الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: ربط العملات بالدولار «شر لا بد منه»

محللون: ربط العملات بالدولار «شر لا بد منه»
21 أغسطس 2011 23:41
بعد خفض وكالة “ستاندرد آند بورز” لتصنيف ديون الولايات المتحدة، ذكر بعض الخبراء أنه بمقدور أميركا تسديد ما عليها من ديون، حيث بإمكانها طبع ما تحتاجه من الأموال. وحال حدوث ذلك يتذرع الناس بزيمبابوي بتجاوز الحد القانوني في طبع النقود لتفادي ارتفاع معدل التضخم. لكن لم تعد زيمبابوي تعاني ارتفاع معدلات التضخم الكبيرة، حيث لم يتجاوز متوسطه سوى 5,5% في العام الحالي. وتمكنت الدولة الأفريقية الفقيرة من تحقيق ذلك من خلال تبني الدولار الأميركي كعملة رئيسة لها. ويقول جون شيمبرس، الخبير في وكالة “ستاندرد آند بورز”،: “ربما تفقد أميركا تصنيفها عند (إيه إيه إيه)، لكن الدولار الذي تصدره سيظل عملة الاحتياطي العالمي الرئيسة تحت كل الظروف المعقولة”. ووفقاً لآخر إحصائيات صندوق النقد الدولي، تعتبر زيمبابوي واحدة من ضمن 66 دولة بالإضافة إلى أميركا نفسها تتبنى الدولار عملة قانونية، أو تربط عملاتها به أو تقيس سعر صرفها عليه. ولا يتعدى نفوذ اليورو المنافس الوحيد للدولار في الوقت الراهن سوى محيط محدود للغاية، حيث يعتبر العملة الموحدة لدول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 25 دولة، تبنت استخدامه 17 دولة تمثل منطقة اليورو نفسها. ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول التي تتبنى الدولار ككل نحو 9 تريليونات دولار أو ما يعادل 14% من جملة الاقتصاد العالمي. وتتضمن القائمة دولا صغيرة مثل “أس تي كيتس” و”نيفيز” ودول مأهولة بالسكان مثل بنجلاديش ودول ذات قوة اقتصادية متوسطة مثل المملكة العربية السعودية. كما تتألف المجموعة من حلفاء مثل قطر وأعداء مثل فنزويلا التي تعبر دوماً عن عدم رضائها عن الإمبريالية الأميركية، حتى وهي تسلم سيادتها النقدية لـ”الاحتياطي الفيدرالي” (البنك المركزي الأميركي). ولا تسير الأمور كلها كما ينبغي في كتلة الدولار، حيث بلغ متوسط التضخم في هذه الدول في العام الماضي نحو 5,6% دون قياسه بالناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات تشير إلى تجاوز هذه النسبة لما يقارب 8% في العام الحالي. والصين هي أكبر دولة تربط عملتها اليوان بالدولار، لكنها تقيد تحركاته مقابل العملة الأميركية. وتطمح الصين في إنشاء عملة احتياطي خاصة بها. كما أبدت بالفعل العديد من الدول زيادة اهتمامها باليوان لأنه ليس في مقدورها فقدان القوة التنافسية ضد دولة تتميز بصادرات ضخمة مثل الصين. ويشير تحليل أعده ثلاثة اقتصاديين في “المعهد الوطني للسياسة والمالية العامة” في مدينة دلهي، إلى أن لليوان تأثير قوي على ما لا يقل عن 33 عملة. وتعتبر هونج كونج محصورة بين كتلة الدولار وكتلة اليوان المزعومة، حيث أظهر ارتباطها بالدولار جدارته عندما ارتبط اليوان هو الآخر بالدولار. لكن في حالة فك اليوان ارتباطه بالدولار، تشعر هونج كونج بالانشطار في اتجاهين مختلفين. وينادي البعض بالاعتراف باليوان عملة رسمية إلى جانب دولار هونج كونج، لكن لا يرغب المسؤولون في هونج كونج بالحديث عن هذه القضية برمتها. ويتخوفون من أن الحديث عن بدائل للدولار ربما يقود إلى تقويض الثقة فيه. ويقول نورمان شان مدير “هيئة النقد” في هونج كونج، إن “الربط بالدولار خدم البلاد بصورة كبيرة حيث أصبح بمثابة الدعامة التي ارتكز عليها الاستقرار المالي والنقدي منذ عام 1983”. ولا يمكن افتراض مثل هذا الولاء للدولار حتى في أكثر البلدان التي تستحقه. وتساءلت صحيفة “نيوز داي” الزيمبابوية عما إذا كان الوقت قد حان للتخلي عن الارتباط بالدولار خوفاً من جلبه لظاهرة إهمال أميركا لاقتصادها الكلي. نقلاً عن “ذي إيكونوميست” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©