افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء الخميس الماضي وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، فعاليات أيام الشارقة الثقافية في كولون بجمهورية ألمانيا الاتحادية وسط حضور رسمي وجماهيري كبير، وتنظم هذه الفعاليات من قبل دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وتمتد خلال الفترة من 5 سبتمبر وحتى 5 أكتوبر 2014.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر إقامة الفعاليات في قاعة «فان هام» كل من الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخة نوار بنت أحمد بن سلطان القاسمي مسؤولة الاتصال والعلاقات العامة في مؤسسة الشارقة للفنون، وجمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى برلين وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعبدالله بن سلطان العويس رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، ومحمد عبيد الزعابي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة وعلي المري مدير عام دارة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للدراسات الخليجية، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام وعبد العزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام، وانجيلا بيكتجت نائب عمدة مدينة كولون والدكتور بيل رئيس الجناح السياسي في كولون وماركوس ايزنبيس مدير عام قاعة فان هام وفيرناندو فيرناندز قنصل أوستونيا.
وتعد مدينة كولون المدينة الألمانية السابعة التي تشهد استضافة أيام الشارقة الثقافية، وذلك حرصاً من إمارة الشارقة على توطيد أواصر المحبة وتعزيز مفهوم الالتقاء وتبادل الحوار الثقافي بين الشعوب والتعرف إليها وتعريفها بثقافة الإمارات وفنونها الأصيلة.
وتأتي أيام الشارقة الثقافية اليوم في مدينة كولون لما تتمتع به المدينة من اهتمام بالغ في مختلف الجوانب الثقافية والفنية والإنسانية على مدى التاريخ وحتى يومنا هذا.
واستهل الافتتاح بجولة لصاحب السمو حاكم الشارقة في أروقة مجموعة من المعارض الفنية والتراثية والتاريخية، ومتابعة جملة من العروض الموسيقية الشعبية التي تضيء المشهد الثقافي الزاخر في إمارة الشارقة، كما توجز تلك المعارض والبرامج الثقافية المختلفة التي تضمنتها الأيام الصورة المشرقة للإمارة كونها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، وعاصمة الثقافة العربية القادرة على تحقيق التواصل المعرفي الأمين والصادق مع مختلف شعوب بلدان العالم.
ففي معرض التراث اطلع سموه ومرافقوه على ورشة حية لبعض الحرف النسائية التراثية كالحناء والتلي وقرض البراقع، والخياطة والتطريز والمعروضات التراثية كالملابس والأزياء النسائية، وبعض الزخارف المصنوعة من الجبس والخشب ومعرض الأبواب القديمة لمباني ومساكن إمارة الشارقة، فضلا عن تقديم أنواع مختلفة من الأطعمة التقليدية الإماراتية للضيوف وعرض بعض الأواني المستخدمة قديما وعلى رأسها دلة القهوة رمز الكرم الإماراتي والعربي.
كما تفقد سموه معرض الفنون الذي اشتمل على مقتنيات تعرض لأول مرة في ألمانيا من المقتنيات الثمينة والنفيسة من معرض الخط العربي في العالم الإسلامي من مقتنيات دائرة الثقافة والإعلام، ونماذج من الأعمال الفنية التي تظهر مواكبة أبناء الدولة لكل الحركات الفنية المعاصرة، كما تؤكد المكانة المرموقة التي وصلوا إليها في خارطة الفن التشكيلي في العالم عن دراية واستحقاق.
واشتمل المعرض الفني أيضا على لوحات خطية وزخرفية أبدعها خطاطون إماراتيون وعرب، مستخدمين فيها قواعد الخطوط العربية الإسلامية الأصيلة، ومنفذة بأساليب فنية عصرية إلى جانب تقديم عرض حي لفن الخط العربي من قبل الفنان الإماراتي خالد الجلاف.
كما تضمنت الأيام الثقافية معرضا من تنظيم دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، يضم قسما تاريخيا يشتمل على 50 خريطة من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة من الخرائط التاريخية النادرة التي توثق لمنطقة الخليج العربي في أزمنة مبكرة وقديمة تقع مابين القرن الـ 16 والقرن الـ 19، فللخرائط أهمية جمالية مهمة إضافة لأهميتها التاريخية والجغرافية، ولقد تطور فن رسم الخرائط بالتركيز على الأساليب الفنية المختلفة والخلفيات التزيينية التي اتبعت في رسمها.
ومن خلال هذه المجموعة المنتقاة من مقتنيات حاكم الشارقة، يمكن ملاحظة إضافة للدلالات التاريخية والجغرافية واللمسات الفنية التي أضافتها أيدي من أبدعوا في رسمها، ما يكسبها أهمية جمالية تضاف لأهميتها التاريخية.
وضم جناح الدارة كذلك معرضاً خاصاً بمؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التاريخية والأدبية والتي ترجمت إلى العديد من اللغات.
وقدمت فرقة الشارقة للتراث الفني عروضاً من الموسيقى الشعبية التراثية المميزة بأنماطها القديمة، وآلاتها الشعبية الشهيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف ساحات ومنصات مدينة كولون.
ثم انتقل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ومرافقوه لزيارة قاعة باراثونيا التي احتضنت معرض الفنون المعاصرة، من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون ومقتنيات متحف الشارقة للفن المعاصر الذي يقام بمتابعة حثيثة من قبل الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، حيث اطلع سموه على قسم لبينالي الشارقة للفنون ومجموعة من إبداعات التشكيليين الإماراتيين والعرب من مختلف الأجيال، حيث أكدت الأعمال المعروضة من صور فوتوغرافية ومجسمات تركيبية ولوحات فنية تشكيلية، تطور الحركة الفنية الإماراتية المعاصرة التي باتت مواكبة للطرح البصري في مختلف أرجاء العالم المتقدم.
ويشكل المعرض علاقة ثقافية مهمة مع الآخر وخطابا مهما لتعريف المجتمع الأوروبي بهذا المجتمع الذي يشكل ثقلا مهما في الحفاظ على ثقافة الشعوب وتقديرها.
ورصدت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في هذا الإطار برنامجا ثقافيا متنوعا وموسعا لهذه الأيام الثقافية، سيركز على المنجز الثقافي الإماراتي وبما شهده من تطور وانفتاح خلال العقود الأربع الماضية.
(كولون - وام)
عدد اليوم
