الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«إعداد الممثل» أثرت الوعي المسرحي لدى المتدربين

«إعداد الممثل» أثرت الوعي المسرحي لدى المتدربين
22 أغسطس 2011 01:23
أجمع المشاركون في دورة “إعداد الممثل” التي أقامتها مجموعة مسارح الشارقة مؤخراً على أهمية مثل هذه الدورات التخصصية في إثراء الوعي المسرحي لديهم، وتطوير التكنيك الأدائي الذي تتطلبه حركة الممثل على الخشبة، علما بأن عددا كبيرا من المواهب الشابة التي تمتلك الحماس لاقتحام الخشبة ومجابهة الجمهور، تفتقر لآليات وأسس ترويض هذا الحماس وتوجيهه نحو النضج والتمكن، خصوصا فيما يتعلق بنبرة وقوة الصوت، وما يساندها في المقابل من حيازة للأساليب القياسية حول حركة الجسد وتوظيفه لخدمة النص أو الأفكار المبثوثة في العمل المسرحي. يذكر أن مجموعة مسارح الشارقة كانت قد أقامت هذه الدورة التخصصية بالتعاون مع جامعة الشارقة في الفترة من الثامن والعشرين من شهر يوليو الفائت وحتى الخامس عشر من شهر أغسطس الجاري، وشارك بها أربعون منتسباً ومنتسبة من طلبة الجامعة. وللتعرف على تفاصيل الدورة والأهداف التي تتضمنها ومدى استفادة الطلبة والمنتسبين إليها، التقت “الاتحاد” بعدد من المسؤولين والمشرفين والمشاركين فيها، حيث تحدث محمد حمدان بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة، مشيرا إلى أن الدورة تدخل في سياق الترجمة الفعلية لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الأخذ بيد الطلبة الموهوبين وتعريفهم بالأسس والمعارف المسرحية السليمة، وذلك من أجل خلق جيل جديد من المسرحيين القادرين على تسلم الراية من الأجيال السابقة التي بذلت جهدا مقدرا في هذا المجال. وأكد ابن جرش على أن المجموعة اختارت التعاون في هذه الدورة مع جماعة الفن في جامعة الشارقة من أجل البدء في التطبيق التدريجي للخطة الشاملة التي تنتهجها المجموعة وتأمل أن تقطف ثمارها في المستقبل القريب. وأضاف “هذه الخطة الشاملة تهدف أيضا إلى تكوين قاعدة متينة من الجمهور المسرحي النوعي الذي يستطيع أن يكون شريكاً فعلياً في تطوير المسرح في الإمارات”. وحول أهداف الدورة قال بن جرش “هي دورة تدخل في سياق برنامج محدد أطلقنا عليه: برنامج التأهيل المسرحي المستمر، الذي انطلق مع دورة “تقنيات المؤثرات الصوتية في المسرح” ثم دورة “الإضاءة في المسرح”، وصولا إلى الدورة الحالية حول إعداد الممثل، وهذا البرنامج يهدف عموما إلى رفد الساحة المسرحية بكوادر شابة ومؤهلة للدخول في معترك الفعل المسرحي الحقيقي وبكافة الأطياف والمناهج والمدارس التي يحتويها هذا الفن العريق والمتجدد”. وفي سؤال عن التقنيات المسرحية المتبعة في الدورة ومدى تجاوب الطلبة معها أوضح الدكتور عجاج سليم المشرف على الدورة أن التزام الطلبة وحماسهم الكبير أثناء المشاركة ذلل أمامه الكثير من الصعاب والعراقيل، خصوصا تلك المتعلقة بضيق فترة الدورة وهي أسبوعان فقط ــ وهي فترة كما قال الدكتور عجاج ــ لا تكفي لإعداد ممثل مازال في بداياته وما زال في طور التعرف على الأساسيات الممهدة لدخول مغامرة التمثيل والوقوف على الخشبة. واستدرك قائلا “ولكن من خلال تكيف الطلبة مع هذا الظرف وإحساسهم بالمسؤولية، استطاعوا أن يستوعبوا ويتفاعلوا مع معظم الدروس النظرية والتطبيقية التي قدمت لهم، وكما رأيت فإن المشاهد التي نفذوها في التشكيلات الحركية والمقاطع الأدائية المستقاة من قصص عالمية، خلت من الخوف والتوتر، وأكدت على مدى استفادتهم من الدورة خصوصا فيما يتعلق باستغلال طبقة الصوت وتنويعاته المختلفة ، وكذلك انتباههم لزوايا وعمق ومقدمة الخشبة من أجل التوزيع المتوازن لحركة الجسد وترجمة الانفعالات الداخلية للشخصيات”. كما تحدث عدد من الطلبة المشاركين في الدورة وعبروا عن استفادتهم الكبيرة منها، حيث أشار الطالب راشد المعيني إلى أن ما تعلمه خلال الدورة أسهم في إزالة خوفه المتراكم سابقا من مجابهة الجمهور والوقوف الفعلي على الخشبة، مؤكدا على أن التقنيات التي تعلمها من المشرف على الدورة وكذلك روح التعاون والمحبة التي طغت على الطلبة المشاركين جعلته واثقاً من ترجمة موهبته الشخصية المختزنة، وتنفيذ متطلبات الدور المسرحي بثقة وتمكن. أما الطالبة فرح حماد فأوضحت أن دورة “إعداد الممثل” ساعدتها في التعرف على النواحي الأكاديمية المتعلقة بفن التمثيل، وتطوير قدراتها وتجربتها السابقة في الوقوف على خشبة المسرح في الجامعة، وقالت إن مجابهة الجمهور العام أمر مغاير ويتطلب قدراً أكبر من الشغل والجهد النفسي والجسدي، خصوصا عند التعامل مع محيط مختلف ومع عمل مسرحي يتضمن تنويعات أدائية متفاوتة، وإيقاع يتناوب بين الصخب والهدوء، وأضافت “كانت الأساليب والتمارين التي خضتها خلال الدورة خير معين لي في تنفيذ الدور المطلوب مني تجسيده على الخشبة”. بدوره تحدث الطالب بلال بيرقدار الذي أدى دور العاشق في إسكتش “دبلوماسيون” المستوحى من قصة بذات العنوان للكاتب الروسي انطوان تشيخوف مشيرا إلى أن الدورة جاءت بمثابة تجربة أدائية مكثفة وغنية ساعدته في توجيه موهبته الذاتية نحو مسارات جديدة وجدية بعد أن كان في السابق يشارك بشكل عفوي وارتجالي في الأعمال المسرحية في الجامعة، وأضاف بيرقدار “أعتبر هذه الدورة هي الخطوة الأولى والحقيقية في الطريق الطويل نحو حيازة موقع أكبر وأوسع في المستقبل”. وأخيراً عبر الطالب حسين الطائي عن شكره وامتنانه للقائمين والمشرفين على الدورة، والتي وصفها بالورشة العملية التي أنارت له مناطق مجهولة فيما يتعلق باستغلال الطاقة الداخلية والجسدية للممثل كي يكون مؤهلاً للتعبير عن الشخصية المرسومة له، وكي يخدم في النهاية مجموعة الممثلين المشاركين معه، ونقل جهد المخرج وفكرة الكاتب إلى خشبة المسرح.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©