أميركا تواصل الزحف وترافق فرنسا إلى ربع النهائي

واصل المنتخب الأميركي زحفه نحو الفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه، وبلغ الدور ربع النهائي بعد فوزه على جاره المكسيكي بسهولة تامة 86-63 (نتيجة الأرباع 23-13 و19-14 و24-11 و20-25) أمس الأول في برشلونة في الدور الثاني لمونديال كرة السلة الذي تحتضنه إسبانيا حتى 14 الشهر الحالي. وكان المنتخب الأميركي أنهى الدور الأول في صدارة المجموعة الثالثة بعد أن حقق 5 انتصارات في 5 مباريات، وقد حقق بالتالي فوزه السادس على التوالي وجاء على حساب منتخب يشارك في البطولة العالمية للمرة الخامسة فقط وتبقى أفضل نتيجة له احتلاله المركز التاسع عامي 1963 و1974. ورغم مشاركته بفريق يغيب عنه نجوم كثيرون مثل ليبرون جيمس ودواين وايد وكارميلو أنطوني وكوبي براينت وكريس بوش وكريس بول، أكد المنتخب الأميركي أنه على أتم الاستعداد لمواصلة الصحوة منذ أولمبياد بكين 2008 الذي شكل نقطة العودة إلى واقع الهيمنة الأميركية على لعبة العمالقة، إذ توج رجال كريشيفسكي بعدها بلقب كأس العالم عام 2010 في تركيا، ثم أضافوا ذهبية أولمبياد لندن 2012 إلى رصيدهم الماسي. وكان المنتخب الأميركي فرض نفسه نجماً مطلقاً في المناسبات الرسمية وخصوصا في الألعاب الأولمبية التي حصد جميع ألقابها منذ إدراج لعبة كرة السلة في الألعاب الأولمبية عام 1936، وهو لم يخفق إلا عام 1972 في ميونيخ عندما خسر في النهائي التاريخي أمام الاتحاد السوفيتي في مباراة مثيرة للجدل، وعام 1988 في سيؤول عندما خرج في الدور نصف النهائي أمام المنتخب نفسه، علما بأنه لم يشارك في موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده لهذا الحدث على خلفية الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. لكن الواقع الجديد بدأ يثقل كاهل الأميركيين الذين فشلوا في تحقيق أفضل من المركز السادس في كأس العالم التي استضافوها في انديانابوليس عام 2002 حيث كان اللقب صربيا، ثم اكتفوا بالمركز الثالث في أولمبياد أثينا 2004 فيما كان اللقب أرجنتينيا، ثم حصلوا على المركز ذاته في بطولة العالم في اليابان عام 2006 حيث توج الإسبان باللقب. وبدأ بعدها القائمون على المنتخب يأخذون منافسيهم على محمل الجد ووضعوا برنامجا تدريبيا مكثفا انطلق قبل مونديال اليابان وكان تحضيرا لهذا الحدث الذي اكتفوا خلاله بالمركز الثالث تحت إشراف كريشيفسكي، وصولاً إلى استعادة الهيمنة في بكين 2008. ولا توجد أي مؤشرات تشير إلى أن أحدا سيتمكن من الوقوف بوجههم في مونديال إسبانيا 2014 وأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 الذي سيقودهم خلاله كريشيفسكي أيضاً بعدما قرر المدرب الأسطوري لجامعة ديوك مواصلة المشوار معهم بعد أن فكر مليا في الموضوع وعدل عن فكرة ترك منصبه. وقد سيطر المنتخب الأميركي تماما على اللقاء من بدايته حتى نهايته إذ حسم الربع الأول بفارق 10 نقاط 23-13 ثم دخل إلى الشوط الثاني وهو في المقدمة 42-27، قبل أن يضرب بقوة في الثالث (24-11) الذي وصل الفارق فيه إلى 23 نقطة 50-27 مع وصوله إلى منتصفه ثم 25 نقطة 55-30 في آخر 4 دقائق و30 نقطة 64-34 و66-36 في الثواني الأخيرة منه قبل أن تستقر النتيجة على 66-38 في نهاية المطاف. وبنى الأميركيون على الأفضلية التي حققوها في الربع الثالث لمواصلة هيمنتهم على المباراة في الربع الأخير الذي تواصل فيها نجاح رجال كريشيفسكي من خارج القوس ليرتفع الفارق بفضل ثلاث تسديدات من المسافة البعيدة إلى 37 نقطة 75-38 بعد مرور أقل من دقيقتين، ثم لجأ بعدها الأميركيون إلى الاستعراض، ما سمح لجيرانهم بتقليص الفارق في النهاية إلى 20 نقطة 63-86 بعد أن حسموا هذا الربع لمصلحتهم 25-20. وقد تألق في هذا اللقاء ستيفن كوري بتسجيله 20 نقطة، بينها 18 من خارج القوس (6 محاولات ناجحة من أصل 9)، وأضاف كلاي تومسون 15 نقطة مع 5 متابعات وجيمس هاردن 12 نقطة في مباراة تميز المنتخب خلالها من خارج القوس (13 تسديدة ناجحة من اصل 29 محاولة). أما من ناحية المكسيك فكان جوستافو ايون الأفضل على الإطلاق بتسجيله 25 نقطة مع 8 متابعات فيما لم يتجاوز أي من زملائه حاجز العشر نقاط. وفي العاصمة مدريد، نجحت فرنسا، بطلة أوروبا 2013، في تخطي عقبة كرواتيا بالفوز عليها 69-64 بفضل جهود لاعب بورتلاند ترايل بلايزرر نيكولا باتوم (14 نقطة) ولاعب اورلاندو ماجيك ايفان فورنييه (13 نقطة)، إضافة إلى مساهمة هامة جدا من توماس هورتيل (10 نقاط و4 تمريرات حاسمة) وميكايل جالابال (11 نقطة مع 6 متابعات). أما من جهة كرواتيا، فكان لاعب بروكلين نتس بويان بوجدانوفيتش الأفضل على الإطلاق بتسجيله 27 نقطة مع 6 متابعات، وأضاف لاعب ارتكاز برشلونة الإسباني انتي توميتش 17 نقطة مع 6 متابعات. وكانت البداية صعبة على فرنسا التي تفتقد خدمات طوني باركر صانع ألعاب سان أنطونيو سبيرز بطل دوري كرة السلة الأميركي للموسم المنصرم، إذ أنهت الربع الأول متخلفة 7-15 لكنها انتفضت في الثاني وحسمته 16-7 لتدخل إلى الشوط الثاني متقدمة بفارق نقطة ثم واصلت أفضليتها في الثالث الذي هيمنت عليه تماما وأنهته لمصلحتها 23-12، لتدخل إلى الربع الأخير متقدمة 46-34. وفي الربع الأخير حاولت كرواتيا التي تشارك للمرة الثالثة منذ الاستقلال عن يوغوسلافيا السابقة (وصلت إلى نصف النهائي عام 1994 وخرجت من ثمن النهائي عام 2010)، العودة إلى اللقاء وقلصت الفارق إلى 6 نقاط 51-57 قبل 5 دقائق على النهاية لكن رجال المدرب فنسان كوليه حافظوا على رباطة جأشهم ووسعوا الفارق مجدداً إلى 63-56 بفضل ثلاثيتين لجالابال وهورتيل. لكن إصرار المنتخب الكرواتي أبقى المباراة مشتعلة حتى صافرة النهاية بعدما قلص الفارق إلى 5 نقاط في آخر دقيقة ثم نقطتين بفضل ثلاثية لبوجدانوفيتش الذي حصل على فرصة منح بلاده التقدم في آخر 20 ثانية من خارج القوس لكن محاولته لم تكن ناجحة، ثم لجأ الكروات إلى إيقاف ساعة المباراة عبر خطأ على هورتيل الذي نجح في ترجمة رميتيه الحرتين ليقضي على آمال رجال سلافن ريماتش. (مدريد - أ ف ب)