الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مزاينة الإبل

9 فبراير 2010 21:03
رغم التقدم المذهل الذي تشهده دولة الإمارات في المجالات المختلفة، واستخدامها لكل مظاهر التقدم التكنولوجي وتفوقها في هذا المجال، إلا أن المواطن الإماراتي لا يزال يشعر دائماً بالحنين إلى التاريخ والثقافة والماضي بكل ما يحمله من ذكريات في قلبه. وربما كان مهرجان مزاينة الإبل الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مدينة زايد بالمنطقة الغربية من إمارة أبوظبي دليلاً فعلياً على ذلك، حيث شهدت مدينة زايد حركة غير مسبوقة تشكل حراكاً سياحياً كبيراً من الداخل والخارج، فقد توافد السياح بكثافة وحجزوا أماكن لهم في الفنادق المختلفة وشاركوا في رحلات استكشاف الصحراء والتمتع بأصالة العادات والتقاليد العربية والإماراتية من خلال الفعاليات التراثية والمتنوعة التي نجحت من خلالها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في وضع اسم الظفرة على الخريطة السياحية في منطقة الخليج، ونجح المهرجان بشكل كبير في تفعيل السياحة الداخلية والخارجية. أما المشاركات في المهرجان، فقد حققت أرقاماً ضخمة وتجاوز عدد الإبل المشاركة في الدورة الثالثة 28 ألف ناقة من داخل وخارج الإمارات، ولم يقتصر المهرجان على منافسات الإبل التي كانت بشهادة الجميع أكثر من رائعة، ولكن المهرجان شهد سوقاً شعبية ضخمة، وقرية للأطفال، وبرامج ممتعة من الأنشطة والفعاليات مثل مسابقة التمور وأساليب تغليفها، ومسابقة أفضل الصور الفوتوغرافية، ومسابقة أجمل قصيدة شعرية نبطية في وصف الإبل، ومسابقات للطهي التراثي، ورؤية حياة البدو على الطبيعة، وشخصيات محببة للأطفال تروي لهم حكايات الأجداد والجدات ومسابقات فردية وجماعية. أولاً يجب أن نقدم التحية والتقدير لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي فكرت في هذا المهرجان منذ البداية، ثم نفذته بدقة ونظمته باقتدار، وثانياً يجب أن ننظر لهذا المهرجان وندرس أسباب نجاحه والإقبال عليه، فهو نموذج للأنشطة والمهرجانات الناجحة بكل معنى الكلمة، ويحمل خصوصية ومحلية شديدة تجعله مهرجاناً عالمياً. أما ثالثاً فنجاح هذا المهرجان لا بد أن يدفعنا إلى وضع أجندة سنوية للمهرجانات المحلية التي تتميز بالخصوصية، ثم العمل على ترويجها عالمياً حتى تأخذ لها مكاناً على خريطة المهرجانات العالمية، خاصة أنها تتمتع بكل مقومات النجاح الدولي. ويبقى أن نشكر الهيئة أيضاً على اختيار المكان، ونتمنى أن يكون هذا النجاح دعماً وتشجيعاً لفكرة الخروج من المركز، وتنويع المناطق السياحية، وتوزيع مزايا صناعة السياحة على كل المناطق، وتعريف الناس بمناطق جديدة، وكل ذلك في النهاية يشكل إضافة لمقوماتنا السياحية ومنتجنا السياحي. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©