الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعض من السلوى في عالم مضطرب

بعض من السلوى في عالم مضطرب
7 سبتمبر 2014 21:26
يرى منصور النقيدان أنه في دبي وأبوظبي، في الإمارات السعيدة يجد المتعبون الخائفون منتهى إراداتهم، ومربط خيامهم، ونهاية أحزانهم، مجتمع لا يقلق الآباء من أن يتحول أبناؤهم إلى أدوات ووسائل للإرهاب المحلي والدولي، ولا يتعاطف خطباؤه ولا دعاته ولا أساتذة الجامعات فيه ولا المعلمون مع القتلة والخوارج. هنا لا أحد يمتحنك على ما تؤمن به، ولا من يفتش عن خبايا ما أكنَّه صدرك، ويتلقّط كلماتك ويغوص في سياحة تمتد لسنوات لكي يعثر على جملة في مقالة أو كتاب أو تعليق على التلفزيون ليضلك بها أو يكفرك جراء قولك بها. في الإمارات تعيش الأمم والثقافات بسلام، بوئام، وباحترام. هنا في هذا البلد المسلم نجد أنفسنا قريبين من الله، سعداء بارتياد المساجد، جذلين بالاستماع إلى الأذان وجماله. في بقاع كثيرة من بلاد المسلمين، وفي بلاد العرب، يحبس الآباء أنفاسهم وترجف قلوب الأمهات خوفاً على أبنائهن من أن يعودوا آخر اليوم وقد انقلبوا رأساً على عقب، يغدون صباحاً أبرياء خماصاً من التكفير والغلو، ويروحون عشية وحوشاً بطاناً من الكراهية والتربص بسفك الدماء، شبقين حالمين بسبي النساء وإذلال كل آخر وقطع الأطراف وتعليق الرؤوس، وفي نهاية اليوم يمضي المحرض والمروج إلى بيته آمناً لا يسائله أحد ولا تحاسبه سلطة. اسكتلندا ودواعي البقاء ضمن المملكة المتحدة أكد جوردون براون ، رئيس وزراء بريطانيا السابق أن الاسكتلنديون والإنجليز وسكان ويلز وإيرلندا الشمالية يقتسمون الحقوق الاقتصادية والاجتماعية نفسها، على سبيل المثال دخل الاسكتلندي هو نفس دخل جاره الإنجليزي. ويقول: في 18 من سبتمبر الجاري، سيتوجه سكان اسكتلندا إلى صناديق الاقتراع للإجابة عن سؤال واضح مؤداه: «هل يتعين على اسكتلندا الانفصال لتصبح دولة مستقلة؟»، الحقيقة أنه وفقاً لآخر استطلاعات الرأي، يبدو أن الاسكتلنديين سيجيبون بالنفي، بحيث تتقدم الحركة المدافعة عن الوحدة التي تطلق على نفسها، «الأفضل معاً»، استطلاعات الرأي بحوالي 53 في المئة مقابل 47 في المئة لدعاة الاستقلال. لكن إذا كانت الإجابة تسير في اتجاه الوحدة، فإن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه هو عن سبب إثارة سؤال الانفصال أصلاً في الوقت الراهن، فحتى بعد دعوة الرئيس الأميركي جون كيندي في 1962 للتأسيس لإعلان عالمي يحافظ على وحدة الكيانات ويحول دون تشظيها، على شاكلة الإعلان الأميركي للاستقلال في عام 1776، لم تختف المشاعر القومية، ولم تؤد رياح العولمة الكاسحة وتحرير الأسواق وظهور الماركات العالمية إلى اندثارها، بل إنه من خلال الترويج لفكرة أن «كل ما هو صغير هو أيضاً جميل» انتعشت الحركات الانفصالية وازدهرت مطالبها، بدءاً من اسكتلندا وليس انتهاء بإقليم كتالونيا في إسبانيا ومناطق أخرى في أوروبا تنادي بولادة دول مستقلة صغيرة تكون أقدر، حسب زعمهم. ليبيا.. إلى أين؟ يقول د.السيد ولد أباه إنه يتعين التنبيه إلى حالة الفراغ الهائل الذي خلفه انهيار حكم العقيد القذافي الذي لم يستند في عهده الطويل إلى أي قوة سياسية أو مجتمعية تكون دعامة للدولة. حكومة وبرلمان في طبرق، وحكومة أخرى ومؤتمر وطني في طرابلس، تبدو الصورة في ليبيا واضحة: صراع شرعية بين مجلسين منتخبين وحكومتين صادرتين عنهما، بيد أن هذه الصورة لا تصمد أمام التمحيص بالنسبة لمن يعرف تعقيدات الوضع الليبي الذي نادراً ما يحظى بقراءة تحليلية موضوعية في الكتابات العربية السيارة. لا يمكن النظر إلى الوضع الليبي بمعطيات الشرعية الإجرائية باختزاله في صراع بين محطتين انتخابيتين وقوتين سياسيتين متناوئتين، فالصراع المحتدم في الساحة الليبية له وجهان: يتعلق أولهما بهندسة البناء السياسي في بلد يفتقد إلى الحد الأدنى من تركة الدولة الإدماجية المستقرة، ويتعلق ثانيهما بالصراع الإقليمي الأوسع المتعلق بالجغرافيا السياسية العربية الجديدة. بخصوص الجانب الأول، يتعين التنبيه إلى حالة الفراغ الهائل الذي خلفه انهيار حكم العقيد القذافي الذي لم يستند في عهده الطويل إلى أي قوة سياسية أو مجتمعية تكون دعامة للدولة التي فكك كل هياكلها الإدارية والمؤسسية، فحكم بمعادلة أمنية - قبلية ضمنت له الاستمرار في الحكم، في الوقت الذي قوض كل الأشكال الجنينية للمجتمع الأهلي وقضى على كل الأشكال السياسية المنظمة. «القاعدة».. فرع جديد في الهند! أشار إيشان ثارور إلى أن شبه القارة الهندية يملك تاريخاً حافلاً من التسامح والتعايش. وإرهاب «القاعدة» وفهمها المتطرف للدين يعد غريباً عن التدين الشعبي في الهند. وفي رسالة بثها الذراع الإعلامي لتنظيم «القاعدة» عبر شريط فيديو، أعلن أيمن الظواهري إنشاء فرع جديد للتنظيم ينشط في شبه القارة الهندية حيث سيعمل، حسب الشريط، على «رفع راية الجهاد» في أراضي الإسلام، باعتبارها أرضاً «محتلة» من قبل غير المسلمين. وقد عين الظواهري في الشريط الذي استمر 55 دقيقة «عمر عاصم» المعروف بصلاته مع «طالبان» الباكستانية على رأس الفرع الجديد. يُذكر أن لتنظيم «القاعدة» فروعاً عديدة موزعة على مناطق مختلفة من العالم، فقد أسست تنظيماً تابعاً لها في شمال أفريقيا يحمل اسم «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، ثم لديها فرع في اليمن تحت اسم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، فضلاً عن شبكات أخرى تابعة لها تنشط في عدد من البلدان، مثل الصومال وسوريا والمناطق القبلية في باكستان. والحقيقة أن محاولة «القاعدة» الأخيرة للتمدد في شبه الجزيرة الهندية تثير القلق، فهناك عدد كبير من المسلمين يضاهي إن لم يفق عددهم في العالم العربي، كما أن عدد المسلمين خارج الشرق الأوسط هو أكبر من نظيره داخله، هذا ناهيك على الرمزية التاريخية، حيث تأسست في الهند إمبراطورية إسلامية على يد الحكام المغول، وهو ما تزعم «القاعدة» أنها تحاول استعادته، على رغم أن الإمبراطورية المغولية كانت أبعد ما تكون عن وحشية «القاعدة» وأيديولوجيتها المتشددة. ساعة الحسم.. دقّت مع «داعش»! تقول ترودي روبين: دون القضاء على معسكرات تدريب «داعش» في سوريا عبر الضربات الجوية، فإن التنظيم سيواصل التمدد والانتشار . لفت مشهد قطع رأس الصحافي الأميركي الثاني على موقع «يوتيوب» بأيدي برابرة «داعش» الانتباه الأميركي أخيراً إلى سوريا. وبذلك نجح التنظيم المريض -من خلال دعايته «البارعة»- في ما لم ينجح فيه قتل مائتي ألف سوري أو حتى ظهور «الدولة» التي أخفقت «القاعدة» في إقامتها. وقد كان نشر فيديو مقتل «سوتلوف» يوم الثلاثاء الماضي، بعد أسبوعين على مقتل «فولي»، طعنةً في ظهر الأميركيين، حيث أظهر الرجلان شجاعة لا تصدق بينما كان قاتلهما الملثم الذي يتحدث بلكنة بريطانية يرفع سكينه. «داعش» ووجهها الحسن! يقول د. سلطان محمد النعيمي : عقد مؤتمر عربي إسلامي لمناقشة سبل مواجهة هذا التنظيم بات أمراً مُلحاً وفرصة لتوسيع المنظور الاستراتيجي للأمن والمصلحة الجماعية. وهل لـ«داعش» وجه حسن؟ لربما كان هذا السؤال الذي يدور في مخيلة القارئ في أول ردة فعل له على عنوان هذا المقال. والحق يقال إن للقارئ الحق وكل الحق في ذلك. فما يطلق عليه تنظيم «داعش» ضرب للبشرية كل أنواع وصنوف التجرد من الإنسانية، فعاث في الأرض فساداً ولم يسلم منه المسلم ولا المسيحي ولا غيرهما. فأصبح الإعدام الجماعي وقطع الرؤوس علامة مسجلة لهذا التنظيم الإرهابي الذي تعمد توثيق هذه الجرائم البشعة، وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي في سعيه لبث الرعب لدى خصومه في سياسة باتت تُعرف بـ«إدارة التوحش». ولكن هل بالفعل يمكن أن يكون لـ«داعش» وجه حسن؟ لطالما عكس هذا التنظيم ومن قبله تنظيم «القاعدة» صورة مشينة للغاية للدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة الداعية على الدوام إلى نبذ التطرف والمغالاة في الدين. فسارت هذه التنظيمات في مغالاتها وتطرفها موظفة إياه للوصول إلى مآربها وغاياتها. فعكست نتيجة لذلك النهج صورة مغايرة للدين الإسلامي لدى الغرب حتى بات هذا الأخير ينتابه الرعب، ويرى في الإسلام فكراً منتجاً للعنف والتطرف حتى أصبح يتداول في الغرب مصطلح «إسلامفوبيا» في وصف الخوف من الدين الإسلامي. حملة «داعش» لنهب الآثار السورية لفت عمرو العزم وسلام القنطار وبراين دانيلز الانتباه إلى أن «داعش» يقوم بنبش الكثير من المواقع، وتستنفر مئات الشباب لتشغيلهم في التنقيب مقابل 700 ليرة سورية يومياً. أثارت المكاسب الإقليمية التي حصل عليها «داعش» في كل من العراق وسوريا كثيراً من المخاوف -وكذلك تقارير إخبارية مؤقتة – من أن المواقع الأثرية في هاتين الدولتين تتم مهاجمتها ونهبها، كما كان الحال في العراق مع الغزو الأميركي له. لقد عدنا مؤخراً من جنوب تركيا، حيث كنا ندرب النشطاء السوريين وموظفي المتاحف العاملين في مجال حفظ التراث والآثار على توثيق وحماية التراث الثقافي لبلادهم. ويشمل هذا التراث بقايا من بلاد ما بين النهرين القديمة، والعصور الآشورية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، إلى جانب بعض من أقدم الأمثلة على الكتابة ونماذج الفسيفساء الهلنستية والرومانية والمسيحية. وأثناء الحوار مع هؤلاء العاملين والمقيمين في مناطق واقعة تحت سيطرة مقاتلي «داعش»، علمنا أن الأخير شارك في تجارة الآثار غير المشروعة، لكن بطريقة أكثر تعقيداً ومكراً مما كنا نتصور. ولا يبدو أن «داعش» قد كرس القوى العاملة بجيشه للعمل النشط في نهب المواقع الأثرية، ولكن بدلا من ذلك، فإن مشاركته تقتصر على النواحي المالية. وعموماً فهو يسمح للسكان المحليين بالحفر في هذه المواقع في مقابل نسبة مئوية من القيمة النقدية لأي اكتشافات. ويستند منطق «داعش» في ذلك على «ضريبة الخُمس» التي يفرضها الإسلام على قيمة أي شيء يستخرج من الأرض. وبمقتضى هذه الضريبة، فالمسلمون مطالبون بدفع نسبة من قيمة أي كنوز يكتشفونها في الأرض لخزانة الدولة. ويزعم «داعش» أنه المتلقي الشرعي لتلك العائدات. وتختلف الكمية المفروض فيها الخُمس وفقاً للمنطقة ونوع الشيء الذي تم اكتشافه أو استرداده. وفي المناطق التي تسيطر عليها «داعش» في محيط محافظة حلب في سوريا، يقدر الخُمس بنحو 20 في المائة، أما في منطقة الرقة فهو يصل إلى 50 في المائة أو حتى أكثر من ذلك إذا ما كانت الاكتشافات ترجع إلى العصر الإسلامي أو إذا كانت مصنوعة من معادن نفيسة مثل الذهب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©