الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خليفة يعزز جهود زايد لدعم مشاريع صون الصقارة محلياً ودولياً

17 نوفمبر 2010 22:24
بدأت الدولة اهتمامها بصون الصقارة كتراث إنساني منذ عام 1976م بشكل خاص، وذلك عندما نظمت أبوظبي أول مؤتمر دولي للحفاظ على الصقارة وصونها، بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، في إطار اهتمامه المعروف والمشهود له عالمياً بتراثنا العربي الأصيل الذي يمثل قيمنا وعاداتنا وهويتنا الوطنية. ودأب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على التبرع بـ 100 صقر من مشروع “البروفالكن العالمي” الإماراتي لإكثار الصقور، وذلك من منطلق حرص سموه على الحفاظ على البيئة وصون تراث الدولة العريق. وتعكس المكرمة اهتمام سموه الواسع بالمحافظة على الصقور وتراث الصيد بالصقور ونقلها إلى الأجيال القادمة، تحقيقاً لاستمرارية هذه الهواية على نحو سليم يحول دون تعرض الصقور والحبارى للانقراض، وحرصه على تشجيع الصقارين على استخدام صقور المزارع المكاثرة في الأسر لممارسة رياضة الصيد بالصقور، وذلك كبديل عن الصقور البرية المهددة بالانقراض. وتمثل مكارم صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله في هذا الصدد فرصة مثالية ونادرة إقليمياً وعالمياً للترويج للصيد المستدام من خلال دعوة المهتمين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومختلف أنحاء العالم، لاستخدام الصقور المهجنة التي يتم إكثارها في الأسر عوضاً عن الصقور البرية التي كان يتم صيدها من مناطقها الطبيعية، الأمر الذي يتيح الفرصة اليوم للصقور البرية المهددة بالانقراض لزيادة أعدادها من جديد، خاصة أن الصقور المهجنة البديلة قد أثبتت مقدرتها العالية في الصيد، وأنها لا تقل كفاءة وتميزاً عن الصقور البرية التي تتناقص أعدادها في مختلف مناطق العالم. الإمارات تقود الجهود وقادت دولة الإمارات الجهود العربية والدولية للحفاظ على الصقارة، باعتبارها عضوا في لجنة تحكيم الملفات المقدمة لتسجيل الصقارة كتراث عالمي في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي باليونسكو. وبالنظر لكون دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى الدول المعنية في العالم بتراث الصقارة، فإنها عملت على قيادة الملف الدولي لتسجيل الصقارة في اليونسكو، فإلى جانب إعدادها الملف الخاص ووضعها للصقارة على رأس قوائم الجرد وحصرها التراث الثقافي غير المادي، فإنها شجّعت الدول الأخرى على الاشتراك في تقديم ملف الصقارة. كما حثتهم على تقديم المساعدة المعنوية والفنية واللوجستية للعديد من الدول، وذلك بهدف تمكين تلك الدول من تسجيل الصقارة في قوائم الجرد لديها، ومن ثم المشاركة في تقديم الملف العالمي لتسجيل الصقارة. ممثلو دول عربية وأجنبية يجتمعون في أبوظبي لإعداده اجتماع تحضيري وكانت الإمارات عقدت اجتماعا في أبوظبي تمهيدا لرفع الملف الدولي لتسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لمنظمة اليونسكو نهاية الشهر الجاري، على أنه تم عرض الملف في مايو المقبل على لجنة الخبراء مع بقية الطلبات المقدمة من كل الدول. وفي العاصمة أبوظبي اجتمع ممثلو الدول العربية والأجنبية المشاركة في إعداد الملف لإنجاز الصورة النهائية للملف الدولي للصقارة وإدراج هذه الرياضة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو. وتضمن الملف الدولي لدولة الإمارات اعتراف العالم بهذه الرياضة والتراث الثقافي المرتبط بها، كما عمل على كسب تأييد العالم للصقارة والاعتراف بها كتراث غير مادي للبشرية، ومن ثم المساهمة في صونها وحمايتها والترويج لها على مستوى العالم، لا سيما بين الدول الحريصة على الحفاظ على هذا التراث العالمي من الاندثار. وانطلقت قيادة الإمارات لهذا الملف من قناعتها بان إدراج الصقارة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو سيساهم في زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة كتراث وفن إنساني عالمي، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة لصون هذا التراث الإنساني. فضلا عن منح الصقارة المشروعية التامة خاصة في بعض الدول التي تعاني من القوانين التي تمنع الصيد بالصقور. وبذلت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال السنوات الماضية جهودا مضنية لإعداد ملف الصقارة، ونجحت في تنسيق الجهود بين دول العالم، لإقناعها بتقديم ملف الصقارة لليونسكو بشكل دولي مشترك لضمان قبوله. وهناك دول مثل فرنسا، بلجيكا، جمهورية التشيك، سلوفاكيا، إسبانيا، كوريا ومنغوليا، والدول العربية الشقيقة كالمملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية والجمهورية العربية السورية، ودولة قطر، كان لها جهود في تسجيل الصقارة كتراث عالمي. يشار الى أن مشروع تسجيل الصقارة الذي تبنته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ما هو إلا أحد المشاريع التراثية التي تمثل نموذجا فريدا في التعايش والاندماج الثقافي والحضاري بين شعوب العالم. أسس ومعايير ومن المعروف أن منظمة اليونسكو قد اتفقت على مجموعة من الأسس والمعايير الضرورية لتسجيل عناصر التراث المعنوي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو. وتلزم اتفاقية صون التراث غير المادي لليونسكو لعام 2003، التي وقعت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، كل الدول الأطراف باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان صون التراث غير المادي القائم في أراضيها، وذلك عبر إعداد قائمة أو قوائم حصر وطنية لهذا التراث. وتشمل القوائم كل مظاهر التقاليد وأشكال التعبير الشفهي وفنون المشاهدة، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والتظاهرات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، وبكل المهارات المرتبطة بالصناعات الحرفية التقليدية. وأشار تقرير إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى أن الصقارة تعتبر من أبرز الرياضات التقليدية التي مارسها العرب لأكثر من ألفى عام حيث انتقلت مهاراتها عبر الأجيال، وتعتمد رياضة الصيد بالصقور على الصبر والتعاون بين الطائر والصقار، فنتيجة معاملته لطائره برفق ورحمة يحصل الصقار على ثقة طائره وطاعته. وفي كتابه «صيد الصقور: تراثنا العربي» يصف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الأساليب الأساسية في اصطياد الطيور. وقد استطاع صقارو الإمارات ابتكار أساليب خاصة بهم لتربية الصقور وإكثارها حيث يعتبرها المهتمون بهذه الرياضة في العالم من أفضل الأساليب في هذا المجال، وفي عام 1996 أقيم في العين أحد أضخم المشاريع المتعلقة بالحفاظ على الصقور وإكثارها. وذكر أن الصيد بالصقور يعتبر جزءا لا يتجزأ من تراث عريق يمتد إلى الاف السنين، مشيرا إلى أن رياضة الصيد بالصقور أو ما يعرف محليا بالقنص ليست مجرد رياضة أو هواية عادية، وإنما هي جزء لا ينفصم من تاريخنا وتراثنا حيث تعتبر شبه الجزيرة العربية من أقدم وأعرق المدارس المميزة في ممارسة الصيد بالصقور وتتميز الممارسات التقليدية لهذا التراث بالاستدامة ومحافظتها على الأنواع الطبيعية طوال القرون الماضية. وأضاف «نؤمن بأن استدامة تراث الصيد بالصقور وضمان انتقال تراثها الأصيل إلى الأجيال، يعني بالضرورة ممارسة الصيد المستدام. ولعل الصيد المستدام هو الوسيلة الأكثر فاعلية للمحافظة على الطبيعة والأنواع الطبيعية. فنحن أصحاب المصلحة في بقاء وازدهار الطرائد والصقور البرية والمواطن الطبيعية لهذه الطيور، لأن ذلك يكفل استمرارية هذه الرياضة المتميزة». وتؤكد هيئة البيئة بأبوظبي أن من الوسائل التي تشجعها للحفاظ على الصقور استخدام الصقور التي تتم تربيتها وإكثارها في الأسر لدرجة أن الصيد بالصقور في منطقة الخليج يمكن أن تعتمد بشكل كامل على الصقور التي توفرها مؤسسات تربية الصقور. كما يتم في نفس الوقت التركيز على توعية الصقارين ومحبي هذه الرياضة وتعريفهم بمدى خطورة الصيد الجائر والتأكيد على أن بقاء هذه الرياضة مرهون أيضا ببقاء الحبارى والحفاظ على بيئاتها. وحسب إحصائيات وزارة البيئة والمياه، فقد دخل الدولة خلال الربع الأول من العام الجاري 312 صقرا مستقدمة من دول اخرى، فيما دخل العام الماضي نحو 3168 صقرا. ويعتبر صقور الشاهين والحر والبيور، من اكثر أنواع الصقور التي دخلت الدولة خلال الربع الأول من العام الجاري والعام الماضي، وفقا لجنعان. ويشارك الكثير من محبي وممارسي رياضة القنص في دولة الإمارات، في مواسم القنص الخارجية مصطحبين معهم صقورهم لهذا الغرض، وتستمر مواسم القنص الخارجية من الآن وحتى شهر اغسطس المقبل في العديد من الدول. معرض الصيد والفروسية يهدف المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سنوياً، بشكل أساسي إلى الترويج لاستخدام الطيور المكاثرة في الأسر لممارسة رياضة الصيد بالصقور كبديل عن الصقور البرية المهددة بالانقراض، وتفعيل خطط واستراتيجيات الصيد المستدام. كما يسعى المعرض إلى استقطاب عشرات الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء العالم، والترويج لإمارة أبوظبي كمكان فريد يجتذب السياح بفضل البنية التحتية المتينة والفعاليات التراثية والثقافية الرائعة التي باتت تنظم على مدار العام. وأسهم معرض الصيد بشكل كبير في انخفاض نسبة استخدام الصقور “الوحش” في دولة الإمارات في الصقارة، حيث تستخدم الغالبية العظمى من صقاري الإمارات الصقور المهجنة، كما تبلغ هذه النسبة على المستوى الخليجي أكثر من 75%، بفضل الدور الذي يؤديه معرض أبوظبي للصيد ونادي صقاري الإمارات، واقتناع الصقارين بجدوى استخدام الصقور المكاثرة في الأسر لما فيه من انعكاسات إيجابية على المجتمع والبيئة. يذكر أنه تتوافر في المعرض سنوياً المئات من الصقور المهجنة المتميزة في الإمكانيات والأداء في الصيد، مما عمل على تحوّل صقاري الإمارات والمنطقة للاستخدام شبه الكامل للصقور المهجنة في رياضة الصقارة المتجذرة في عمق تراث دولة الإمارات، خاصة أن الصقور المكاثرة في المزارع قد أثبتت مقدرتها العالية في الصيد وأنها لا تقل كفاءة وتميزاً عن الصقور البرية التي تتناقص أعدادها في مختلف مناطق العالم. كذلك، ومن منطلق تشجيع الصقارين على استخدام الصقور المهجنة، جاءت مسابقة أجمل وأكبر الصقور المهجنة التي يُعلن عنها معرض الصيد سنوياً، بهدف تحفيز الصقارين على اقتناء الصقور المهجنة، وتشجيع خبراء إكثار الصقور على إنتاج صقور أكبر حجماً وأجمل شكلاً من حيث الريش واللون. زايد.. صورة مثالية للصقار العربي إن الرؤية المتفردة للشيخ زايد رحمه الله، قد توصلت مبكراً إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرون لاحقاً بالصيد المستدام، وبذلك فإن الشيخ زايد لم يسبق جيله فقط، لكنه تفوق بمراحل بعيدة على دعاة حماية الطبيعة العالميين. وفي منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، أصبح الشيخ زايد الصقار صاحب اليد الطولى في المحافظة على الطبيعة، من منطلق رؤية شاملة تهدف لبناء المجتمعات الصديقة والحياة الفطرية. وعلى المستوى الاجتماعي جسد زايد بلا منازع الصورة المثالية للصقار العربي، وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، مما مكنه من الفوز بإعجاب وحب أفراد مجتمعه. كما أدخل زايد جانباً إنسانياً في مفاهيم رياضة الصيد بالصقور التي اعتبرها تراثاً لا يقدر بثمن. وبمواصلة شغفه بالصقارة، نمت مهارات الشيخ زايد الفائقة ومنقطعة النظير. وقد مثل زايد لدعاة حماية الطبيعة قيماً خالدة من منطلق قناعاته وتجاربه. لقد أحب الطبيعة والحياة البرية على نحو غير مسبوق، عبر عنه الصحفي البريطاني المشهور باتريك سيل الذي قابله في عام 1965م في مدينة العين حينما كان حاكماً لها، فقال: إن الشيخ زايد يعرف كل حجر وكل شجرة وكل طائر يصل إلى منطقته، وفوق كل ذلك، فهو يدرك أهمية المحافظة على كل نقطة ماء ويحسن استثمارها، وهو لا ينظر للصقارة كرياضة فردية مجردة، وإنما يعتبرها فرصة للرفقة والأنس. برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور يهدف برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، الذي تديره هيئة البيئة - أبوظبي، إلى إعادة تأهيل الصقور المصادرة وغيرها من الجوارح من خلال إطلاقها إلى بيئاتها البرية. وساهم البرنامج منذ إطلاقه في عام 1995 في الحد من عمليات صيد الصقور غير القانونية من خلال إصدار جوازات سفر الصقور، التي هي عبارة عن ترخيص لمدة ثلاث سنوات تسمح لكلٍ من المواطنين والمقيمين بدولة الإمارات بنقل الصقور المملوكة بصورة قانونية مرارا وتكرارا عبر الحدود الدولية للاستخدام الشخصي. وفي إطار برنامج الإطلاق، وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي، أطلقت الهيئة في مايو الماضي مجموعة ضمت 57 صقراً في سماء كازاخستان، وذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى الاهتمام والحفاظ على الصقور وزيادة أعدادها في البرية، والتي تعد عملية الإطلاق السادسة عشرة ضمن برنامج المغفور له الشيخ زايد لإطلاق الصقور. وضمت مجموعة الإطلاق 29 صقراً تبرع بها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهياvwن من مجموعته الخاصة، في خطوة جاءت لإحياء تراث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإطلاق معظم صقوره عند نهاية كل موسم، إيماناً من سموه بأهمية المحافظة على الحياة الفطرية وحمايتها، ولتوفير أكبر قدر من المعارف لمساعدة العلماء في الحصول على المعلومات المتعلقة بمسارات الهجرة وقدرة الطيور على التكيف والاندماج مرة أخرى في الطبيعة. مستشفى أبوظبي للصقور مستشفى أبوظبي للصقور، والذي تم افتتاحه في 3 أكتوبر من عام 1999، هو أول مستشفى يعنى بتقديم الرعاية الصحية العامة للصقور في دولة الإمارات وأكبرها على مستوى العالم. بالإضافة إلى الصقور وغيرها من أنواع الطيور الجارحة، ويقدم المستشفى العلاج البيطري ووسائل الوقاية من الأمراض لجميع أنواع الطيور بما في ذلك الطيور الأليفة من خلال مركز رعاية الحيوانات الأليفة. ويضم المستشفى متحفا للصيد بالصقور والذي يقدم للزوار شرحاً مفصلا لتاريخ وتقاليد الصيد بالصقور في منطقة الشرق الأوسط، كما يعرض الأدوات والمعدات الخاصة المستخدمة في رياضة الصيد بالصقور. ويطرح المستشفى المنتسب الى هيئة البيئة - أبوظبي ، برامج تدريب في الطب البيطري للطيور، ويساهم في قطاع السياحة بالإمارة من خلال برنامج سياحي يُدعى جولة الصقور العالمية. رياضة الصيد بالصقور رياضة الصيد بالصقور هي من الرياضات التراثية القديمة التي اشتهرت بها الإمارات منذ آلاف السنين، وقد كانت هذه الرياضة تمارس في الأصل من قبل البدو لاصطياد الأرانب البرية وطيور الحبارى بغرض الحصول على الغذاء، ومن ثم تطورت في وقت لاحق إلى رياضة تقليدية لها قواعدها وأحكامها وممارساتها، وانتشرت بصورة خاصة بين أفراد العائلة الحاكمة. عُرف عن البدو امتلاكهم مهارات فريدة في صيد الصقور وتدريبها، إذ تتطلب هذه الرياضة الكثير من الصبر والقدرة على ترويض الطيور. وكانت عملية الصيد تتم أثناء عبور الصقور لشبه الجزيرة العربية في طريق هجرتها خلال موسم الخريف، وبعد انقضاء موسم الصيد يتم إطلاق الصقور وإعادتها إلى بيئاتها البرية. على الرغم من أن الصيد بغرض الحصول على الغذاء لم يعد منتشراً اليوم، إلاّ أن رياضة الصيد بالصقور لا تزال رياضة تحظى بشعبية كبيرة بين شريحة كبيرة من المواطنين الإماراتيين الذين يمثلون 50 بالمئة من صقاريّ العالم وفقًا لبعض الإحصائيات. وقد تم تمثيل تقليد الصيد بالصقور على نحوٍ بارز في العديد من الرموز الوطنية لدولة الإمارات، مثل الأوراق النقدية والشعارات الرسمية، كالشعار الرسمي لحكومة أبوظبي، مما يؤكد على مكانة هذه الرياضة في ثقافة البلاد وتاريخها. كما تبذل الدولة جهودًا جبارة وتنفق ملايين الدولارات للحفاظ على هذا النشاط الرياضي الفريد للأجيال المقبلة. نادي صقّاري الإمارات تم تأسيس نادي صقّاري الإمارات، والذي يُمثل صقّاري دولة الإمارات، في عام 2001 لدعم أساليب الصيد المستدام. وقد أطلق النادي عدداً من المبادرات الرامية إلى الحفاظ على رياضة الصيد بالصقور لأجيال المستقبل. كما أنه يلعب دورًا نشطاً في الجهود التي تبذلها الدولة لتسجيل رياضة الصيد بالصقور في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية الخاصة بمنظمة اليونسكو وبرنامج الحفاظ على الحبارى الذي قام المركز الوطني لبحوث الطيور بتدشينه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©