السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن الحفناوي: أجر قيام ليلة القدر يفوق ثواب 83 سنة من العبادة

حسن الحفناوي: أجر قيام ليلة القدر يفوق ثواب 83 سنة من العبادة
22 أغسطس 2011 22:32
ليلة القدر، التي هي “خير من ألف شهر”، و”مباركة حتى مطلع الفجر”. ليلة يترقبها المسلم متهجداً بين يدي الرحمن يقيم الصلوات، ويتلو آيات من القرآن الكريم، ويكثر من الدعاء والتضرع إلى الله متأملاً أن يطاله عفو الرحيم، وأن يمحو ذنوبه وينور دربه بالإيمان. ليلة فيها تجزى العبادات بأضعاف أجرها. المؤمنون يترقبون شرف حلول ليلة القدر بنفس مطمئنة تنطق بقول: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”. عن عظمة ليلة القدر، يتحدث المستشار القضائي في ديوان الرئاسة حسن الحفناوي، موردا أن الراجح لدى كثير من العلماء أن الله تعالى أخفى ليلة القدر في ليالي الشهر كله لحكم عدة. ومنها أن يجتهد المسلم في ليالي الشهر كله ليزداد ثوابا. ويقول “لو أن الله تعالى حددها وعرفها الناس وارتكب أحدهم فيها معصية مع معرفته بهذه الليلة، فسوف يكون عقابه مضاعفاً”. العمل عبادة عن الحكمة في عدم تحديدها بشكل واضح، يقول الحفناوي إن “إرادة رب العالمين أن يجتهد المسلم طوال شهر رمضان حتى يلتمس ليلة القدر بين لياليه أيا كانت ومن دون معرفة سابقة، وبهدف أن يغتنم أجرها الذي يزيد على أجر 83 سنة”. ويذكر أنه “قد أفلح من انتهز الفرصة قبل انقضاء العمر فصام يومه في رمضان وقام ليله وكان له الثواب الكبير”. ويعتبر الحفناوي أن رسالته نشر الهداية والطمأنينة في قلوب الناس. وهو إضافة إلى حرصه على أداء الصلاة وقراءة القرآن والدعاء، غير أن العبادات لا تشغله أبدا عن عمله. يقول “العمل عبادة بعد العبادة، ومن غير المقبول أن يترك المسلم عمله بهدف التعبد الكامل خلال شهر رمضان ولا العكس. إذ أن المطلوب التوفيق بين الأمرين ومنح كل واجب حقه”. ويذكر أن كل موظف أو صاحب مصلحة أو حتى طالب، قادر على إنجاز المطلوب منه خلال صيامه من دون أن يؤثر ذلك على أداء طاعاته، مؤكداً أن شهر رمضان معسكر سنوي للعبادة. والصيام عبادة شاقة لأنه لا يحرم علينا الحرام وحسب، وإنما كذلك الحلال من مأكل ومشرب وأمور أخرى تكون مباحة في غير أيام رمضان. ومن هنا تأتي المشقة، ولكن بقدر المشقة يكون الثواب”. وعن نفسه، يقول “طالما أنني لست في دوام عملي بقصر الرئاسة حيث أعمل في الإدارة القضائية، فأنا بلا شك أقرأ القرآن وأقيم الصلاة وأجلس طويلا للدعاء. وأنا حين أؤدي مصالح الناس من تظلمات وخلافات، أكون في طاعة الله”. ويؤكد الحفناوي، الذي يخطب بالمسلمين في المساجد منذ أكثر من 32 عاماً، أن المسلم عليه أن يفرح بقدوم شهر رمضان ولا يفوت ليلة من لياليه إلا ويطلب الأجر فيها، مشيرا إلى الأحداث التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ المسلمين والتي وقعت في شهر رمضان. ويقول إن كل المعارك التي انتصر فيها المسلمون في أشهر رمضان كانت دفاعية ولم تكن يوماً هجومية، ومنها: غزوة بدر، وفتح مكة، والعودة من غزوة تبوك، ومعركة القادسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وفيما بعد فتح جزيرة رودس عام 53 للهجرة، ودخول المسلمين إلى الأندلس عام 92 للهجرة حيث استطاعوا أن ينشئوا حضارة قامت على أساسها الحضارة الأوروبية الحالية. ويضيف “هذا الكلام باعتراف علمائهم ومن بينهم الكاتب وول ديورانت الذي أورد ذلك في كتابه “قصة الحضارة”، وخصص الجزء 13 منه في الحديث عن حضارة المسلمين في الأندلس”. وكذلك استرداد بيت المقدس وفلسطين من أيدي الصليبيين في معركة حطين بزعامة صلاح الدين الأيوبي عام 583 للهجرة. وانتصار مصر على إسرائيل في حرب 10 رمضان أو ما يسمونه بحرب 6 أكتوبر عام 1973 ميلادية. قيام الليل يعود الحفناوي للحديث عن ليلة القدر التي يتحرى المسلمون ظهورها هذه الأيام، لافتا إلى أنه لكل شيء صفوة وخلاصة. ويوضح أن صفوة شهر رمضان المبارك وخلاصته ليلة القدر التي وصفها رب العالمين في كتابه الكريم بأنها “خير من ألف شهر”. ويضيف أن الألف شهر تبلغ نحو 83 سنة، وقد قطع العلماء بأنها باقية متكررة في رمضان. وبحسب رواية البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “التمسوها في العشر الأواخر”. وفي رواية أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال: “التمسوها في العشر الأواخر وترا”. وتعليقا على قيام الليل الذي يزداد خلال شهر رمضان، ولاسيما في العشر الأواخر منه، يقول الحفناوي إن لقيام الليل أجرا كبيرا، البعض يصلونه 8 ركعات والبعض 20 ركعة أو أكثر وهذا صحيح. ويشير إلى أن الخليفة عمر بن عبد العزيز جعل قيام الليل 34 ركعة، علما أن الله تعالى لم يضع حدا أقصى للصلاة الليلية، ووضع حدا أدنى لها وهو ركعتان. وعليه يذكر أن أجر العبادات في ليلة القدر يحدده رب العالمين، الذي لم يشأ أن يلزم المسلمين بتوقيت معين ولا بأسلوب معين للتعبد، مع أن المسلمين أرادوا أن يحددوا موعد ليلة القدر بالضبط. ويقول “أخذوا يحللون الأحداث والأحاديث محاولين أن يستنتجوا منها أمرا. ومن بين ما توصلوا إليه قول رسول الله عليه الصلاة والسلام بما معناه أنه رآها في رؤيا منامية، ولكنه نسيها وبقي من الرؤيا أنه كان يسجد في ماء وطين”. ويتابع المستشار سرده للأحداث، مشيرا إلى أنه في ذلك الوقت، هنالك من المسلمين من اعتقدوا أنها ليلة الحادي والعشرين من رمضان، ومنهم من ألمح إلى أنها قد تكون ليلة الثالث والعشرين. وذلك بحسب رواية أحمد بسند صحيح والطبراني أن النبي عليه الصلاة والسلام سأل أصحابه كم مضى من شهر رمضان؟ فقيل اثنان وعشرون يوما. عندها قال: “فاطلبوا ليلة القدر الليلة”. ويقول المستشار القضائي في ديوان الرئاسة حسن الحفناوي إن المسلمين كانوا شديدي التمحيص والتدقيق في كل حديث لشدة إصرارهم على المعرفة، ولكنهم في أمر ليلة القدر لم يجتمعوا على حقيقة واحدة لغاية أرادها الله تعالى. وفي ذلك، أنه نسب إلى ابن عباس رضي الله عنه بعض الشواهد فيما شكك في نسبتها إليه البعض. ومن ذلك قولهم إن سورة القدر ثلاثون كلمة. وكلمة (هي) من الآية (وسلام هي)، هي الكلمة السابعة والعشرون. كذلك جملة (ليلة القدر) تسعة أحرف وتكررت ثلاث مرات، ومجموع ذلك سبع وعشرون. وقال آخرون إن ليلة القدر هي ليلة الرابع والعشرين للحديث الذي رواه أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: “أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وتوراة موسى لست مضين من رمضان، وإنجيل عيسى لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين من رمضان”. رواية يشير المستشار القضائي في ديوان الرئاسة حسن الحفناوي إلى رواية عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بصحبه في ليلة الثالث والعشرين إلى ثلث الليل ثم قال: “لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم”. والعبارة نفسها رددها في ليلة الخامس والعشرين، أي أن ما يطلبونه لم يأت بعد، وهو ليلة القدر. غير أنه قام بالمصلين ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل حتى أصبح ولم يقل شيئاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©