الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من غيّب الأبيض؟

21 يناير 2011 23:34
كثير من الأمنيات تصطدم بالواقع وكثير من الرغبات تتجاوز حاجز الفرضيات العلمية، لأن لدى الفرد منا طاقات إبداعية تتجلى أحيانا فتحيل رؤى الكسالى إلى مجرد تردد ليس إلا. أعرف أنكم اليوم تعرفون ما آلت إليه مباراة قطر وكذلك الأردن لكننا نتطلع لمباراة العراق وهو حامل اللقب ولديه قدرة للحفاظ عليه ومع هذا لا نزال نؤكد أن كرة القدم لها لغة خاصة وفكرة خاصة وسلوك خاص، بل هي عالم قائم بذاته وأسرة متشعبة العروق والعادات والتقاليد. انتظرنا إشراقة الأبيض الإماراتي في الدوحة، خاصة وان كل الظروف والعوامل والعمل والتخطيط جاء في مصلحته عبر احترافية اتحاده وتوافق القدرات الفردية في مختلف الأعمار مع هذه المرحلة، إلا أنه سقط سقوطاً فجائياً وأحال توقعاتنا التي كانت على الورق كورق (محمد عبده) في أغنية (لا تردين الرسائل). طبعاً أعرف أن الحظ خانه هذه المرة، لكن الشعور العام بالبذخ الفني والتخمة النجومية التي يحظى بها الأبيض أسهمت بشكل مباشر في نتائجه، وأدت إلى إحساس اللاعبين بأن كل شيء بالنسبة لهم سيكون سهلاً، فلم يكن المنتخب الإماراتي بهذه القدرة وهذا العدد الوافر من النجوم مثلما هو اليوم ومع هذا سقط نتائجياً ونجح أدائياً. اعتقد أن جميع من شاهد مباريات الإمارات الثلاث استمتع بها وقدم لعباً مفرحاً يقود بالفعل نحو متعة الفرجة، لكن عشاق الأبيض وجماهيره على وجه الخصوص لا يريدون هذا الأداء إن لم يكن مصاحباً لنتائج تقوده نحو تحقيق الإنجازات وهي التي تدخل البهجة على الجميع وتكون نتاجاً لعمل ضخم تم القيام به والتكريس لتحقيقه. الإمارات وحدها قدمت نموذجاً تخطيطياً وإدارياً لكرة القدم من بين المنتخبات الخليجية والعربية المشاركة عبر منتخبات الفئات السنية، ولكن مع الظهور الآسيوي اختلف كل شيء ولم تكن النتائج حسب ماهو متوقع، فما كان من الأبيض إلا أنه قدم الجهد والعمل والخطط فغاب عنه الحظ. مايهمنا الآن في الكرة الإماراتية ألّا نصاب بالإحباط أو أن نتحدث عن أخطاء قادت للخروج غير المتوقع وألا نهمّش جهد عام أو عامين، لأنها في اعمار المنتخبات قليلة جداً ولابد من مواصلة ما قام به الاتحاد الإماراتي من تخطيط واستراتيجية قدمت لنا نموذجاً كروياً، بل كنا ونحن نتابع كرة الامارات على مر السنوات الماضية فلا نجد إلا لاعباً او اثنين عن كل حقبة زمنية يشار لهم بالنجومية، أما الآن والفريق الحالي أمامنا فإنني أجد أن كافة النجوم الذين قدمتهم كرة الإمارات مميزون ويستحقون منا كل العناية والاهتمام وأن الاتحاد الكروي مطالب بمواصلة الجهد واستكمال ما بداه من خطط ليحقق على الأقل في السنوات القادمة تأهله الثاني لمونديال البرازيل والفوز بكأس آسيا في استراليا وربما يكون الحاضر حلواً لكن القادم أحلى. fawfaz@hotmail.com
المصدر: السعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©