إلى حد التماهي مع كلمة ابن عربي القائلة: (من لا يعرف مرتبة الخيال، فلا معرفة له بجملة واحدة، إذ لا يمسك الحلم الخيال، إلا ما له صورة محسوسة أو مركبة من أجزاء محسوسة تركبها القوة المصورة، فتعطي صورة لم يكن لها في الحس وجود أصلا بهذا المعنى فإن الحلم / الخيال شريط ذهني يبدع عالم الصور والأشكال، وينتج سحره التجلي الجميل الذي يمنح النفس غبطة الرؤيا أو المبشرات بلغة ابن عربي». وفق هذا الإيمان يطهو الفنان محمد المنصوري الإدريسي أفكاره التشكيلية الموصولة بالسؤال الفلسفي «انطلاقا من أسئلة خارج التشكيل نحو رؤية فنية جديدة تبني معالمها المفتوحة على مقومات حياتنا الثلاث: التاريخ والثقافة والحلم وفق تعبير الناقد الفني ايريك ديستوبيليير جعلت منه واحدا من أهم رموز الانطباعية الجديدة أو الفائضة (Hyper impressionism) في التجربة الفنية المغربية والعربية». وعن رؤيته للتجارب التشكيلية المغربية والعربية وموقعها في السياق العالمي يرى الفنان المنصوري أن الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب «لا يزال فتيا ويحتاج إلى مزيد من الجهد ومراكمة البحث والتجريب وتطوير سبل وصيغ الممارسة الفنية؛ إن على مستوى الإنتاج التشكيلي، أو على مستوى الكتابة النقدية والمواكبة الإعلامية المتخصصة ودعم الدرس الجمالي بالمدرسة المغربية، فضلا عن الارتقاء بالمؤسسات والبنيات التحتية الثقافية المتصلة بالفعل الإبداعي التشكيلي». أما عن موقعها على المستوى العالمي، فيجيب متسائلاً: «هل لدينا اقتصاد ثقافي في الوطن العربي يؤمن بأهمية الفنون في الحياة عمرانيا واقتصاديا واجتماعيا وترفيهيا أيضا؟ في كل العالم، الفنون البصرية لها تأثير واضح وفعال على مختلف المجالات الحياتية و تقود قاطرة الاقتصاد الثقافي، وحتى لا أقول إن التشكيل يحظى بالأولية بين هذه الفنون وهذا الاقتصاد، فإنه على الأقل جزء أساسي يلبي حاجات متعددة ثقافية وعمرانية واقتصادية واجتماعية وترفيهية، بل إن اقتصاد مدن عالمية مشهورة بسياحتها الثقافية مبنيّ على فاعلية فنية وثقافية، آلاف العروض الفنية الثقافية المفتوحة والمغلقة لها نشاط يومي وشروط وجود، ومؤسسات استقبال وعرض «جماهيرية» مفتوحة ومؤسسات تأطير وتكوين ومؤسسات تداول وخدمات وزبائن معنويّون وذاتيون ومجهولون، عرض وطلب، طلب وعروض، رواج وسوق وأموال وأعمال فنية وولوج إلى بورصات المزادات، لها أيضا مهرجاناتها وجوائزها، ولها تشريعها وتنظيمها وقوانينها والنسيج المهني الخاص بها. فهل لدينا هذه السياسة ثقافية؟ هل لدينا «سوق» ثقافي؟ لماذا المساحة المخصصة للعديد من الفنانين الموهوبين العرب هي مساحة صغيرة؟ عندما نجيب على هذه الأسئلة حينها نستطيع الإجابة عن سؤالك. يشار إلى أن الفنان التشكيلي المغربي محمد المنصوري الإدريسي، الذي هاجر إلى فرنسا في بدايات الثمانينات للدراسة الجامعية والدراسات العليا تخصص ملصقات تشكيلية وغرافيك إلى جانب الهندسة المعمارية في المغرب، يشغل منصب النائب الأول للنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين في المغرب ورئيسا للأكاديمية الأوروبية للفنون في بروكسل ــ فرع المغرب، ورئيسا مؤسسا لجمعية الفكر التشكيلي بالرباط. ونال عدة جوائز وطنية في التشكيل، وشارك في عدة معارض عالمية منها «معرض التشكيليين العرب المشهورين» بالصين في عام 2011، وصدرت له عدة مؤلفات فنية وفكرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©