يمسك المسن الألماني ديتر سيفيرت بيد زوجته ريناتا ويذهبا يومياً لمقبرة الحيوانات لزيارة كلبهما الراحل، ويقفان أمام اللوحة التي تعلو القبر، التي كتب عليها “لن ننساك أبدا”. ويتمنى ديتر وزوجته (71 و 70 عاماً) أن يدفنا بعد وفاتهما بالقرب من كلبهما. ويخططان بالفعل لأن يتم دفنهما في مجموعة مقابر جديدة تقع على مقربة من مقبرة الحيوانات.
وسيصبح من الممكن في ألمانيا قريباً أن يجتمع أصحاب الحيوانات مع حيواناتهم المحببة في قبر واحد. إذ أن مقبرة للحيوانات في تيلتوف بولاية براندنبورج تسعى للحصول على تصريح لتصبح خلال نحو عامين أول مقبرة في ألمانيا يدفن فيها البشر مع الحيوانات. ويقول المسؤول عن المقبرة إنه يخطط لدفن الجثث البشرية مع الحيوانات في مقبرة واحدة. وأضاف “الإقبال كبير جدا وبالتحديد من الأشخاص الذين يعيشون وحدهم ويسألون دائما ما إذا كانت هناك طريقة تضمن دفنهم مع حيواناتهم المحببة”.
ولكن قوانين الدفن في الولايات الألمانية لا تسمح بهذا الأمر حتى الآن. لكن هذا لا يمنع من وجود استثناءات، فمثلا فريدريش الكبير أشهر ملوك بروسيا، التي كانت تضم ألمانيا حالياً وبعض أجزاء بولندا، مدفون تحت سلم قصره في بوتسدام مع كلابه وذلك تنفيذاً لوصيته. وقال شتيفان هادراشك من مؤسسة أوتو بيرج التي تعد أحد أشهر المؤسسات المتخصصة في الدفن في برلين “لا يسمح لنا بشكل رسمي وضع رماد جثة الحيوان داخل نعش المتوفي”. ولكنه أوضح في الوقت نفسه أنه من الطبيعي أن يوافق الكثير من متعهدي الدفن على تحقيق هذه الرغبة للمتوفين.
ويزيد الارتباط بشكل كبير بين المواطنين وحيواناتهم المنزلية وفقاً لرأي المتحدث الصحفي باسم اتحاد حماية الحيوانات في برلين ماركل جيدينج الذي يقول “يشعر الكثير من الناس بالوحدة في المدن الكبرى ولذلك يتمنون أن يرافقهم في مثواهم الأخير أقرب الكائنات إلى قلوبهم”. ويبدو هذا الارتباط واضحاً من خلال العدد الكبير من الأشخاص الذين يزورون مقبرة الحيوانات التابعة للرابطة في برلينهوهينشونهاوزن، التي تضم 800 مدفن، بالإضافة إلى عدد كبير من المدافن المجهولة.
عدد اليوم
