السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكاء طفلك··· ينميه اللعب

ذكاء طفلك··· ينميه اللعب
28 أكتوبر 2006 23:37
موزة خميس: = الدكتورة سامية وديع، أخصائية الطب النفسي، تؤكد أن ذاكرة الطفل في البداية تكون ذات طبيعة حسية مشخصة، فهو يتذكر الخبرات التي تعطى له بصورة محسوسة، وعلى شكل أدوات أو مواد واقعية يمكن التعامل معها عبر الحواس· لذلك لو عرضنا أمام الطفل أدوات وصورا مشخصة وكلمات مجردة، وطلبنا منه بعد عرضها مباشرة أن يذكر ما حفظه منها، سنجد أنه يذكر الأشياء والصور والأسماء المشخصة أكثر من تذكره للأعداد والكلمات المجردة، وهذا هو السبب في أن طفل المدرسة الابتدائية، لاسيما في السنوات الأربع الأولى، يستطيع الاحتفاظ بالخبرات التي اكتسبها عن طريق الحواس· ويظل تذكر المادة المحسوسة مسيطرا خلال المرحلة الابتدائية بأكملها ولا يزداد مردود تذكر الكلمات التي تحمل معنى مجرداً إلا في المرحلة المتوسطة· من هنا، ينصح في هذه المرحلة باعتماد طرق التدريس على استخدام الوسائل الحسية والممارسة العملية المشخصة حتى تكون الخبرات واضحة وأكثر ثباتا في الذهن· الذكاء واللعب هناك العديد من الأنشطة التي تؤدي إلى تنمية ذكاء الطفل وذاكرته، وتساعده على التفكير العلمي المنظم، والفطنة، وسرعة البديهة، والقدرة على الابتكار· ويأتي اللعب على رأس هذه الأنشطة· ويعتبر اللعب التخيلي من الوسائل التي تنشط ذكاء الطفل وتكسبه القدرة على التوافق مع الآخرين· فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق، كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق الاجتماعي، وهم بشكل عام يمتلكون عدة قدرات إبداعية، ما يعني أن على الآباء والأمهات الاهتمام بهذا الجانب ومراعاته عند اختيار ألعاب الطفل، فألعاب تنمية الخيال والألعاب التي تتطلب استخدام مهارات التركيز والانتباه والاستنباط والاستدلال والحذر والمباغتة وإيجاد البدائل لحالات افتراضية متعددة هي الألعاب التي تساهم في تنمية ذكاء الطفل· ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع من اللعب· لكن الأمر لا يقف عند حد اللعب بالألعاب الإلكترونية، فهناك الألعاب الشعبية التي تلعب دوراً واضحاً في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل، لما توفره من إشباع للرغبات النفسية والاجتماعية لدى الطفل، فضلاً عن أنه يتعود من خلالها على التعاون ويتعلم قيمة العمل الجماعي، ناهيك عن أنها تنشط قدراته العقلية بما تتطلبه من الاحتراس والتنبيه والتفكير· الكتاب العلمي يعد التفكير العلمي لدى الطفل أحد المؤشرات على مستوى ذكائه ونوعيته· ولا شك في أن الكتاب العلمي يساعد على تنمية هذا الذكاء، لأنه يقوم بتقديم المعلومات العلمية له مما يعوده على التفكير المنظم، وبالتالي يكتسب مهارة التفكير العلمي الذي يساهم بالتالي في تنمية الذكاء والابتكار، ويؤدي إلى تطوير القدرة العقلية للطفل· ويمكن للكتاب العلمي الخاص بطفل المدرسة الابتدائية أن يعالج مفاهيم علمية عديدة تتناسب مع مرحلة الطفولة، وأن يحفز الطفل على التفكير العلمي خاصة إذا قام بإجراء التجارب العلمية البسيطة بنفسه· والكتاب العلمي إلى ذلك، وسيلة يتذوق الطفل من خلالها بعض المفاهيم العلمية وأساليب التفكير الصحيحة والسليمة، كما أنه ينمي الاتجاهات الإيجابية للطفل نحو العلم والعلماء· ولكي يقوم الكتاب بهذا الدور ينبغي أن يكون إخراجه جميلاً وجيداً، تتوفر فيه الجماليات الفنية والعناصر الجاذبة لكي لا يمل منه الطفل· فالكتاب الجميل يساعد كثيراً في تفاعل الطفل مع المعلومات وحفظها وتذكرها وكلها تعتبر من القدرات العقلية· ويربي لدى الطفل نوعاً من الحساسية الجمالية وتذوق الجمال الموجود في الأشياء التي تحيط به· تربية الخيال الخيال والتخيل من أبرز خصائص الطفولة· ولتربية الخيال عند الطفل أهمية تربوية بالغة، ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال سرد القصص الخرافية المنطوية على مضامين أخلاقية إيجابية، على أن تكون سهلة المعنى وأن تثير اهتمام الطفل، وتداعب مشاعره المرهفة الرقيقة· وتمارس القصص العلمية الخيالية دوراً كبيراً في تنمية خيال الطفل، لأنها بمثابة البذرة التي تجهز عقل الطفل للاختراع والابتكار· بيد أن مثل هذه القصص لا ينبغي أن تقدم للطفل على علاتها ومن دون تمحيص، بل ينبغي على الوالدين أولا قراءتها والاطلاع على مضمونها لتقدير مدى صلاحيتها لطفلهما حتى لا تنعكس سلباً على ذكائه· فقصص مثل سوبرمان والرجل الأخضر وطرزان تلجأ إلى غرس فهم خاطئ ومخالف لطبيعة البشر، مما يوجد لدى الطفل فهماً خاطئاً لمجتمعه وللمجتمعات الأخرى، وربما ساهمت في استثارة دوافع التعصب والعدوانية لديه· التفاعل مع الآخرين يكتسب الطفل مهارات وقدرات كثيرة من خلال التواصل والتفاعل مع الآخرين، مما يسهم بشكل إيجابي في تطوير ذاكرته وتنمية ذكائه· ومن هنا تنبع خطورة قضاء وقت طويل في اللعب بألعاب الكمبيوتر، فالطفل الذي يلعب بألعاب الكمبيوتر أكثر من اللازم لا يجد الوقت الكافي للقيام بالأنشطة الأخرى الضرورية لبنائه الاجتماعي والفكري والعاطفي والمتمثلة في اللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة· أضف إلى ذلك أن هذا قد يؤدي إلى السمنة المفرطة على المدى الطويل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©