الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكتشاف في صربيا يغير تاريخ بزوغ العصر النحاسي

17 نوفمبر 2010 22:47
دفع اكتشاف “مثير” لأدوات نحاسية يعود تاريخها إلى 7 آلاف و500 عام في صربيا، العلماء لإعادة التفكير في النظريات الحالية عن زمان ومكان بدء استخدام الإنسان للمعادن. وذلك بعد العثور على أدوات نحاسية، فؤوس ومطارق وخطاطيف وإبر خياطة، وسط أدوات أخرى في مستوطنة أحترقت قبل 7 آلاف سنة. وبعد حريق كبير، غادر سكان المستوطنة المجهولون القرية التي عثر عليها في بلوكنيك على بعد نحو 200 كلم من بلجراد. وظلت هذه القرية على وجه الأرض طوال نحو 8 قرون قبل زوالها. لكن ما تركه سكانها خلفهم يشير إلى أول معرفة للإنسان بطرق استخراج المعادن وتشكيلها. ويقول إرنست برنيكا أستاذ الآثار المعروف بجامعة توبنجن الألمانية، الذي زار منطقة “بلوكه” مؤخراً إنه “أمر مثير حقا”. إذ كان العلماء يعتقدون قبل هذا الكشف أن التنقيب عن المعادن واستخراجها واستخدام النحاس بدأ في فترة لاحقة في آسيا الصغرى، وانتشر من هناك. ويوضح برنيكا، أنه بما عثر عليه في بلوكنيك، يمكن ترجيح حدوث تطورات موازية ومتلاحقة لتلك المهارات في أماكن عدة. وصنعت الأدوات التي عثر عليها جنوبي صربيا قبل 75 قرناً، ما يعني أنها أقدم بنحو 8 قرون من أقدم الأدوات التي عثر عليها حتى يومنا هذا. ويعتقد أن موقع بلوكنيك يغطي مساحة تصل لـ 120 هكتارا وتقع تحت عدة أمتار من التربة المترسبة. وتمكن علماء الآثار الصرب حتى الآن من الكشف عن 3 منازل هذا العام، تبلغ مساحة اكبرها نحو 8 أمتار في 5 أمتار. ولا تزال طبقة التربة التي أقيمت عليها تلك المنازل مسودة من أثر الحريق الذي أتى على القرية. ولم يتضح بعد سبب اندلاع ذلك الحريق، غير أنه لم يعثر على شواهد تدمير تشير إلى هجوم خارجي. وانهارت الأسقف فوق كل ما كانت تحويه الأكواخ، ودفنت قوالب الطوب اللبن والركام كل شيء، الآنية والتماثيل والأدوات ومنضدة عمل. وبعد إزالة الغبار عن القطع التي عثر عليها، بدأ العلماء استخراج تلك القطع، وكلهم أمل في العثور على أدوات نحاسية أكثر قيمة. ويتساءل العلماء عما إذا كانت قرية بلوكنيك قادت العالم للعصر النحاسي في الألفية السادسة قبل الميلاد، خاصة أن مصهرات نحاس بدائية عثر عليها مؤخرا في موقع ليس ببعيد. وقال رايكو كراوس وهو خبير أثريات آخر من توبنجن ، إن الكشف كان ضربة حظ لأبعد الحدود، ذلك أن ما تم العثور عليه يرجع لفترة مبكرة للغاية من العصر النحاسي. كان بناة خط السكك الحديدية هم أول من اكتشفوا منطقة بلوكنيك عام 1927، غير أن طواها النسيان حتى عام 1996، عندما بدأت عملية استكشافية جادة انتهت بالكشف الضخم. وبحسب كراوس، فمن المحتمل أن تظهر مستعمرات مماثلة شرقي هضبة الأناضول، عندما يشرع الأتراك في عملية نقل للتربة لبناء سد على سبيل المثال.
المصدر: بلجراد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©