الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدكتور الشريف: الصحيح في رياضة الإمارات لم يصل بعد!

الدكتور الشريف: الصحيح في رياضة الإمارات لم يصل بعد!
28 أكتوبر 2006 22:31
التنظيم كان مفتقداً طيلة الوقت ·· ومارسنا الرياضة بمفهوم استهلاكي! يقدمها - محمود الربيعي: عندما ذهبت للدكتور أحمد سعد الشريف الأمين العام لمجلس دبي الرياضي ·· كنت أحمل معي أفكاراً مسبقة عنه ·· كنت أعرف مثلاً أنه مهموم بقضايا الإدارة والتنظيم الرياضي بحكم ثقافته وتعليمه·· فهو قد نال شهادة الدكتوراه في الإدارة الرياضية· كانت تشغل فكري قضية النظرية والتطبيق ·· وكنت أريد أن أعرف عن قرب ماهيته ·· هل هو من هذا الصنف الأكاديمي الذي يطلق العنان للتنظير ·· أم أن هناك مساحة من فكره تعتني بالتطبيق· ؟ ترى ماهي أفكار الدكتور؟ ؟ هل وجوده كمحترف وكأمين عام لمجلس دبي الرياضي إلى جانب إخوانه سيعيد صياغة المفاهيم الرياضية في تلك الإمارة التي تنطلق على ظهر صاروخ نحو التنمية الشاملة ·· في مشهد يثير الدهشة والاستغراب معاً· ؟ هل من رياضة أخرى غير مألوفة إذن؟ ؟ هل ستنعكس الآية مثلاً ·· هل ستكون القفزة غير استثنائية هذه المرة ·· قفزة تنطلق من جذور جديدة فتدوم؟ ؟ هل أصبح لزاماً علينا أن ننتظر بعض الوقت لنرى؟ ؟؟ كانت الكلمة الأولى التي خرجت منه تقول: ''الصحيح في رياضة الإمارات لم نأخذه بعد''· ؟؟ ثم قال على وجه السرعة: ''بعد 30 سنة وهو عمر الدولة مازالت رياضة الإمارات للأسف مختزلة في كلمتين لا ثالث لهما والكلمتان هما - كرة القدم - ··؟! ؟؟ وواصل كلامه دون مقاطعة مني قائلاً: يا أخي العزيز لو كنا قد تعاملنا مع الرياضة بمفهومها الطبيعي كأداة لتقوية العقل والجسد والصحة واللياقة ·· لو كنا تعاملنا معها في - قطاع البطولة - كما هي منظومة الألعاب الأولمبية في تنوع رياضاتها ·· لكان حالنا غير الحال ·· ولكان من الممكن أن نحقق شيئاً نفتخر به لهذا الوطن!!''· ؟؟ هل يجوز مثلاً أن لا يكون عندنا اتحاد للجمباز! وهل لك أن تعلم أن مثل هذا الاتحاد موجود في دولة الكويت منذ عام 1964؟· ؟؟ من يقرر هذا الشيء·· وما هي الأولويات بالنسبة لنا؟ ؟؟ معلوم أن العملية الرياضية قائمة على ثلاثة أشياء تنطلق من القاعدة ذهاباً إلى القمة· ؟؟ ففي القاعدة يكون التنظيم وفي الوسط تكون المحركات إذا جاز التعبير والمحركات هي المال والإعلام والجمهور ·· كل ذلك من أجل الوصول إلى القمة المتمثلة في قطاع البطولة أو المنافسة على الألقاب· ؟؟ عندنا في الإمارات ومنذ البداية اختلت القاعدة ·· فلم يكن عملنا في يوم من الأيام قائماً على تنظيم ·· والتنظيم يعني الإدارة والفكر والتخطيط واستشراف المستقبل· ؟؟ نعم لم يكن لدينا تنظيم، في مقابل كانت لدينا المحركات وبوفرة ·· فالمال كان موجوداً ولايزال ·· والإعلام أظنه على أعلى مستوى ·· ولا أعتقد أن هناك دولة في العالم نالت مساندة من إعلامها الرياضي كما هو في الإمارات ·· لكن عندما تغيب القاعدة وهي ·· التنظيم ·· فلا مجال للأثر الكبير الذي من المفترض أن تلعبه المحركات وصولاً بالتالي إلى قطاع البطولة الذي هو ذروة العملية الرياضية ومفخرتها· رياضة استهلاكية على هذا النحو استمر العمل دونما وجود لفكر تنظيمي حقيقي·· وإذا وصلت الأمور لهذا الحد·· فالمخاض يكون حتى الموت(!) واعذرني على هذا التعبير· نحن نمارس الرياضة بمفهوم استهلاكي للأسف·· نفتقد ومنذ زمن للمهنية في العمل الرياضي (!)· وعندما سألته ماذا تقصد بالرياضة الاستهلاكية قال: أعني أننا في أغلب الأحيان نأخذ من الرياضة الجانب المظهري فقط·· نعم فنحن نعمل فيها من أجل الوصول لنقطة (ما) أو لتحقيق مصلحة (ما) ثم نغادر!! الشيخ حمدان والشيخ مانع ؟ على هذا النحو فنحن لم نحقق شيئاً ذا قيمة·· ألم نصل يوماً لنهائيات كأس العالم مثلاً؟ ؟؟ لا أنكر أننا مررنا بمراحل حققنا فيها طفرة لكنها دائماً تكون استثناء وليست قاعدة·· حتى على سبيل الشخصيات والقيادات·· فقد كانت هناك قيادات لها فكر بارز كان من الممكن أن نستغلها لتعزيز مفاهيم الطفرة أو استمرارها لكننا للأسف لم نفعل لأننا افتقدنا الجانب الفني في المجال الرياضي ولم نحقق الاستفادة المطلوبة· على سبيل المثال وليس الحصر من ينكر دور الشيخ مانع آل مكتوم في فترة من الفترات؟!·· لقد كان نادي النصر في عهده نموذجاً تستطيع أن تقيس عليه·· فهل استلهمنا فكره (؟!)· وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد كان عصر الشيخ حمدان بن زايد في اتحاد الكرة عصراً ذهبياً·· لقد حقق طفرة مع منتخب الإمارات·· فهل استفدنا حقيقة منه ومن فترته فيما بعد·· أيضاً للأسف لا·· لأننا وكما ذكرت لك نمارس الرياضة بمفهوم استهلاكي بحت (!)· ذات يوم سألني أحدهم عن النادي النموذجي في العصر الحاضر، ليس فقط على صعيد الإمارات بل على صعيد الوطن العربي·· لكنني لم أعرف الإجابة·· فقد ذهب ذهني بعيداً وقريباً لكنني لم أتوصل الى ناد معين يعمل بمفهوم نموذجي· المشكلة إذن في تعاطينا لأمورنا الرياضية ليست مشكلة إماراتية محلية·· بل هي مشكلة عربية وقومية! المؤسسة الضعيفة ؟ وعلى الفور سألته إذا كان هذا التوصيف صحيحاً·· وإذا كنا نمارس الرياضة بشكل خاطئ لا يعتمد ولا ينطلق فكيف حدث ذلك ومن هو المسؤول عنه (؟) ؟؟ إنها أخطاء المؤسسة الرياضية التي تحكم رياضة الإمارات·· إنها سلسلة من الأخطاء المتراكمة على مر السنين بسبب ضعف المؤسسة الرياضية الأعلى في البلد (!)· ؟ وماذا تفعل المؤسسة بلا مال·· وهل هناك برامج وخطط دون تمويل؟ ؟؟ المفاهيم أهم من الأموال·· فالمؤسسة الرياضية لم تؤد دورها كما يجب·· لأن فلسفة الرياضة في الأساس غير موجودة في قاموسها·· ليست هناك تصورات·· وليس هناك استشراف للأجيال القادمة·· وليس هناك تخطيط طويل ولا حتى قصيرالمدى (!) كنت في عام 1992 أعمل في اللجنة الأولمبية مع الشيخ بطي آل مكتوم وأيامها أعددنا مشروعاً حول واقع الحركة الرياضية في الإمارات وتكلفت الدراسة أكثر من مليون و 400 ألف درهم·· كنا نبحث في الأرضية التي نحن واقفون عليها·· والى أين نحن ذاهبون! للأسف هذا الجانب لم يستكمل ولم يتم على الرغم من المجهود ومن المهنية العالية التي أعد بها المشروع·· لقد ذهب مع الريح مثل غيره من المشاريع الأخرى·· ولو كنا قد استفدنا أيامها ربما كان هناك تغير في الحال·· يا سيدي نحن في حاجة لتخطيط استراتيجي للمرحلة القادمة·· فاليوم ليس لدينا أي مرجعية حتى للقيادات التي عملت منذ عام 1971 وحتى الآن! ؟ قاطعته قائلاً: لقد ذبحتنا أليس هناك شيء إيجابي تتوقف عنده؟ ؟؟ لا أنكر يا أخي أن هناك بعض المبادرات·· لكنها ما زالت مبادرات فردية·· والعمل الفردي تكون نتائجه وقتية سرعان ما تزول·· نحن في حاجة ماسة لنظام (Sestem) نعمل من خلاله كمؤسسات ونعمل من خلاله كأندية· لماذا هيمنت أميركا على المقدرات الرياضية العالمية في معظم الألعاب وبخاصة الأولمبية رغم المنافسة الشرسة من الآخرين·· لأنها تعمل وفق نظام معروف فيه دور كل قطاع من قطاعات المجتمع· مثلاً للمدارس الابتدائية دور ونظام·· وللمدارس الثانوية دور ونظام وللجامعة أيضاً وقد ربطوا ما بين النجاح الأكاديمي وبين ممارسة الرياضي تحت شعار يقول (No Pass No Play). وبعد ذلك يتحول اللاعب الى النظام الاحترافي بعد أن يمر على المدارس وعلى الجامعات·· وللعلم فالدول الأوروبية ليس عندها ''نظام'' متكامل كالنظام الأميركي·· ومن الطبيعي والحالي كذلك أن تكون الغلبة للأميركان· نحن كعرب لن يكتب لنا النجاح ولن نستطيع المنافسة العالمية طالما أننا نعمل بلا نظام·· وستبقى الإنجازات التي نحققها دائماً مرهونة بطفرات يصعب تكرارها في المستقبل (!)· ما العمل ؟ وكان طبيعياً وبعد كل ذلك أن أقول له وما العمل؟! ؟؟ أجاب قائلاً: لابد وأن يكون هناك أولويات أو مصالح عليا نتفق عليها، لازم يكون فيه قانون رياضي لا يمس· لابد وأن نعطي مقادير الرياضة لأهل العلم في هذا البلد سواء كانوا من أبناء البلد أو من غير أبناء البلد· نعم نحن في حاجة ماسة لأشخاص متجردين من عواطفهم لإعداد النموذج الأمثل لكي يقيموا لنا الواقع ويشرحوه ومن ثم بناء أهداف وقيم وبرامج واضحة تشارك فيها كل القطاعات، من القوات مسلحة، الشرطة، المدارس، ويكون الهدف هو تحقيق أفضل مستوى من الإنجاز الرياضي للدولة·· كما يجب أن يتجدد دور المكونات الرياضية من لجنة أولمبية·· لاتحادات، لأندية·· فكل قطاع من هذه القطاعات يستطيع أن يقدم خدمة وقيمة مضافة للنجاح·· وبالطبع لا يجب نسيان القطاع الخاص·· فمع مرور الوقت الرياضة ذاهبة لاقتصاد السوق بكل ما يحمل من معاني تبادل المنفعة وتقديم أفضل خدمة·· كل هذه المنظومة تصيغ لك النجاح في نهاية الأمر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©