الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تغير المناخ يهدد أشجار الأرز وثلوج لبنان

تغير المناخ يهدد أشجار الأرز وثلوج لبنان
17 نوفمبر 2010 22:39
أفلتت منتجعات التزلج في لبنان من نير الحرب الأهلية لكنها تواجه الآن تهديداً من تغير المناخ، يتوقع أن يقلص الغطاء الثلجي بنسبة 40% بحلول عام 2040. ويتمنى المتزلجون وشركات السياحة ألا يكون الشتاء الدافئ هذا العام نذيراً سيئاً لمنتجعات الثلوج الوحيدة في العالم العربي. ويرفض كريستيان رزق (47 عاماً) مدير منتجع مزار للتزلج هذه الفكرة قائلا إن "الموسم الذي امتد بالكاد لنصف فترة الأشهر الثلاثة المعتادة ربما كان شذوذا عن القاعدة.. لكن المنتجع يتكيف مع الوضع على أية حال". وأضاف في المنتجع الذي يقع قرب المنحدرات الجرداء لجبل صنين ثاني أعلى جبال في لبنان بارتفاع 2695 متراً "كان الموسم الأخير كارثياً.. هذا العام نقوم بتركيب مصاعد تزلج جديدة أكثر ارتفاعاً.. أكثر من 2000 متر". وتلجأ النباتات والحيوانات إلى ارتفاعات أعلى مع ارتفاع درجة الحرارة في مواطنها الأصلية. ووفقا للحسابات الحكومية من المتوقع أن يرتفع الحد الأقصى لدرجات الحرارة في لبنان بنسبة 1% على الساحل و2% في الداخل بحلول 2040. لكن بعض الأنواع ومن بينها شجرة الأرز الرمز الوطني للبنان، التي يبلغ عمر بعضها نحو 3000 عام، بدأت تعاني بالفعل. ويقول فاهاكن كاباكيان المسؤول في وزارة البيئة عن إعداد التقرير المقبل عن التغير المناخي في لبنان للأمم المتحدة "لا أستطيع أن أحدد تاريخاً معينا سنرى فيه آخر شجرة أرز فوق جبالنا لكن ربما يحدث ذلك في نهاية المطاف". وتقول الوزارة إن لبنان يعاني من ارتفاع مستويات مياه البحر ومن الممكن أن يشهد تراجعا في الأمطار وفصول صيف أكثر حرارة وجفافاً، بل وظروف مناخية متطرفة مثل الفيضانات. وغالبا ما تحبط المشكلات السياسية والعجز الإداري أي خطط للتحرك. وقال كاباكيان "يجب أن يحظى تغير المناخ بالأولوية القصوى. إنها مسألة حياة أو موت.. إنها المرة الثانيـة التي نواجه فيها نقصا في التمويل لتنفيذ خطوات ضرورية". وبالرغم من أن لبنان يشهد معدلا مرتفعا نسبيا لسقوط الأمطار إلا أنه يتوقع أن يعاني من عجز مائي بحلول 2015 بغض النظر عن التغيرات المناخية. وذلك بسبب النمو الحضري والسكاني وسوء الإدارة. وفي بيروت يتخطى الطلب على المياه في الصيف ما تقدمه شبكاتها بالفعل، بسبب فقدان نحو 40% من المواردالمائية في صورة تسرب، وبالتالي ينزح كثيرون المياه من الآبار مباشرة. وقد أدى الإفراط في استخراج المياه الجوفية من المناطق الساحلية إلى اختلاط مياه البحر بالآبار الجوفية. وسيضر انخفاض تساقط الثلوج بإعادة تغذية والأنهار والآبار. كما يعني ذوبان الثلوج قبل الأوان في الربيع قلة المياه المتوافرة في الصيف للمزارعين. ويعيش ما يزيد على 70 في المئة من سكان لبنان البالغ عددهم 4.3 مليون نسمة في قطاع ساحلي مكتظ حيث لا توجد إجراءات احترازية لمواجهة ارتفاع منسوب مياه البحر. كما يحيق الخطر بالشواطئ والمناطق المجاورة للبحر والمحميات الطبيعية والمزارع الساحلية. لكن العلماء يقولون إنهم يفتقرون إلى البيانات اللازمة لتحديد الأسباب بدقة. ويقول معتصم الفاضل أستاذ الموارد المائية في الجامعة الأميركية في بيروت "إنها تغيرات واضحة.. يمكن أن تعزى بسهولة إلى تغير المناخ لكن من وجهة نظر علمية نميل إلى توافر مزيد من الأدلة". ومن شأن أي خطوات يقوم بها لبنان التصدي لمشكلاته البيئية الملحة لكن حتى الآن الكلام أكثر من الفعل.
المصدر: فاريا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©