الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجربة شخصية:مواجهة ليلية مع أسلحة الدمار الشامل

تجربة شخصية:مواجهة ليلية مع أسلحة الدمار الشامل
28 أكتوبر 2006 23:40
عـادل علـي إنها ليلة جديدة من ليالي المواجهة مع أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها محور الشر· وهذا المحور هو غير ذاك الذي يتحدث عنه سيّد البيت الأبيض ومحيطه الممتد من جزيرة مانهاتن إلى زاروب التمليص البيروتي· المهم ستحتدم المواجهة، على الرغم من كل الاحتياطات المسبقة· فأحدهم نصح بالتقليل من نسبة الكافيين في الدم، وقد التزم الأخ حمزة، ضابط إيقاع طلبات الزملاء، بتحديد نسل فناجين القهوة· نصيحة أثمن جاءت من زميلة بضرورة تخفيض عدد السجائر··· من باب الكراهية للفافة المشتعلة وليس حرصا على الصحة المحترقة· ما علينا· فقد حلفت عليها بالثلاثة· على السيجارة طبعا وليس على الزميلة· أزفت الساعة· إنها بعد منتصف الليل بقليل، ولا بد من ''قرار'' بالنوم فتلك سنّة الحياة، ومن أجل ذلك خلق الله النهار والليل· تحت غطاء الظلمة التامة المقصودة تبدأ المناوشات الأولى مع الغطاء / اللحاف· يبدو، دون أن تؤكد ذلك مصادر ال ''سي· آي· إيه''، أن لحافي هو خلية غير نائمة في ''القاعدة''· تتقلب يمنة فينسحب اللحاف يسارا، تتجه إلى ناحيته فينزلق في عملية إلتفافية إلى اليمن، تحاول اخضاعه فتضيع معالمه في مجاهل تورا بورا· وعلى طريقة ملاحقة القوات الأميركية لأبن لادن ورفيقه الظواهري، تحاول محاصرة أطرافه فيبدو أنه لان واستكان لتكتشف بعد برهة أنه أصبح شيئا أقرب الى خريطة الطريق التي يخوض بين خطوطها وخيوطها الرئيس عباس· تنتفض لتعديل الخريطة، فتجد نفسك في مواجهة كيس ملاكمة، سرعان ما يتكور على نفسه ليصبح جاهزا لاستخدامات زيدان وخصومه الطلاينة· هنا تعلن قبولك بخسارة الجولة الأولى من المواجهة، وتلتزم هدنة غير معلنة· تضيء النور لتعود إلى الكتاب المنتظر بجانب السرير· بعد مرور وقت غير قصير تجد أن الأحداث المشوقة في رواية توني بارسونز الجديدة ''حكايات يمكن روايتها'' قد سرقت ''النوم من عيوني'' كما تقول فيروز· تقرر اللجوء إلى أحداث أقل تشويقا، فتغرق بمتابعة سير أدهم وجبل ورفاعة وقاسم، في استعادة ثانية وربما ثالثة لرواية ''أولاد حارتنا'' المحفوظية· بعد نصف ساعة تجد أن الحارة المصرية تبث نسبة ''صحيان'' أعلى مما تبثه تجاذبات الحياة اليومية في متفرعات ''أوكسفورد ستريت'' اللندني· تغلق الكتاب على الحارة لتفتح كتابا تظنه يبعث على القهر وبالتالي يؤدي إلى النوم على جري العادة العربية، فتجد أن ''خطة المعركة'' لبوب وودوارد قد جعلتك مستنفرا لتصد أخطار أسلحة دمار شامل كانت وهمية عند الأميركيين لكنها حقيقية في عقر سريرك· إنها خسارة ثانية إذن· فلننطلق إلى جولة جديدة، هذه المرة تكون مع الموسيقى باعتبارها العلاج كما يقول علماء النفس حتى لا نقول أطباءها· تقرر أن الحركات الرائقة من أوبرا ''غالا'' لفيردي ذات مفعول سحري، لكن وبيسر تكتشف أن مفاعيل مساحيق التنظيف أكثر فعالية في إزالة البقع من مفعول فيردي في تنظيف جينات النوم· تنتقل إلى ساحرة الستينات فيرا لين لتستمع إليها وهي تشكر من يعنيه الأمر على الموسيقى· نعم شكرا على الموسيقى التي تحول سريرك إلى موقد لما كان وما سيكون··· فتستزيد من موسيقى نجوم حي هارلم النيويوركي آرتي شو، وبيني جودمان، وتشارلي باركر، حينما كانت شوارع ذلك الحي تنفخ في قلوب العشاق موسيقى الجاز، قبل أن تحتلها عصابات المخدرات وموسيقى الراب· تبدو ملامح الهزيمة الكاملة بانتظارك، فتقرر مغادرة الموسيقى التي اخترتها إلى موسيقى تختارها اذاعة ''أف· أم'' في أبوظبي لم أكتشف إسمها حتى الآن· تفتح الراديو لتجد أم كلثوم تصدح ''عودت عيني على رؤياك''· الله يا ست· ملعون أبو الأرق، فما أطال النوم عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر· تنتهي أم كلثوم وأنت معها، فما يطول الأمر حتى يعلن المنبه موعدك اليومي مع نهار جديد··· نهايته· في خضم هذه المعركة اليومية يؤرقني سؤال: إذا كان هذا المرض يسمى الأرق، فمذا يسمى المصاب به: ''المتأرّق'' أم ''المأروق''؟· من يخمد هذا الأرق اللغوي؟·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©