كل ما فعلته أنني أحببت كرة القدم، ليبتسم لي القدر في تفاصيل مشواري كافة، فقد نشأت في قرية جبلية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 1000 نسمة، هناك بالقرب من نافارا، والمفارقة أنني عثرت على أطفال مثلي يعشقون كرة القدم، كان هناك عائق واحد، وهو رغبة أمي الدائمة في أن تراني في البيت أو المدرسة وليس في أي مكان آخر.
أبي أنقذ حلم طفولتي، فقد أخذني إلى أكاديميات كرة القدم قبل أن أتجاوز السابعة، أخي كان لاعباً، مما يؤكد أن حلم أبي كان كروياً، فيما كان طموح أمي دراسياً، وفي نهاية المطاف انتصر حلم الأب، في العاشرة من عمري ذهبت إلى أوساسونا، وهذه خطوة أخرى تؤكد أنني لاعب محظوظ، فقد ذهبت إلى المكان الأفضل لتدريب الحالمين بأن يصبحوا نجوماً، لقد تخرج من هناك راؤول جارسيا، ومونريال، وميرينو، وغيرهم من النجوم.
ثم أتت الخطوة الأهم في مسيرتي وهي تمسك بيلباو بالتعاقد معي مقابل 6 ملايين يورو، على الرغم من أنني لم أكن قد تجاوزت 17 عاماً، ولم يسبق لي اللعب لأي فريق في الدوري الإسباني «الليجا»، لقد كانت مغامرة من إدارة بيلباو، بل هو القدر الذي ظل يبتسم لي طوال مسيرتي، والمفارقة أن بيلياو الذي لم يهبط أبداً إلى دوري الدرجة الثانية كان يمر بواحدة من أسوأ فتراته، فما كان من أخي ألفارو وهو الأكثر تأثيراً في مسيرتي إلا أن نصحني، تلك النصيحة لا زلت أحملها في عقلي وقلبي، قال لي: لا تنظر إلى كرة القدم باعتبارها عملاً ومهنة، بل حاول دائماً أن تسأل نفسك عقب المباريات، هل استمتعت اليوم؟
في صيف 2012 رحلت إلى نادي بايرن ميونيخ مقابل 40 مليون يورو، لقد كان حلماً تحول إلى حقيقة، رفضت عروضاً أعلى مالياً من أجل البايرن، فما كان من العملاق البافاري إلا أن منحني كل شيء، لقد حصلت معه على 13 بطولة هي كل رصيدي في عالم الساحرة، واكتمل المجد والفخر بقميص المنتخب، فقد حصلت على المونديال وأمم أوروبا.
عدد اليوم
