الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تويت ندوة»: تحديات مصر

21 أغسطس 2011 23:47
يضم العالم العربي، حسب تقرير الإعلام الاجتماعي العربي الذي يصوره برنامج كلية دبي لحوكمة الحكومات والإبداع، حوالي 30 – 40 مليون مستخدم تويتر "ناشط". إلى أي قدر إذن تمكّن مستخدمو التويتر هؤلاء، ومن بينهم العديد من الناشطين المصريين، من البناء على نجاح "ثورة الفيسبوك" التي قاموا بها؟ يستخدم الناشطون المصريون في الواقع منصّات جديدة في الإعلام الاجتماعي مثل "التويتر" للتعامل مع القضايا الخلافية التي يتجنبها المجتمع المصري عادة، مثل دور "الإخوان المسلمين" والمعونة الاقتصادية من الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي. ولكن في الشهور الأخيرة، ومع ازدياد استخدام الإعلام الاجتماعي من قبل الناشطين ما بعد الثورة للتعامل مع القضايا الخلافية، برزت حركة اجتماعية سياسية جديدة اسمها "تويت ندوة" على التويتر للحوار حول واحدة من القضايا الأكثر خلافية، هي دور الدين في السياسة. قبل حوالي شهرين، وجّهتني إيمان عبد، مستخدمة "التويتر" إلى "تويت ندوة" عندما سألت إذا كان الناشطون في العالم العربي، قد أصيبوا بالوهن بعد ثورات مصر وتونس. بشكل أساسي، كان الحوار "لا" وبشدة. تعمل "تويت ندوة" كمنبر مصري على الإنترنت قام بتطويره علاء عبد الفتاح. قام المنظمون، وبهدف إبراز أول منتدى عام لمجتمع التويتر الظاهري هذا، بإيجاد صفحة على الفيسبوك لدعوة المستخدمين للمشاركة. تجمّع مئات من مستخدمي "التويتر" وأفراد الجمهور شخصياً للقراءة والرد على شاشة ضخمة في الدقي بمصر، عبروا عن أفكارهم حول قضايا ساخنة في أقل من 140 ثانية (للحاضرين شخصياً) أو 140 حرفاً (للمشاركين على الإنترنت). يشبه الترتيب استوديو برنامج حواري، إلا أن المشاركين أو "مواطني الإنترنت" عبّروا عن آرائهم وأفكارهم على مستويات عدة تتراوح بين أسئلة شخصية إلى أسئلة تطرح على الإنترنت من قبل أناس يجلسون أمام أجهزة الكمبيوتر في أنحاء أخرى من مصر. يضم "مواطنو الإنترنت" هؤلاء مصريين وأجانب يستطيعون المشاركة من دول مثل كندا. وإذا اتفق أفراد الجمهور مع ردود المشاركين قاموا بتحريك أيديهم في الهواء بدلاً من التصفيق حتى لا يقاطعوا فترة الرد القصيرة. بحثت البرامج الإخبارية مؤخراً، مثل برنامج أندرسون كوبر" 360 °"موضوع ما إذا كانت جماعة "الإخوان المسلمين" تشكّل تهديداً للديمقراطية العلمانية، وهو خوف شامل يسيطر على البعض خارج مصر وداخلها. لذا قام علاء عبد الفتاح بتجنيد زملائه مستخدمي "التويتر" لبحث الوصف الناشئ للإسلام السياسي وهدفه، والهوية الدينية السياسية ودورها في المجال المصري العام. هناك دروس لوجستية وفلسفية يمكن تعلّمها من هذا المنتدى، أولها هو أن بإمكان المنتديات الظاهرية أن تدمج فوائد المواجهة مع سهولة الأساليب التكنولوجية. لا يحتاج المرء لأن يرى الآخرين شخصياً ليكون له معهم حوار شمولي. على سبيل المثال، سأل مستخدم التويتر "ماندوز" عضواً سابقاً في جماعة الإخوان المسلمين، الذي كان موجوداً، "لماذا انضم إلى المنظمة أصلاً"، تمكّن "مواطنو الإنترنت" من إعطاء وجه إنساني لرده، وكان بإمكان "ماندوز" توجيه السؤال والحصول على رد، رغم أنه لم يكن هو شخصياً موجوداً. ثانياً، تستطيع مجموعات جديدة لم تلتقِ رسمياً بعد أو لم تحدد هويتها أن تستفيد من منتديات منظمة عبر أجهزة التشبيك المجردة مثل "التويتر" و"الفيسبوك". ييسّر كلاهما تبادل الأفكار دون الحكم على صنع الفكرة بسبب المظهر، أو الموضوع الأكثر خلافية بشكل كامن مثل العرق في سياسة الهوية، إذا ارتأى المرء المشاركة ظاهرياً. الدرس الثالث فلسفي أكثر من حيث إن "التويت ندوة" تبرز إمكانية الانخراط سلمياً في جدل واسع وخلافي دقيق الملامح حول الدين والسياسة. الواقع أن ضم وجهات النظر الخلافية يتحدى الريبة العلمانية المتعلقة بالأحزاب السياسية الإسلامية، وهو أمر غالباً ما يتم تضخيمه من قبل وسائل الإعلام غير المتنورة. تمكن علاء عبد الفتاح، من خلال أدوات الإعلام الاجتماعي مثل "التويتر"، أن يجند مشاركة غير المصريين دون التركيز الأعمى على الهوية العرقية، وقدّم نموذجاً للناشطين الآخرين والمنظمات الأخرى لإعداد جلسات الحوار الظاهرية الخاصة بهم. يقوم المشاركون في "تويت ندوة" بتحويل النموذج من مجرد خلاف إلى حوار يمكن المشاركة فيه، متوفر لأي إنسان يحترم الحوار الصحي. هذه الدروس المستقاة قد تكون قيّمة لدول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويبقى أن نرى الأثر المستقبلي الكامن. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©