كأني عدت إلى عام 1980 حين كنت في الكويت لتغطية فعاليات كأس الأمم الآسيوية.. عدت مع الفريق المكمل للبطولة، فريق الإعلام والصحافة الذي يغطي مباريات كأس الخليج.. وهو فريق يلعب في الوقت الأصلي، ويلعب في الوقت الإضافي، ويلعب في الوقت الضائع.. يلعب ويلعب حتى بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، ولا يتوقف عن اللعب!
نقلني برنامج «أهل الديرة» بقناة أبوظبي الرياضية من القاهرة إلى الكويت.. كي أعيش أجواء البطولة، ومشاق الزملاء الصحفيين والإعلاميين.. وذكرني تصريح مشجع كويتي بتصريحات الشيخ فهد الأحمد حين قال رداً على سؤال عن توقعاته: «وهل شرب الماء صعب ؟ إن كأس الخليج بالنسبة لمنتخب الكويت مثل شرب الماء»!
خسر «الأزرق» مباراة الافتتاح أمام الأخضر السعودي، وسط حضور جماهيري كبير احتشد في مدرجات استاد جابر الأحمد، الذي يعد تحفة معمارية.. وكانت انفعالات الجمهور حماسية للغاية، فكلما لمس لاعب كويتي الكرة يخيل إليك أنه في طريقه إلى إحراز هدف.. ومنذ الدقيقة الأولى ظهر واضحاً أثر غياب الكرة الكويتية عن المباريات لأكثر من عامين.. إلا أن الفريق تماسك وضغط لاسيما في الشوط الثاني.
الأخضر خرج فائزاً، وأول مكاسبه هو مجموعة من اللاعبين الجدد الذين سوف تتسابق عليهم الأندية السعودية مستقبلاً لضمهم، فالبطولة هي أفضل وأقرب وأصدق ساحة عرض لمهاراتهم.. والأداء يتميز بالسرعة لكنه أحياناً يتسم بالعشوائية، وفي هذا السياق أذكر أنني طالبت مدرب منتخب مصر هيكتور كوبر بمتابعة الفريق السعودي، ومباريات كأس الخليج لما تمثله من انعكاس لمستوى نصف قوي من الكرة الآسيوية.. وكان الرد من بعض الخبراء والمدربين أن مشاركة المنتخب السعودي بفريقه الثاني أمر لايستحق، مادام الفريق ليس هو الفريق الذي سيواجهه كوبر في المونديال.. وتعليقي أن شخصية اللعبة في بلد تظل كما هي غالباً مع اختلاف المدرب واللاعبين ومن المهم أن يفهم كوبر شخصية الكرة السعودية.
في المباراة الثانية لعب عموري وعلي مبخوت بعض الوقت، وحقق الأبيض فوزاً مهماً، لكنه لم يقدم العرض المتوقع، وخيل لي أحياناً أن مدرب منتخب عمان الهولندي بيم فيربيك يلعب بالطريقة الإيطالية، مدرسة مدرب منتخب الإمارات زاكيروني، وهي الدفاع وتضييق المساحات مع ممارسة محاولات انقضاض خاطف للتسجيل.. وقد فعل الفريق العماني ذلك قبل أن يتقدم الأبيض بهدف الفوز الوحيد.. وهو فوز مهم لكنه غير مقنع.. ومازال الوقت مبكراً لقراءة المستويات في بطولة يشارك بها 8 منتخبات ومرشح للقب 7 منها!
عدد اليوم
