السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم العالي في العالم العربي بحاجة إلى العناية بالصحافة المتخصصة

التعليم العالي في العالم العربي بحاجة إلى العناية بالصحافة المتخصصة
7 سبتمبر 2014 20:35
تعاني صحافة التعليم في المنطقة العربية من ضعف في التغطية الاحترافية وفق محللين. كما إن فورة التعليم العالي وانتشاره على نطاق واسع في العالم العربي يحتم العناية بهذا النوع من الصحافة، خاصة بعد تحرر الكثير من مؤسسات هذا المستوى من التعليم من مظلة الدولة وتحوله لحساب مؤسسات، أو حتى شركات خاصة. وما يزيد من ضرورة الاهتمام بهذه الصحافة دخول كثير من المؤسسات الأجنبية إلى سوق التعليم العالي العربي بشكل غير مسبوق. وقد لا يكون المطلوب من هذه الصحافة المتخصصة بالتعليم القيام بدور المراقب والمحاسب، ولكن جودة التعليم تتطلب مثل هذه الصحافة، بعيدا عن ملكية أو آليات عمل مؤسسات التعليم العالي. ويكفي أن هذه المؤسسات، التي زاد عددها الآن عن المائة، باتت مسؤولة عن مصير عشرات ملايين الشباب العرب، الذين يدرسون أو سيدخلون الجامعة وغيرها من مؤسسات تعليم عال في فترة تمتد حتى خمس سنوات مثلا، أو عشر سنوات على الأكثر. وبهذا المعنى، يقع على الصحافة التعليمية المتخصصة الكثير من المسؤوليات الحساسة، منها: ?مسؤولية أكاديمية، بمعنى رصد ومراقبة مستوى التعليم ومدى تحقيق أهدافه المعلنة ومواءمة هذه الأهداف لحاجات المجتمع، في المستقبل القريب أو البعيد. ?مسؤولية متابعة سلوكية أو قيمية أو أخلاقية، ففي ظل تنوع نطم واتجاهات المؤسسات العاملة في التعليم العالي في عدد كبير من الدول العربية، لا بد من جهة مرجعية حقيقية تتابع ما قد يجري من حالات تعسّف في بعض الجامعات تجاه الطلاب، أو حالات استغلال نفوذ (أو رشاوى وواسطة)، أو ما قد يحدث من حالات تواطؤ أحيانا للسكوت عن ممارسات شاذة قد يشهدها الحرم الجامعي من مدرسين أو طلبة من أبناء النافذين. ?مسؤولية معرفية مستقبلية، أي قيام الصحافة التعليمية المتخصصة بالمساهمة في رصد ومتابعة مستجدات العلم ومناهج التعليم والدفع باتجاه توظيف ذلك في مسارات تنموية. ويشبه دور الصحافة التعليمية في المحور الأخير نوعا من الربط بين فئة أخرى من الصحافة، هي الصحافة العلمية والاستكشافية، وبين مؤسسات التعليم العالي. وإذا كان للبعض أن يعترض على دور هكذا صحافة في بعض هذه المحاور، مثل اعتبار المتابعة السلوكية شأنا تعليما خالصا لا دخل للكيانات الخارجية فيه، إلا أن أحدا لا يستطيع الاعتراض على دور الصحافة التعليمية المفترض في مسائل تطوير التعليم العالي، ولاسيما في مسائل مثل: ?حاجة المجتمع للتخصصات الأكاديمية التي توفرها مؤسسات التعليم، سواء للتخفيف من بطالة الخريجين أو لتصويب مشاركة الجامعات في مواجهة تحديات المستقبل. ? مواكبة مؤسسات التعليم العالي، نظاما وأساتذة وطاقات إدارية، لمستجدات المعرفة والعلوم، حتى لا يفوت الخريجون معارف العصر وجديد علومه. ?توفير مناخ مشجع للتفاعل بين مناهج التدريس، والتقييم وقياس نجاح أو فشل مؤسسات التعليم العالي، علميا وأكاديميا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©