الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغامرون.. «فوق القمة»

مغامرون.. «فوق القمة»
27 فبراير 2016 14:07
هناء الحمادي (أبوظبي) «هايكنج الإمارات».. فريق يعشق المغامرات، يشق طريقه نحو النجاح، سلك الكثير من الأودية والجبال الشاهقة والمنحدرات، شقوا بين الصخور طريقاً ممهداً، وخطاهم تعرف طريقها إلى زيارة المناطق الجميلة في دولة الإمارات، مؤكدين قدرتهم على توظيف وتسخير الطبيعة من خلال ممارسة رياضة «المسير الجبلي». الفريق يتكوّن من مجموعة طاقات رياضية موهوبة، اجتمعت على حب رياضة المسير الجبلي، تطمح خلال رحلات ومغامرات إلى نشر ثقافة «المسير الجبلي» في دولة الإمارات، حتى توازي الرياضات الأخرى من حيث إقبال الناس عليها، والاهتمام بتفعيل وتطوير دورها. مؤسس المجموعة.. المغامر العالمي سعيد المعمري، وهو أول إمارتي تسلق قمة «إيفرست» وأعلى قمم في قارات العالم السبع، ووصل لمركز الكرة الأرضية الدرجة 90 في القطب الشمالي والقطب الجنوبي بالتزلج، وحصل على لقب «المكتشف العالمي». وتضم طاقات موهوبة في مجال الاستكشاف، كالرحالة الإماراتية هدى زويد، وهدف المجموعة توعية المجتمع بفوائد المسير الجبلي على الصحة وبناء الشخصية وربط الأجيال بماضي الأجداد وتشجيع السياحة الداخلية، من خلال تنظيم رحلات في مناطق عدة، منها وادي حتا في دبي، وادي شوكة وجبل جيس في رأس الخيمة، وجبال الفجيرة. عن هذه الرياضة يقول المغامر سعيد المعمري إن المسير الجبلي رياضة ممتعة، تتطلب لياقة بدنية جيدة، ولها الكثير من الأبعاد التاريخية والتراثية والاجتماعية، وهي رياضة مليئة بالتأمل، وهو تأمل مستوحى من البيئة والطبيعة ومن غرابة المكان، وظروف الطريق، وتحدي الصعود، وبعضاً من المغامرة، لذا فإن التأمل فيها يكون أعمق والمشاعر التي تنتاب الإنسان فيها مشاعر جديدة تتأثر بالمكان وظروفه، مما يجعلها رياضة فريدة وتبقى ذكرياتها زمناً طويلاً، وهي رياضة تجعل الإنسان محباً للطبيعة، وصديقاً للبيئة، فمن أسس ممارستها عدم رمي النفايات، أو الإضرار بالبيئة. ويضيف: «الهايكنج» رياضة تجعلنا نتأمل الحاضر والماضي مع كل المشاركين في الفريق، فخلال هذه الجولة كثيراً ما يتعرف الجميع على الجهد الذي كان الأجداد يبذلونه، وكيفية تحملهم لظروف الحياة والسفر، كما أن السير في هذه الممرات والمنحدرات والجبال يعطي صورة عن صحتهم ولياقتهم التي تمكنهم من تكرار المشي، والصعود في الممرات المرتفعة، فقد كانت هذه طريقتهم للسفر والتنقل. جائزة الوصول وأشار إلى أن ما يميز الفريق أنه كثيراً ما تكون نهاية رحلات المسير الجبلي «جائزة» مثل الوصول إلى معلم فريد في منطقة نائية، أو قمة عالية، وهو ما يجعل للمغامرة طعماً، ويضيف حافزاً لإكمال الطريق، مؤكداً أن الفريق دائماً ما تكون مغامراته وتنقلاته في مناطق بعيدة وعادة بين منطقتين محسوبتين، في الأول مستقر ومنطلق، وفي الثانية هدف ومكان آمن، وبينهما مسافة لابد من قطعها في وقت محدد. أما هدى زويد الرحالة والمغامرة الإماراتية والمنسقة الإعلامية للفريق فتعد أحد أهم العناصر النسائية المشاركة مع «هايكنج» ومن الفتيات المتميزات والمبدعات في مجال المسير الجبلي، فروح التحدي والإنجاز كان الحافز الدائم لها في حياتها، لذلك منذ انطلاق الفريق في رحلاته كانت من أولى المشاركات. وعن تجربتها الأولى لانطلاق المسير الجبلي مع الفريق تقول: انطلاقتنا الأولى باتجاه وادي الشوكة، وهي منطقة جميلة تابعة لإمارة رأس الخيمة، وكان عدد المشاركين في الفريق ما يقارب 40 مشاركاً، وكان هناك أصغر مشارك عمره 11 عاماً وأكبرهم 60 عاماً، وكان شعار هذا المسير «خليجنا واحد»، فقد شارك الكثير من أبناء دول مجلس التعاون مع الفريق، وسط تعارف الجميع واكتساب الخبرة من قائد الفريق المغامر سعيد المعمري. وأضافت: خلال التجول في وادي الشوكة انقسم الفريق إلى مجموعات وكل مجموعة تضم أحد القادة، الذي يحدد اتجاه المسير ويتخلل ذلك الانعطاف على القرى الموجودة بالمنطقة والمزارع الزراعية التي كان يعمل بها أهل المنطقة، ويتخلل ذلك فترة استراحة، وفي هذه الرحلة استطاع الكثير من المشاركين التأقلم مع الأجواء الجميلة بالمنطقة من حيث الهواء العليل وبركة الماء التي استمتع الجميع بها والتقطوا الصور التذكارية كفريق مشارك في هذا المسير. الوصول للقمة أما المسير الجبلي الثاني، فكان همه وفقاً لما ذكرته المغامرة هدى.. الوصول إلى قمة «جيس» أعلى جبل في دولة الإمارات، التي يبلغ ارتفاعها 1.900 متر فوق سطح البحر في شمال رأس الخيمة، ويبعد عن المدينة نحو 25 كيلومتراً تقريباً، ويصل ارتفاع أعلى نقطة فيه إلى 350 متراً، وهذا المسير تم ربطه مع مناسبة عزيزة على قلوب أهل الإمارات، وهي الاحتفال باليوم الوطني الـ44 لاتحاد دولة الإمارات، وقد بلغ عدد المشاركين فيها 44 إماراتياً. وتقول : نجح الفريق في الوصول إلى أعلى قمة جبل جيس، بمشاركة عدد من الشخصيات وبدعم من جهات ساهمت في نجاح هذا المسير الجبلي للفريق، الذي كان هدفه إضافة رياضة المسير الجبلي في الدولة، وتعريف الجميع بأهمية هذه الرياضة التي لها الكثير من الفوائد من حيث الاعتماد على الذات وتصفية النفس بالتأمل في مكونات الطبيعة، وكسر قيود حياة المدينة والابتعاد عن الضوضاء والازدحام، وزيادة التركيز والانتباه والتوازن، وربط جيل اليوم بحياة الآباء والأجداد في طريقة معيشتهم وحياتهم أيام زمان، وبلغ المسير الجبلي في هذه الرحلة من السفح إلى القمة ما يقارب من «4 إلى 5» ساعات. ولفتت إلى أن حب المغامرة وصعود القمة دائماً ما يشغل تفكير الفريق، وهذا ما بدا واضحاً خلال الرحلة الثالثة المليئة بالإثارة إلى «وادي حتا» الموجود في منطقة حتا التي تشتهر بالجبال الشاهقة وخلال المسير بمرافقة 20 مشاركاً، تعرفوا على المنطقة بأكملها من حيث حياة أهل المنطقة والمناطق الجميلة فيها، مبينة أنه خلال المسير الجبلي يتخلل ذلك الكثير من الدروس النظرية والعملية وكيفية الاعتماد على النفس من نصب الخيم والتعاون الجماعي وإشعال النار، أما الأمور التي يجب مراعاتها في التخييم، فهي تعتمد على نظافة الخيمة، ونظافة المكان الذي يتم التخييم فيه، للحفاظ على نظافة البيئة، مع الانتباه للنار ومراعاة خمدها في حالة النوم، ودائماً يكون شعار أعضاء الفريق دائماً تذكر أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين. احتياجات ? خريطة أو دليل يعرف الطريق. ? عنصر الأمان واتباع تعليمات السلامة والبقاء مع المجموعة مهم جداً، فبعض المسارات تمر على مناطق وعرة. ? توفير كميات كافية من الماء والطعام حسب الحاجة. ? ضرورة التخطيط الجيد للوصول إلى المكان المناسب قبل حلول الظلام أو نفاد الماء. ? الأرض: تكون مستوية ويفضل ترابية ? الموقع: محمي من الرياح ومشمس بعيد عن الأماكن الخطرة. ? يفضل أن يكون قريباً من منطقة خدمات ? يفضل أن يكون المكان قريباً من مصدر للماء. ? توافر عدة للإسعافات الأولية. ? بوصلة، خريطة للمكان، مؤنة غذائية، كاميرا للتوثيق. فوائد التخييم ? يعزز التخييم التواصل مع المحيطين بكل بساطة. ? متعة الانطلاق نحو الطبيعة وتجربة العيش بأحضانها والهروب من التلوث والضوضاء والازدحام. ? تصفية النفس بالتأمل في مكونات الطبيعة ومشاهدتها عن قريب والإحساس بقدرة الخالق. ? الاستطلاع والاستكشاف وروح المغامرة. ? تدريب الشخص على كيفية التعاون مع المحيطين، والتفاعل بروح الفريق ليحصل على أفضل نتائج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©