الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللبان العربي·· دموع الأميرة أريج ودواء

اللبان العربي·· دموع الأميرة أريج ودواء
6 يناير 2008 00:48
لاتكاد البيوت الإماراتية تخلو منه، يضوع أريجه الروحاني الأخّاذ قبيل المغرب في أغلب البيوت، ويبدو دخانه الأبيض كحارس تنتخي به الجدات لحراسة الأبناء والأحفاد من الحسد والنوائب، وتتعدد استعمالاته ليصبح وقاية وعلاجاً· تروي أسطورة الشاعر الروماني (أوفيد) الذي توفي عام 17 بعد الميلاد، في كتابه (مسخ الكائنات) عن الأميرة الآشورية ''سميرنا''، كيف ابتلاها فينوس بحب أبيها ''سنيراس''، ففرت من عارها إلى ظفار، ومسخها ''زيوس'' شجرة لبان، وحتى تكفر عن ذنوبها فإن السكاكين سوف تتناوشها من كل صوب، وسيبكي جسدها وترصد دموعها في عذابها الأبدي بخوراً للآلهة· هذه الأسطورة الرومانية التي ذكرها الباحث الدكتور صباح أحمد جمال الدين تؤكد أن اللبان العربي من أقدم الأدوية المعروفة في العالم بعد أن ذكرته الأساطير اليونانية منذ ما قبل الميلاد بقرون· أصله وأنواعه اللبان العربي، اللبان الدكر، اللبان الشحري، الكندر وغيرها من الأسماء كلها تشير إلى شيء واحد إفراز طبيعي لشجرة اللبان البرية، يدعى باليونانية، وبالإنجليزية ، واسمه العلمي · وهو خليط متجانس من الراتنج والصمغ وزيت طيار تفرزه شجرة اللبان التي تنمو في عمان واليمن· ويقسم إلى أربعة أنواع حسب مناطق نموه؛ فهناك اللبان الشحري الذي تنمو أشجاره في الأجزاء الشرقية من منطقة ظفار، واللبان ''النجدي'' الذي يلي الحوجري في الجودة وتنمو أشجاره في منطقة ''نجد'' الواقعة الى الشمال من مرتفعات ظفار الوسطى، ثم اللبان ''الشزري''، يليه النوع الذي ينمو على جبال القراء الممتدة وراء ساحل ظفار وهو نوع جيد· والغريب أن أردأ أنواع اللبان هو الذي ينمو في الوسط ما بين النجدي والشرزي ويسمى اللبان ''الشعبي'' وتنمو أشجاره قرب ساحل ظفار· وبالرغم من وجود شجرته في بعض المناطق الأخرى من اليمن والقرن الأفريقي إلا أن أفضل اللبان هو ما تنتجه محافظة ظفار العمانية بسبب تضافر الظروف الطبيعية والطقس الجيد لنمو اللبان في تلك المناطق· منافع قديمة ذكره ابن سينا في كتبه وإن كان لم يشر إلى فوائده العلاجية، بينما قال عنه داوود الانطاكي في تذكرته إنه يجبس الدم خصوصاً قشره، ويجلو القروح ويصفي الصوت وينقي البلغم ويقطع الرائحة الكريهة وعسر النفس والسعال والربو مع الصمغ، وضعف المعدة والرياح الغليظة ورطوبات الرأس والنسيان وسوء الفهم إذا خلط بالعسل أو السكر فُطوراً· ويخرج ما في العظام من برد مزمن إذا شرب بالزيت والعسل، ودخانه يطرد الهوام ويصلح الهواء والوباء والوخم، وقشوره أبلغ في قطع النزف وتقوية المعدة، وكذا مسحوقه في الجراح، وقطرات منه في الأذن، وثمر شجره الشبيه بحب الآس يزيل الدوسنتاريا· وقال ابن البيطار: ''الكندر يقبض ويسخن ويجلو ظلمة البصر، يملأ القروح العتيقة ويدمعها، ويلزق الجراحات الطرية ويدملها، ويقطع نزف الدم من أي موضع كان· يمنع القروح التي في المعدة وفي سائر الأعضاء· إذا خلط بالعسل أبرأ الحروق، يحرق البلغم وينشف رطوبات الصدر ويقوي المعدة الضعيفة ويسخنها· الكندر يهضم الطعام ويطرد الريح· وقد استخدمه قدماء المصريون دهاناً خارجياً مسكناً للصداع والروماتزم والاكزيما وتعفن الحروق ولآلام المفاصل ولإزالة تجاعيد الوجه· وصفات شعبية ومن الوصفات الشعبية السائدة في استعمال اللبان العربي استعماله مع العسل أو السكر لضعف المعدة والرياح ورطوبة الرأس والنسيان، كما يستعمل لعلاج السعال عند الأطفال حيث ينقع منه ملء ملعقة صغيرة ليلاً مع كوب ماء ثم يعطى نصفه للطفل صباحاً· ويستخدم منقوعة في الماء الدافئ ويشرب منه ما يعادل فنجان قهوة صباحاً على الريق وآخر في المساء عند النوم، وذلك لعلاج حالات كثيرة مثل السعال وضعف المعدة وإزالة البلغم وآلام الروماتزم· وإذا خلط مع زيت الزيتون أو السمسم يزيل آلام الأذن، ومع زبيب الجبل والزعتر يعالج ثقل اللسان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©