السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عبدالحكيم بلحاج.. الراعي الرسمي لـ«الإرهاب القطري» في ليبيا

عبدالحكيم بلحاج.. الراعي الرسمي لـ«الإرهاب القطري» في ليبيا
24 ديسمبر 2017 00:26
أحمد مراد (القاهرة) يوصف الإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج بأنه الراعي الرسمي لمصالح الإرهاب القطري في ليبيا، حيث كان على رأس الإرهابيين الذين نفذوا سيناريوهات قطرية مشبوهة في ليبيا مما ساهم في استمرار الفوضى والخراب، وتعزيز الانقسام بين صفوف الشعب الليبي، وهو الأمر الذي جعل الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، تدرج اسمه في قوائم الإرهاب التي تضم مجموعة من الأفراد والكيانات الممولة من قطر. في السابق، كان عبدالحكيم بلحاج محسوباً على تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث سافر في أعقاب تخرجه في الجامعة سنة 1988 إلى أفغانستان، وشارك في الحرب الأفغانية ضد القوات الروسية، وبقي هناك سنوات عدة. وفي عام 1994، عاد عبدالحكيم بلحاج إلى ليبيا، وشارك في تأسيس الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وهي إحدى الجماعات المرتبطة تنظيميا بشكل غير مباشر بتنظيم القاعدة، وهي بمثابة تنظيم إرهابي أسسته عناصر ليبية بعد عودتها من القتال في أفغانستان. وتولى عبدالحكيم بلحاج مواقع قيادية في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وأشرف على تدريب عناصرها بمنطقة الجبل الأخضر تمهيدا لبدء القتال ضد نظام القذافي، ولكن السلطات الليبية استبقت الجماعة بضرب مراكز التدريب عام 1995، وقتل أميرها عبد الرحمن حطاب، واستطاع عبد الحكيم بلحاج الهروب من ليبيا والعودة إلى أفغانستان. وفجأة ومن دون مقدمات، أصبح عبدالحكيم بلحاج بعد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في 2011 مليارديرا، ورئيسا لحزب الوطن، وقائدا للمجلس العسكري في طرابلس، حيث ظهر أثناء أحداث الثورة الليبية في باب العزيزية، وأعلن من خلال قناة الجزيرة القطرية عن نجاح عملية تحرير طرابلس، ونصب نفسه قائدا للمجلس العسكري للمدينة، الذي اتخذ من قاعدة «معيتيقة» الجوية مقرا له، علما بأن هذه القاعدة لا تخضع لأي إشراف من وزارة الدفاع الليبية، ولا لأي جهة سيادية ليبية، ويضاف إلى ذلك تأسيسه لشركة «الأجنحة» للطيران التي تمتلك العديد من الطائرات، وتقوم يوميا بعشرات الرحلات بين طرابلس وعدة دول أخرى، وقد أفادت بعض التقارير بأن هذه الشركة تعد وسيلة الانتقال المستخدمة لنقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا. وفي الفترة التي تلت إسقاط نظام القذافي، خرجت العديد من التقارير والوثائق المسربة لتفضح معالم العلاقات المشبوهة التي جمعت عبدالحكيم بلحاج بقطر، حيث وصفته معظم هذه التقارير والوثائق بأنه «رجل قطر الأول» في ليبيا، فقد استخدمته الدوحة في دمج الجماعات الإرهابية مع الثوار من أجل إشعال حرب أهلية، فضلا عن أنه سافر إلى قطر ليحرض من هناك على سفك الدماء، ويقود العنف من خلال كتيبة «ثوار طرابلس» المدربة قطريا. وكانت صحيفة «التليجراف» البريطانية قد نشرت صورا للقوات الخاصة القطرية برفقة عبدالحكيم بلحاج في باب العزيزية. وفي أحد الفيديوهات المنشورة على موقع اليوتيوب، يظهر عبدالحكيم بلحاج بجوار أحد الضباط القطريين، وهو يقف مع ثوار ليبيا، وقد رفعوا أعلام ليبيا في باب العزيزية مقر الحكم. كما نشر فيديو آخر لعبد الحكيم بلحاج مع قطريين داخل القاعدة العسكرية بطرابلس، وقال بلحاج لجنوده: من له طلبات يكتبها ويقدمها للقطريين. وفي مقطع فيديو آخر ظهر بلحاج، وهو يتحدث مع الوفد القطري داخل قاعدة عسكرية في ليبيا قائلا لهم: خلونا إيد واحدة. كما أفادت بعض التقارير بأن عبدالحكيم بلحاج تمكن بمعاونة قطر من الاستيلاء على أموال البنك المركزي الليبي بعد مقتل معمر القذافي، والتي تقدر بـ 160 مليار دولار، و400 مليار دينار. وفي تقرير أعده الباحث المصري، ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الحركات الإرهابية، أكد أن دعم الدوحة للجماعات والميليشيات المسلحة في ليبيا عبر المجلس العسكري بطرابلس، لم يقف عند الأسلحة والأموال فحسب بل تعداها إلى إرسال جنود كانوا يرافقون زعيم الجماعة الليبية المقاتلة ورئيس المجلس العسكري بطرابلس عبدالحكيم بلحاج أثناء أحداث الإطاحة بنظام القذافي حتى دخل باب العزيزية، مشيرا إلى أن الدعم القطري لم يتوقف عند الدعم السياسي والعسكري بل تجاوزه إلى الدعم الإعلامي سواء من خلال تجنيد قنواتها ومنابرها الإعلامية لتبييض وجوه الجماعات الإرهابية، ووصف عناصرها بالثوار، وكل من يقف ضد مشروعهم بالقوى المضادة للثورة، أو من خلال تمويل مشاريع إعلامية ضخمة على غرار قناة «النبأ» التي يملكها عبدالحكيم بلحاج. كما وصفت العديد من التقارير الإعلامية العربية والعالمية عبدالحكيم بلحاج بأنه رجل المعادلة القطرية في ليبيا، ويعتبر المقاول الأبرز الذي قام بتجنيد 1000 مواطن ليبي على الأقل ضمن القوات المعارضة لنظام بشار الأسد، وذلك تنفيذا لتوجهات قطرية. وعندما أعلن الرباعي العربي عن قطع علاقاته مع قطر، أظهر عبدالحكيم بلحاج تعاطفا كبيرا مع النظام القطري، حيث كتب في تغريدة نشرها على موقع تويتر قائلا: أستهجن ما حدث من هجمة تجاه المخلصين لأمتهم وقضاياها. إنه لمن المحزن أن نرى هذه المواقف من عواصم عربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©