الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد»: المتسولون يتفننون في ابتزاز عواطفنا

قراء «الاتحاد»: المتسولون يتفننون في ابتزاز عواطفنا
22 أغسطس 2011 22:29
على رغم جماليات هذا الشهر الفضيل وإقبال الناس على رضا رب العباد بتقديم كل ما يمكنهم في أوجه الخير والمساعدة للمحتاج، يقف الناس أمام ظواهر في المجتمع أخذت تجعل من هذه العبادة محط حذر وتساؤل، خاصة مع زيادة أشكال الاحتيال، واستغلال عواطف الناس. وهو الأمر الذي دفع زوار موقع الاتحاد الإلكتروني للتفاعل والمشاركة مع الخبر الذي ورد في الصحيفة في الرابع عشر من أغسطس الماضي، والذي كان بعنوان «متسولة ترفض 5 دراهم وتطلب 500 درهم». فاضت قريحة متصفحي موقع «الاتحاد» الإلكتروني بما يزيد عن عدد كلمات الخبر الذي ورد في صحيفة «الاتحاد» بالمحليات، وفي الخبر، أن متسولة سألت رجلاً أن يعطيها المال، وعندما استجاب الرجل لسؤالها وأعطاها 5 دراهم، رفضتها وطلبت منه مبلغ 500 درهم، وعندما رفض طلبها هددته بأنها ستتصل بالشرطة، وتدعي أنه تحرش بها في حال لم يدفع المبلغ المطلوب. غير أن الرجل بادر بالاتصال بالشرطة وأبلغ عن المتسولة، التي اتضح فيما بعد أنها تحمل هاتفاً حديثاً من الجيل الثالث باهظ الثمن. نقل هذه الواقعة العميد محمد صالح بداه، مدير إدارة العلاقات العامة بالإنابة في وزارة الداخلية عن صديق له. وأعلن زوار الموقع ممن شاركوا برأيهم في الخبر، سخطهم على هذه المظاهر التي أصبحت تربكهم، وتحيرهم بين راغب في مساعدة المحتاج وبين خائف من ذهاب ماله لجيب محتال. تحري المحتاج كانت أولى المشاركين، المتصفحة شيخة أحمد، التي وضعت يدها على الجرح تماما بمشاركتها التي عنونتها بـ»كيف نردهم؟»، فكتبت «السيئة تعم دائما ولذا فإن مثل هذه المتسولة قد تسئ إلى كثيرين من المحتاجين بصدق. فالناس أصبحوا بعد مواقف تعرضوا لها كذاك الموقف لا تثق بالمحتاج والفقير، وكثيرون أصبحوا يعتقدون أن الفقراء الذين نراهم إنما هم في الحقيقة يخبئون كثيراً من الأموال من حيث لا ندري، حتى أني سمعت يوما أحدهم يُكذب من يدعي أن في الدولة محتاجين، ويرى بأن المحتاج إنما هو محتال ليس إلا، لكننا يفترض أن نفرق أكثر بين من يتسول وبين الفقير المتعفف والفقير الذي يسعى ليعمل من أجل لقمة عيشه، وأما المتسولين فكيف لنا أن نردهم؟» وفي مشاركة، بدت وكأنها إجابة على تساؤل المشاركة السابقة، كتبت متصفحة الموقع سلمى «إذا نظرنا إلى السلبيات المترتبة على تعاطفنا مع هؤلاء المتسولون سنتمكن من ردهم، أولاً وقبل كل شيء فلنعلم أنه في تجاوبنا معهم تشجيع لهم لكي يستمروا فيما يقومون به؛ وثانياً، ومع كثرة التنبيهات الخاصة بأنهم مجرد محتالين، ورغم ذلك نستمر في عطائنا لهم، فإننا -والله اعلم- نخسر أجر الصدقة أو الزكاة، التي بينها الله تعالى في كتابه، وليس فيهم المحتالون، كما أننا قد ندخل في تصنيف السفه ممن لا يجيدون استخدام أموالهم! وثالثاً: أننا باستمرارنا في مساعدتهم إنما نفوت الفرصة على من يستحق بالفعل صدقتنا. فمن شروط هذه العبادة، تحري المحتاج، وأشكال هؤلاء المتسولين تفضحهم، فكيف نعطي أموالنا لمن تلبس الذهب وتملك الموبايل وتضع الميك أب، أو لرجل متعه الله بكل قواه ولكنه فضل سؤال الآخرين والذل عن العمل!» وعن تحري المحتاج كتب متصفح وقع تحت اسمه بـ»اندوك انت» وعنون مشاركته بـ»قلبك دليلك»: «من أقوال خير البشر عليه الصلاة والسلام: «أن تخطئ في العطاء خير من أن تخطئ في المنع». والواحد مخير بين أن يعطي أو يعتذر ومع هذا يجب أن نميز بين المحتاج والمحتال، وطبعا يبين من أسلوبه وسواء حسيت بأنه محتاج فعلا أو أنه نصاب فلك الاختيار بين أنك تعطيه أو تعتذر له». أما المتصفح «محمد» فقد كتب حلا للجميع يقول فيه «لا ترضخوا لهم. والله من فترة طويلة لا أثق بمن يطلب مني المال إطلاقا. نصيحتي أعطوا تبرعاتكم للجمعيات الخيرية فهي الجهة المضمونة. مواقف بالجملة قد لا يحتاج الأمر إلى الكثير من البداهة لاكتشاف احتيال هذه الفئة من الناس، واستغلال عواطف المسلمين في هذه الفترة المباركة من أيام السنة، ففي حادثة شاركنا بها المتصفح «آدم إسماعيل يقول عنها «فوجئت بظاهرة جديدة في الشارقة لمتسولين بسيارات فارهة، يستوقفون المارة بسياراتهم ليتسولوا بطريقة جديدة، وهى الادعاء بمجيئهم من عمان ونفاد الوقود وحاجتهم للمال من أجل التزود بالوقود بما لا يقل عن 500 درهم ليكفى المال لعودتهم. لا أعلم هل هم متسولون أم شباب يلهون؟» وشارك «سام» باقي متصفحي الموقع، في تجربته، فكتب يقول «سبحان الله.. أنا صار لي نفس الموقف الذي حدث مع آدم، وقفتني سيارة فيها باكستاني وزوجته وعياله وادعوا أنهم جاؤوا من دبي، وخلص عليهم البترول وهم في حاجة إلى المال للعودة. ونفس الشيء صار للوالدة وهي ساكنة منطقة ثانية!» ورغم أن القصص تتشابه إلا أن الضحايا ما يزالون يسقطون، فتقول «أم هيا» في مشاركتها، في تجاوب مع المشاركة السابقة، التي عنونتها بـ»وفي عمان يدعون أنهم من الإمارات» تقول «كنت في سيتي سنتر مسقط منذ فترة، وجاءتني شابة حسنة الهندام وقصت علي قصة غريبة جدا، حيث ادعت إنها إماراتية جاءت مع أسرتها إلى مسقط ولكن تفرقوا في سيتي سنتر ولا تستطيع الوصول إليهم وتريد مني إعطاءها ثمن تذكرة عودتها للإمارات». وفي موقف شارك به «أبو أحمد» بقوله «صار لي موقف في جمعية أبوظبي التعاونية، كنت واقف عند الكاونتر علشان أحاسب، جت وراي حرمة من الجنسية العربية ومعها عربة مملوءة أغراض، وطلبت مني أحاسب عنها علشان هذه الأغراض لأيتام، طبعاً رفضت، وقلت لها إن التسول ممنوع في الدولة وإذا ظروفها تعبانه هناك جمعيات خيرية، طبعا ما خلتني أكمل وعطتني ظهرها وراحت عند مواطن ثاني. مثل هاي الأشكال خربوا على المستحقين الفعليين». أما شكيل أحمد فقد أعلن استهجانه من آخرين، وهم عمال النظافة، فيقول «التسول يمارسه كثير من عمال النظافة المتعاقدين مع البلدية، ويكفي أن تراقب إشارة المرور الحمراء في أي شارع لترى عامل التنظيف يبقى رايح جاي عالإشارة الحمراء يلقي السلام على السائقين للتسول وليس للتنظيف، وحين تصبح الإشارة خضراء تراه يركن في أي مكان مريح ليعد النقود. وإذا كنت بحاجة إلى الخردة فهو خير من يصرف لك». الحل الأمثل يعرض المتصفح «ناصر الناصر» حلاً للمسألة ويدعو الجهات المختصة بالالتزام بدورها لقطع الطريق على المحتالين، فكتب يقول «أنا أشوف الحل الأمثل توجيه هؤلاء إلى الجمعيات الخيرية للتأكد من صدق نياتهم وأحوالهم، وانت تعطي المال للجمعية، ويمكن للجمعيات ابتكار نظام بحيث تتصدق بمبلغ معين وحجز الباقي عندهم لمدة سنة، وخلال هذه السنة توجه من يطلبون منك التوجه للجمعية للتأكد من حالتهم، التي ستقوم بإعطائهم المال من المبلغ المحجوز لديهم، وبهذه الطريقة سنقطع الطريق على المحتالين». والبعض يرى أن هناك حلولاً أسلم بعيداً عن الاتصال بالشرطة أو الصد، فكتبت «أم عبادي» تقول «في كل الأحوال، علينا أن نتعامل معهم بالحسنى، سواء كانوا محتالين أم لا، ويمكننا أن نتفق جميعا، أن نردهم بالكملة الحسنة، ونوجههم للجمعيات الخيرية. والله المستعان».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©