الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زين الدين زيدان الأستاذ

زين الدين زيدان الأستاذ
28 أكتوبر 2006 22:26
؟ تأليف: إيتيين لابروني ؟ عرض وترجمة: أنور إبراهيم كتاب زين الدين زيدان ''سيد الكرة'' أو ''الاستاذ'' من تأليف الكاتب الصحفي الفرنسي إيتيين لابروني والذي عمل بقسم التحقيقات بصحيفتي ليبراسيون ولوموند الفرنسيتين، وهو حالياً صحفي يتعاون بانتظام مع صحيفة ليبراسيون ويشرف على صفحات الكرة بها· الحلقة الأخيرة وضعه بيليه ضمن أفضل خمسة لاعبين في تاريخ كرة القدم ومنحه لقب ''الأستاذ''، وصفه ميشيل بلاتيني بالرائع الذي يبتكر الجديد في كل مباراة، وأطلق عليه ميشيل دينيسو مذيع قناة كنال بلوس الفرنسية الزعيم، واختاره الاتحاد الأوروبي كأفضل لاعب في النصف قرن الأخير· زين الدين زيدان هو الأستاذ والرائع والزعيم والساحر والمبدع والفنان والمايسترو، أعاد كتابة تاريخ الكرة الفرنسية ورسم بموهبته الاستثنائية اجمل لوحات الإبداع في ملاعب الكرة واحتلت كل أعماله مكانة بارزة في متحف التاريخ الكروي مع بيليه ومارادونا وكرويف وديستفانو وبلاتيني · ترك الملاعب وعلق الحذاء على الحائط بعد مونديال المانيا 2006 ولكن إنجازاته التي سطرها خلال 16 عاماً لن تغادر ذاكرة عشاق كرة القدم لسنوات طويلة، ومع إبداعات زيدان نتوقف في أهم المحطات من خلال أحدث كتاب صدر عن قصة حياة استاذ كرة القدم · 14 بطاقة حمراء خلال مشواره الكروي ليـس ملاكــــــاً! ضبــــط النفـــــس فضيــــلـــــة افتقــــدهـــــا زيـــــــــدان محطات لا تنسى لم ينس مؤلف الكتاب في ختام فصول كتابه أن ينعش ذاكرة القارئ ببعض التواريخ المهمة في حياة زيدان وبدأها بمولده يوم 23 يونيه 1972 في مدينة مارسيليا ثم توالت التواريخ: ؟ عام 1980: توقيع أول عقد هواية له مع نادي اتحاد سان هنري الرياضي بالقرب من ''لاكاستيلان'' بمرسيليا حيث كان اهتمامه بكرة القدم كبيراً· ؟ عام 1985: زيدان يغادر مارسيليا إلى مدينة كان حيث قرر مسؤول نادي اتحاد ''كان'' الرياضي فتح أبواب مركز التدريب أمامه· ؟ عام 1988: بداية مشواره الكروي كلاعب محترف في السادسة عشرة من عمره، وقيام جان فرنانديز بضمه إلى الفريق الأول بالنادي وكان يلعب وقتها في دوري الدرجة الأولى، وكان زيدان قد رحل إلى كان للاختبار اسبوعاً فمكث 6 سنوات· ؟ 20 مايو 1989: لعب زيدان أول مباراة رسمية له في دوري الدرجة الأولى وكانت في نانت· ؟ 1990: زيدان يلتقي بزوجته الحالية فيرونيك في كان حيث كانت تحضر تدريبات على الرقص· ؟ 1992: قام رولان كوربيس مدرب بوردو آنذاك بضم زيزو إلى صفوف الفريق بناء على نصيحة من اللاعب كريستوف روجاري الذي كان يقول شعراً في زيدان ويتغزل في موهبته ومهاراته، ومن وقتها ربطت بين اللاعبين صداقة قوية· ؟ 1994: تاريخ أول مباراة يلعبها مع منتخب فرنسا ويرتدي الفانلة رقم ·10 ؟ 28 مايو 1994: الزواج من فيرونيك في قصر ''شاتو دي إيلان'' مقر نادي بوردو· ؟ 1995: مولد ابنه الأول إنزو· ؟ 1996: زيدان الذي أثار اعجاب أوروبا كلها ينتقل إلى صفوف يوفينتوس تورينو بترحيب ومباركة رئيس نادي بوردو· ؟ ديسمبر 1996: فوز يوفينتوس بكأس الانتركونتننتال بعد تغلبه على فريق ريفر بلات الأرجنتيني، وفي نفس المناسبة وبعد انتهاء المباراة حقق زيدان حلماً كان يتمناه وهو ارتداء فانلة النجم انزو فرانسيسكولي مثله الأعلى وعشقه الأول في كرة القدم· ؟ 1998: مولد إبنه الثاني لوكاس· ؟ 12 يوليو 1998: زيدان يسجل هدفين في مرمى البرازيل في نهائي المونديال ويصبح بطلاً للعالم ويفرض نفسه كأفضل لاعب في العالم ويحصل على الكرة الذهبية الأوروبية، وفي نفس العام يخسر مع ناديه يوفينتوس نهائي دوري الأبطال الأوروبي أمام ريال مدريد· ؟ 13 يوليو 1998: نجوم منتخب فرنسا بقيادة زيدان ينزلون من سيارتهم الأوتوبيس إلى شارع الشانزلزيه وكان في استقبالهم أكثر من ستمائة ألف شخص· ؟14 يوليو 1998: جاك شيراك يسلم زين الدين زيدان وسام جوقة الشرف برتبة فارس· ؟ يونيو 2000: يفرض زيدان ايقاعه ويمنح فرنسا كأس الأمم الأوروبية· ؟ صيف 2001: صفقة القرن بانتقال زيدان إلى ريال مدريد نظير 75 مليون يورو· ؟ 6 أكتوبر 2001: فرنسا تلعب مباراة ودية مع منتخب الجزائر (مسقط رأس والدي زيدان)، ولأن المباراة غلب عليها الطابع السياسي فانها لم تنته، وكان هذا مبعث ألم وحزن وفشل لزيدان· ؟ 2002: زيدان أب لثالث مرة حيث أنجبت زوجته طفلهما الثالث ثيو· ؟ يونيه 2002: كأس العالم بكوريا واليابان حيث كان زيدان مصاباً وخرجت فرنسا من الدور الأول بعد الخسارة أمام الدانمارك· ؟ صيف 2004: خروج فرنسا من دور الثمانية في كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في البرتغال، منتخب فرنسا خرج على يد منتخب اليونان التي فازت بالبطولة بعد ذلك· ؟ 12 أغسطس 2004: اعتزال زيدان أول مرة بعد عشر سنوات من اللعب مع منتخب بلاده، وفي نفس العام قام بمد عقده مع ريال مدريد حتى عام ·2007 ؟ نهاية صيف 2005: عاد زيدان من الاعتزال الأول من أجل مساعدة منتخب بلاده للتأهل لمونديال المانيا ·2006 ؟ نهاية إبريل 2006: أعلن زيدان أنه سيعتزل اللعب نهائياً سواء مع ناديه ريال مدريد أو منتخب بلاده بمجرد انتهاء كأس العالم بألمانيا ·2006 على امتداد مشواره كلاعب وحتى اعتزاله الأخير بعد المباراة النهائية لمونديال ألمانيا 2006يوم 9 يوليو الماضي والتي جمعت منتخبي فرنسا وإيطاليا وانتهت بفوز إيطاليا بضربات الجزاء الترجيحية 5-3 بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والاضافي بالتعادل بهدف لكل منهما، حصل زيدان على 14 بطاقة حمراء أولها كانت في 18 سبتمبر 1993 عندما كان لاعباً في صفوف نادي بوردو وكان المنافس هو نادي أوليمبيك مارسيليا وكان زيزو يبلغ من العمر وقتها 21 عاماً· المباراة كانت في الدوري الفرنسي في اسبوعه التاسع، وحصل زيزو على الكارت الأحمر في الدقيقة 37 بعد أن وجه لكمة قوية إلى عين اللاعب مارسيل ديزايي الذي كان قد عرقله، أما أبرزها فكان الكارت الأحمر الذي ناله زيدان في مباراة السعودية، في مونديال فرنسا يوم 18 يونيه 1998 هي المباراة التي انتهت بفوز منتخب فرنسا 4-صفر في الدور الأول للبطولة عندما داس زيزو بقدميه على أحد لاعبي الفريق السعودي بعد عرقلة هذا اللاعب له· وأيضاً الكارت الأحمر الأخير في مونديال ألمانيا 1996 وهو آخر كارت أحمر وفي آخر مباراة له قبل اعتزاله اللعب نهائياً، عندما استسلم لاستفزاز شفوي من ماتيراتزي مدافع إيطاليا، ورد عليه بــ ''نطحه'' شهيرة في الدقيقة 110 من المباراة· ليس ملاكاً وزيدان الرجل الرزين المتواضع هو في نهاية الأمر لاعب كرة وانسان معرض للاستفزاز في أية مباراة، وكان من الطبيعي أن تصدر عنه بعض الاخطاء ولكن كثرة هذه الأخطاء (14كارتا أحمر) بالقياس إلى نظافة سجل نجوم كرة آخرين على امتداد مشوارهم الكروي، كانت هي النقطة السوداء الوحيدة في ثوب زيدان الناصع البياض بما يتحلى به من صفات إنسانية رائعة· ولسنا هنا بصدد التماس أعذار للنجم الكبير الذي كان يتعرض - بسبب نجوميته وموهبته ومهاراته العالية - للضرب ولمضايقات مدافعي الفرق المنافسة وكانت نتيجة ذلك انه كان رد فعله عنيفاً ومفاجئاً وغير متوقع بالمرة في أحيان كثيرة· وإذا كان التحكم في النفس والسيطرة عليها فضيلة لا غنى عنها بالنسبة لنجم فنان مثل زيزو، فإنه - للأسف الشديد - لم يكن يملك هذه الفضيلة دائماً· ويقول الكاتب: إن زيدان ليس ملاكاً على أية حال وتاريخه القديم يؤكد ذلك، فعلى سبيل المثال - وبينما كان يتدرب في مركز التدريب بنادي ''كان''، كثيراً ما كان يثور ويخرج عن شعوره ·· وفي السادسة عشرة من عمره وبينما كان يلعب مع الفريق الاحتياطي للنادي تعرض للعرقلة أكثر من مرة ولمضايقات كثيرة من لاعبي الفريق المنافس، فإذا به في إحدى المرات التي سقط فيها إثر تعرضه للعرقلة، يقدم ويوجه لكمة قوية للاعب الذي عرقله· وكانت نتيجة ذلك ايقافه لمدة أربع مباريات، بخلاف تعرضه للتوبيخ الشديد من جانب جي لاكومب الذي كان وقتها مديراً لمركز التدريب بالنادي· اعتراف بالذنب وهناك أيضاً حادث آخر أكثر خطورة وقع يوم 24 أكتوبر 2000 عندما كان لاعباً في صفوف يوفنتوس تورينو الذي كان يلعب وقتها مع فريق هامبورج في دوري الأبطال الأوروبي· في الدقيقة 25 من المباراة ارتكب المدافع يوشين كانيتز خطأ ضد زيدان، فما كان منه إلا أن وجه ضربة رأس قوية للاعب الالماني، ولكنه اعتذر أمام الجماهير معترفاً بذنبه وإن كان قد تعرض للإيقاف وقتها كما تعرض أيضاً لسيل من الانتقادات· ورغم كثرة الوقائع التي تدين زيدان وخاصة في رد فعله العنيف ضد من يستفزه سواء بالعرقلة أو الضرب، إلا أن المؤلف يلتمس الغدر لزيدان لكثرة ما يتلقاه من ضربات موجعة أحياناً، ولكنه يعترف مع ذلك بأن تلك هي ضريبة الشهرة التي يدفع ثمنها النجوم من نوعية زيدان ومارادونا وباجيو أصحاب المهارات الفنية العالية· نطحة ماتيراتزي ولأن هذا الكتاب قد طبع قبل انطلاق كأس العالم 2006 بألمانيا، فإنه كان من الطبيعي الا يتضمن واقعة اعتداء زيدان على مدافع إيطاليا ماتيراتزي في المباراة النهائية للمونديال وهو الاعتداء الذي ترتب عليه نيل زيزو للبطاقة الحمراء رقم 14 في مشواره الكروي· وكان هذا الطرد هو الأشهر في حياة زيدان الكروية والأخير أيضاً على اعتبار أن نهائي كأس العالم كان هو نفسه مباراة اعتزال زيدان للعب نهائياً سواء على مستوى المنتخب أو مع نادي ريال مدريد· نعم لم يتضمن الكتاب أية إشارة إلى نطحة زيدان لماتيراتزي، لأنه كان قد صدر قبل هذه الواقعة كما قلت، ولكنه قد يكون من المفيد هنا أن نضيف هذه الواقعة إلى سلسلة الوقائع التي ذكرها المؤلف للتدليل على أن النجم مهما بلغت درجة نجوميته وشهرته فإنه بأي حال ليس ملاكاً أو قديساً أو نبياً معصوماً من الخطأ، وإنما هو لاعب كرة قدم معرض بدرجات متفاوتة للخطأ وللخروج عن الشعور· وواقعة ''نطح'' زيدان لماتيراتزي التي شاهدها الآلاف في ستاد برلين الأوليمبي والملايين على شاشات التليفزيون، إنما تؤكد - بالاضافة إلى الــ 13 بطاقة حمراء الأخريات التي نالها على امتداد مشواره الكروي - أن زين الدين زيدان كان من نوعية اللاعبين الذين من السهل استفزازهم واخراجهم عن شعورهم·· ورغم ذلك - ولأنه نجم محبوب - فقد وجد تعاطفاً كبيراً من الكثيرين بخصوص هذه الواقعة وخاصة بعد أن ظهر على شاشات التليفزيون لكي يعتذر للجماهير وللأطفال الصغار بوجه خاص الذين يمثل لهم القدوة، ولكنه في الوقت نفسه أبداً لم يعتذر للاعب الايطالي ماتيراتزي الذي استفزه وسبه بأمه وأخته وهو ما اعتبره زيدان ذنباً لا يغتفر· وتفهم الكثيرون ما قاله نجمنا تفسيراً لما فعله، وفي مقدمة هؤلاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال: لا أقر ما فعله زيدان ولكنني أتفهمه جيداً· ولم يتردد جاك شيراك في استقبال زيدان وبقية نجوم المنتخب الفرنسي وجهازهم الفني في قصر الاليزيه غداة مباراة إيطاليا في نهائي المونديال· وحتى لا ننسى فقد عاقب الفيفا زيدان بالايقاف (كأن لم يكن لأن زيدان اعتزل اللعب نهائياً) وغرامة قدرها 7500 فرنك سويسري بينما عاقب مدافع إيطاليا ماتيراتزي بالايقاف مباراتين وغرامة قدرها خمسة آلاف فرنك فرنسي وستبقى واقعة الطرد هذه في مونديال المانيا ،2006 ومعها واقعة طرده في مباراة السعودية في مونديال فرنسا 1998 هما أشهر واقعتي طرد في حياته الكروية لأنهما - لسوء حظه - كانتا في أشهر بطولة كروية على وجه الأرض! مفارقة غريبة وباختصار شديد، يمكن القول إن مونديال المانيا كان من الممكن أن يكون هو الأفضل بالنسبة لنجمنا ''الأستاذ'' لولا هذه النطحة، لأنه كان نجماً متألقاً في أكثر من مباراة خلال المونديال حيث أجاد وتألق وسجل أمام إسبانيا في دور الــ ،16 وأجاد وأخرج مواهبه الكثيرة في مباراة البرازيل في دور الثمانية ومن بعدها مباراة البرتغال في الدور قبل النهائي· ولعل هذا هو السر في حصول زيدان على لقب أحسن لاعب في البطولة وحصوله على الكرة الذهبية التي يمنحها الفيفا لنجم نجوم كأس العالم سنوياً، لأن النتيجة يتم رصدها قبل المباراة النهائية وكان زيدان هو النجم الأول حتى ما قبل المباراة النهائية· وكانت تلك على أية حال مفارقة غريبة حيث تساءل الكثيرون: كيف يحصل لاعب على لقب أحسن لاعب في بطولة تعرض للطرد فيها؟· والاجابة هي ما ذكرته سلفاً· قالوا عن زيدان: ''مع زيدان كان منتخب فرنسا أكثر قدرة على الخلق والابداع ·· لقد كان نعم القدوة والمثل والنموذج لنا جميعاً ·· لقد أمضينا سوياً ومعنا كل نجوم جيلنا سنوات رائعة في صفوف المنتخب·· حقاً إن اعتزاله خسارة كبيرة وتعويضه في غاية الصعوبة لأنه مايسترو بحق''· كلود ماكيليلي نجم منتخب فرنسا ونادي تشيلسي الإنجليزي 30 سبتمبر 2006 جائزة أفضل لاعب في العالم 2006 مثلما كانت ''نطحة'' ماتيراتزي هي أسوأ ما في حياة زين الدين زيدان الكروية، كان ترشيحه للقب أفضل لاعب في العالم هو أجمل ما في حياة ''الاستاذ'' و''المايسترو'' وحامل لواء أسلوب السهل الممتنع· فقد اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' زيزو بين 30 لاعباً سيفوز أحدهم بلقب أحسن لاعب في العالم هذا العام ،2006 الإعلان عن الفائز بهذه الجائزة سيتم يوم 18 ديسمبر المقبل بمقر الفيفا بمدينة زيورخ· ولو حدث وحصل زيزو على هذه الجائزة فسيكون صاحب أجمل ختام لمشوار كروي لنجم عالمي تمتع بحب الملايين رغم كل زلاته وسقطاته وهفواته·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©